منفذية السويداء في «القومي» تحيي يوم الفداء باحتفال كبير وحاشد في المركز الثقافي العربي ومسير عسكري في السويداء
نائب رئيس الحزب وائل الحسنية: الحصار والحرب لا يجبران سورية على التراجع عن قيمها ومبادئها ومكانتها
المنفذ العام باسم رضوان: نسور الزوبعة شكلوا طليعة المقاتلين إلى جانب الجيش في كل المعارك
لم يكتف سعاده بكشف الخطر اليهودي الصهيوني والتحذير منه، بل أسس فرقة الزوبعة التي قدمت شهداء من لبنان والشام وغيرهما فوق أرض فلسطين منذ 9 عقود.. وما زلنا في الميدان
عضو قيادة فرع «البعث» أنور الحسنية: نحيي الحزب القومي على مواقفه المشرّفة وتاريخه المقاوم ووقوفه إلى جانب مؤسسات الدولة والجيش السوري في مواجهة الإرهاب
سيريانا رضوان: أنطون سعاده عيّن هويتنا بأننا أمةٌ حية تنبض بنا ونسير بها إلى قمم النصر
أحيت منفذية السويداء في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد الفداء، يوم استشهاد مؤسس الحزب وباعث النهضة أنطون سعاده بتكريم شهداء الحزب في احتفال كبير وحاشد أقيم في المركز الثقافي العربي في السويداء .
حضر الاحتفال نائب رئيس الحزب وائل الحسنية على رأس وفد مركزي ضمّ عضوي المجلس الأعلى سمير الملحم وبطرس سعادة، مدير مكتب رئاسة الحزب مأمون ملاعب، إلى جانب منفذ عام السويداء باسم رضوان وأعضــاء هيئة المنــفذية وممثل الحزب في الجبهة الوطنية التقدمية في السويداء ماجد الباروكي وعدد من مسؤولي الوحدات الحزبية.
كما حضر الوزير السابق الدكتور كمال شرف وأعضاء قيادة فرع حزب البعث العربي الإشتراكي والجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة وأعضاء مجلس الشعب وأمناء الشعب والفرق في «البعث» ومديرو الدوائر الرسمية وممثلون عن مؤسسات الدولة والمنظمات الشعبية وفاعليات ولجنة المصالحة الوطنية وممثلون عن الاتحادات والنقابات والمجالس البلدية وأسر الشهداء وحشد كبير من القوميين والأهالي.
سبق الاحتفال مسير عسكري لنسور الزوبعة في المنفذية، انطلق من وسط مدينة السويداء وصولاً إلى المركز الثقافي.
استهلّ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء ومن ثم عزف النشيدان الوطني السوري والسوري القومي الاجتماعي.
التعريف
ألقت عريفة الاحتفال ناظرة الإذاعة في منفذية السويداء سيريانا رضوان كلمة قالت فيها:
«نقف اليوم وإياكم احتفالاً بعيد الفداء الذي فيه من العز ما يكفي ليكون فخراً لجيلٍ بعد جيل.. إحياء ليوم الثامن من تموز استشهاد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده الذي عيّن هويتنا، وبأننا أمةٌ حية تنبض بنا، ونسير بها إلى قمم النصر».
وأضافت: نحتفي بالشهادة لأننا نحب الحياة.. ونعشق الموت متى كان طريقاً للحياة الكريمة وطريقاً للكرامة.. وتكريس قيمة الحياة ولو بالموت هي معاني يوم الفداء. لذلك نحن اليوم نحيي ذكرى كلّ شهيدٍ.. وضع روحه على كفّه.. ماضياً بخطوات ثابتة، فارضاً نفسه على أرض المعركة في سبيل الحقيقة السورية التي حاول الكثيرون طمسها، لكنها تؤكد نفسها كل يوم أنها عاصية على الزوال.»
كلمة الجبهة الوطنية التقدمية
وألقى عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في السويداء أنور الحسنية كلمة الجبهة الوطنية التقدمية فتحدث عن فكر أنطون سعاده ومواقفه واستشرافه الأخطار واستشهاده في سبيل قضية حزبه وأمته، وأشاد بمواقف الحزب السوري القومي الاجتماعي المشرّفة وتاريخه المقاوم ووقوفه إلى جانب مؤسسات الدولة والجيش السوري في مواجهة الإرهاب، وحيا تضحيات نسور الزوبعة.
كلمة المنفذية
كلمة منفذية السويداء في «القومي» ألقاها المنفذ العام باسم رضوان فأشار إلى «أن مؤامرة اغتيال سعاده استهدفت القضاء عليه وتصفية حزبه، لكن سعاده كان واثقاً بالقوميين الذين اعتنقوا العقيدة، فواجه القتلة قائلاً: «أنا أموت أمّا حزبي فباق» وها هو حزب سعاده حاضر في كل ساح، وها هم القوميون سائرون على نهج سعاده، فكراً وعقيدة واستشهاداً».
وأكد رضوان أن «نسور الزوبعة» شكلوا طليعة المقاتلين إلى جانب الجيش السوري في كل المعارك وقضى منا شهداء فوق كل الأراضي السورية، وبفضل دماء الشهداء اعتلى الوطن إلى سلّم المجد وبفضل ثلاثية صبر الشعب – قوة الجيش وصموده – وحكمة القائد، تحققت الانتصارات على الإرهاب ورعاته».
وختم موجهاً التحية للجيش السوري وللشهداء من عسكريين وقوميين ومدنيين ولنسور الزوبعة الذين يواكبون الجيش كتفاً إلى كتف.
كلمة المركز
نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أشار في كلمته إلى أن اغتيال أنطون سعاده، «مؤامرة استعمارية ـ صهيونية بأدوات محلية، واستهدفوا باغتياله القضاء على حزبه، لكن الحزب بقي واستمرّ وفي رصيده آلاف الشهداء الذين نحيي ذكراهم في شهر الفداء، وهذا مصداق لقول سعاده: «أنا أموت أما حزبي فباق.»
وقال الحسنية: اغتــالوا ســعاده لأنــه لم يكتــف بالتحذير من قيام الكيان الصهيوني العنصري الاستــيطاني فــي فلســطين، بل أعدّ العدة لمواجهة هذا الكيان الغاصب، وأمر القوميــين بالجهاد على أرض فلسطين مؤسساً فرقــة الزوبعة التي تصدّت للعصابات اليهودية وقاتلتهم في حيفا ويافا وعكا. وإننا نعــتز بشــهداء الحزب الذي ارتقوا، ومنهم الشهيد حســين البنا الذي انطلق من بلدة شــارون ـ جــبل لبنان، إلى فلسطين مع رفقاء آخرين، كســراً لحدود «سايكس بيكو» وتأكيداً على وحدة الحياة في أمة ظــنّ أعــداؤها أنــها اندثــرت.»
وعن حال الأمة أشار الحسنية إلى أن «شعبنا في فلسطين المحتلة يتعرض للإبادة على أيدي المجرمين الصهاينة الذين يعيثون قتلاً وإرهاباً يومياً بحق أبناء شعبنا، في ظل صمت ما يسمى المجتمع الدولي الذي يخضع للمشيئة الأميركية ـ الصهيونية. أما لبنان فيشهد أزمة اقتصادية اجتماعية وفراغاً في موقع الرئاسة الأولى ومؤسسات متخلية عن مسؤولياتها، وعصبيات طائفية ومذهبية وفتنوية غب إملاءات القوى الخارجية التي تستهدف عناصر قوة لبنان. والعراق في عين عاصفة الاستهداف في وحدته واقتصاده وثرواته».
وتابع الحسنية: «أما الشام فقد تعرضت لأعتى وأشرس حرب كونية وإرهابية وباسم الحرية ونشر الديمقراطية، ارتكبت أفظع المجازر بحق السوريين، وكلكم تذكرون مشاهد الذبح وأكل الأكباد، والهجوم الإرهابي الغادر على المنطقة الشرقية لمحافظة السويداء وقتل الأطفالِ والنساء والشيوخ.
وتوجه الحسنية إلى أبناء السويداء قائلاً: بالتفافكم حول جيشكم وقيادته وانخراطكم في معركة دحر الإرهاب جسدتم كل معاني الحرية والكرامة والبطولة دفاعاً عن الأرض وحماية الوطن. ولا عجب فأنتم أبناء السويداء التي انجبت قائد الثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش، وهي ثورة سورية باميتاز، لا ثورة طائفة ولا مذهب.»
وأكد الحسنية هزيمة الإرهاب ورعاته على أرض سورية وأن المواجهة مستمرة حتى اجتثاث ما تبقى من إرهاب في الشمال السوري وإنهاء الإحتلالين التركي والأميركي.
وقال الحسنية إن الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها تفرض حصاراً اقتصادياً على سورية، وتحرم السوريين من أبسط الحاجات الضرورية، لا بل تنفذ أكبر عملية ســرقة موصــوفة للنــفط الســوري في حين تنفذ تركيا عمليات إحراق وسرقة محاصــيل القمــح وغيره. ولذلك فإن المطلوب إفشال الأهداف التي يسعى الاحتلال إلى تحقيقها.»
وشدد على أنه «كما صمدنا وواجهنا الاحتلال والإرهاب وكما صبرنا في المحن بمواجهة الأعداء وقاتلنا ببطولة وانتصرنا لن نسمح لحصارهم الاقتصادي أن يأخذ منّا ما لم يستطيعوا أن يأخذوه بالحروب، وهذا يتطلب مزيداً من الصمود والتعاون مع مؤسسات الدولة. فالدولة بقيادتها الحكيمة واجهت حرباً كونية وانتصرت، وهي ستنتصر في مواجهة الحرب الاقتصادية.
وقال: انتصار سورية جعل العرب يعودون إليها، وما لا تعلمه أميركا وكل الغرب، أن الحصار والجوع لن يجعلا السوريين يرضخون، فسورية التي تدفع ثمن حملها المسألة الفلسطينية ودعمها للمقاومة في فلسطين ولبنان لن تتراجع عن قيمها وخياراتها ومبادئها ومكانتها التي فيها كل معنى وجودها.
وختم نائب رئيس الحزب وائل الحسنية: «في هذه المناسبة لا بد من توجيه التحية من الحزب السوري القومي الاجتماعي ومنكم إلى الرئيس بشار الأسد وإلى الجيش السوري البطل وأرواح شهدائه وذويهم وإلى قيادة الدفاع الوطني وأرواح شهدائه وذويهم وإلى شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي وإلى كل مقاتل وجريح.»
تخللت الاحتفال قصائد شعرية ألقاها كل من الشاعر لؤي رضوان والشاعر أبو فراس أيسر السعدي.
كما تمّ عرض فقرة مسرحية عن الشهداء قدّمها رواد ونسور المنفذية وفيلم وثائقي عن بطولات نسور الزوبعة ووصلة لفرقة توليب الفنية.