المقاومة السورية الشعبية: ألف تحية
– تدخل المنطقة من بوابة سورية مرحلة جديدة مع إعلان المقاومة السورية الشعبية بدء برنامج عمليات استهداف للاحتلال الأميركي حتى فرض الانسحاب عليه، لثلاثة اعتبارات مركزية حاكمة.
الاعتبار الأول أن سورية كانت منذ بداية الصراع مع مشاريع الاستعمار مروراً بالحروب مع كيان الاحتلال القاعدة المركزية للمواجهة مع المشروع الغربي ومع كيان الاحتلال، وأن الحرب على سورية التي وظفت لربحها مقدرات هائلة لدول عظمى على رأسها أميركا ومقدرات دول إقليمية كبرى على رأسها تركيا وكيان الاحتلال، استهدفت شطب موقعها المحوري في المواجهة التاريخية قد فشلت، وأن سورية لا تزال هي هذه القاعدة. وكل صعود في قوتها وتحرير مقدراتها واستعادة عافيتها هو تحول محوري في توازنات المنطقة.
– الاعتبار الثاني أن أميركا هي الطرف الأول المعني بالإعاقة لكل تقدّم في المنطقة، فهي التي تقف وراء حقن المصل لمنع التهاوي في حال الكيان الذي دخل مراحل هي الأشد صعوبة في تاريخه. وهي التي تضغط على دول المنطقة وحكوماتها لتشديد الحصار على سورية ومنع أي تحولات تسهم في تعافي العلاقات العربية العربية، وخصوصاً العلاقات العربية مع سورية. وأميركا هي ذاتها التي ترعى وتحمي التشكيلات الإرهابية وتقوم بتشغيلها، وتستخدمها لاستنزاف سورية والعراق ولبنان، وهي أميركا التي تحتل أراضي سورية وترعى مشروعاً تقسيمياً فيها، وتنهب ثرواتها النفطية وتمنع استخدام هذه الثروات في نهضة الاقتصاد وتعافي سعر العملة الوطنية. وأميركا هذه مستعدة ان تقاتل في كل العالم بدماء الآخرين، لكنها لا تحتمل نزيف دمائها، وكل تهديد جدّي بأن نزيف الدم قد بدأ سوف يضعها بين خيارين، التورط التدريجي بجلب المزيد من الجنود والمعدات والدخول في حرب استنزاف، تسبب خطر مثلها بقرار الانسحاب من أفغانستان، وبين قرار الانسحاب.
– الاعتبار الثالث أن المقاومة هي وصفة مجرّبة في المنطقة، والمقاومة السورية مولود جديد في محور المقاومة، تحظى بالتضامن المعنوي من الدولة والشعب في سورية، لكنها تحظى بالمساندة والدعم العملي وتقديم الخبرات من كل قوى المقاومة، التي يعرف الأميركيون مدى قوتها وحجم مقدراتها، ومستوى خبراتها. وهذه المقاومة تنطلق في لحظة تاريخية، تستقطب خلالها أميركا عداوات على مساحة العالم، من أفريقيا إلى آسيا وصولاً إلى أميركا اللاتينية، وأن الدولة العظمى المقابلة لأميركا، وهي روسيا لم تعد قوة ضغط للحؤول دون المقاومة بوجه الاحتلال الأميركي، كما كان الحال خلال سنوات سابقة حرصاً من روسيا على إبقاء أبواب التسويات مفتوحة، لكن السلوك الأميركي تكفل بجعل روسيا التي تتعرّض لكل أنواع العدوان الأميركي، والحليف الموثوق لسورية والتي تتمركز قواتها على الأراضي السورية، وكانت سنداً للدولة السورية ولا تزال، باتت في صف الترحيب بنهضة هذه المقاومة.
– المقاومة السورية الشعبية إعلان بداية مسار سوف ينتهي حتماً بانسحاب قوات الاحتلال الأميركي، وهذا سوف يكون له تأثير على الكثير من المعادلات الإقليمية والدولية.
التعليق السياسي