الوطن

نصرالله بذكرى انتصار تمّوز: إذا شنّت «إسرائيل» حرباً على لبنان سنُعيدُها إلى العصر الحجريّ

‭}‬ إذا تطورت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة
فلن يبقى شيء اسمه «إسرائيل»/
‭}‬ لولا تحريض قناة خبيثة لما حصل ما حصل
في الكحّالة وننتظر نتائج التحقيقات/
‭}‬ مؤسّسة الجيش أثبتت أنّها هي الضامنة للأمن والسلم والاستقرار/
‭}‬ الكلّ خاسر في الحرب الأهليّة والتقسيم لن يحصل…/

أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّ “العدوّ الإسرائيلي اليوم هو أضعف بكثير ممّا كان عليه والمقاومة ومحورها اليوم أقوى بكثير مما كانا عليه”، معلناً أنّه إذا تطوّرت معركة العدوّ إلى معركة مع محور المقاومة فلن يبقى شيء اسمه “إسرائيل”. وحذّر قادة العدوّ من الذهاب إلى الحرب مع لبنان لأنّهم سيعودون إلى العصر الحجريّ. وإذ اعتبر أنّ انقلاب شاحنة حزب الله في الكحّالة كان حادثاً طبيعيّاً، أكّد أنّه لولا التحريض الإعلامي الذي قامت به “قناة خبيثة معروفة” لما حصل ما حصل عند كوع البلدة معلناً “أنّنا ننتظر نتائج التحقيقات القضائيّة”.
مواقف السيّد نصرالله جاءت في كلمةٍ له بثّتها قناة “المنار” مساء أمس، لمناسبة الذكرى السابعة عشرة لانتصار تموز 2006 واستهلها بالقول إنّ “العودة الشُجاعة والسريعة للأهالي بعد الانتصار في حرب تمّوز 2006 هي التي ثبّتت الانتصار العسكريّ”، مشيراً إلى “أنّ مشهد عودة قوافل السيّارات على كلّ الطرقات عبّرت عن ثبات شعبنا بالموقف وتمسُّكه بالأرض وعن التزامه الحاسم بخيار المقاومة مهما عظُمَت التضحيات”.
واعتبر أنّه “لولا البناء على نتائج حرب تمّوز 2006 لما تحققت الانتصارات لاحقاً، فهذا الانتصار هو انتصار تاريخيّ للمستقبل، ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة هي من نتائج هذه الانتصارات”.
وخصّ بالشكر كلّ الشهداء، كما توجه بالشكر للناس والجمهور والشعب والبيئة الحاضنة والمقاتلين والمؤسّسات العسكريّة والأمنيّة والجرحى والشهداء والاحتضان الرسمي والشعبي ودعم إيران وسورية وتعاطُف العالم الإسلامي وكلّ الذين ساهموا في صنع هذه الملحمة والأسطورة على مدى 33 يوماً.
وتابع “العنوان الأبرز اليوم في 14 آب هو هذا المشهد الجماهيري الشُجاع الواثق بالمقاومة”، مشيراً إلى أنّ “عملية ترسيم الحدود البحريّة وبدء التنقيب ما كانت لتتحقَّق لولا البناء على نتائج حرب تمّوز في 2006”.
واعتبر أنّ “الصندوق السياديّ هو حاجة ملحّة للبنان كي تكون الثروة النفطيّة لكلّ اللبنانيين وتستفيد منه الأجيال الآتية”، آملاً من النوّاب “مُقاربة موضوع الصندوق السياديّ مُقاربة وطنيّة وسياديّة”، مضيفاً أنّه “على مدى الأشهر الماضية اللجان النيابيّة المعنيّة توصّلوا إلى اقتراح قانون الصندوق السياديّ الموضوع على جدول أعمال الجلسة النيابيّة يوم الخميس المُقبل”.
وأوضح أنّ “ما يمنع العدوّ من الانتقاص من حقوق لبنان هو فهمه أن أيّ محاولة ستُقابل بردّ الفعل القويّ الذي سيجعله نادماً، وما يمنعه أيضاً من الانتقاص من حقوق لبنان في ثرواته الطبيعيّة هو قوّة لبنان”، مشدِّداً على “أنّ الضمانة الحقيقيّة للحفاظ على حقوق لبنان وثروته النفطيّة هو احتفاظه بكلّ عناصر القوّة وفي مقدّمها المقاومة”.
ولفت إلى “أنّ وضعيّة الجبهة الداخليّة في الكيان الصهيوني كانت قبل حرب تموز 2006، غالباً، بمنأى عن كلّ الحروب، لكنّ المقاومة في 2006 جعلت هذه الجبهة الصهيونيّة جزءاً من الحرب، وبعد 2006 أضاف الصهاينة عنصراً رابعاً للعقيدة الأمنيّة المتمثل بالدفاع والحماية، إلى الثلاثة أهداف السابقة المتمثّلة بالردع والإنذار والحسم، فالعدوّ انتقل من الهجوم ومن كونه صاحب المبادرة إلى أن يكون في موقع الدفاع”، معتبراً أنّ “الأهمّ في الجبهة الداخليّة هو عدم استعداد مستوطني ومستعمري ومحتلّي هذه الأرض، للتضحية وتحمُّل التبِعات”.
وأكّد أنّ “محور المقاومة أمسك بزمام المُبادرة بنسبة كبيرة وإسرائيل اليوم تختبئ خلف الجدران والجيش الإسرائيلي اليوم في أسوأ حال نسبةً لأيِّ زمنٍ مضى، وهو يُعاني من ضعف الروح القتاليّة وانعدام الثقة بين العناصر والقادة ومع المستوى السياسيّ وضعف الإقبال على الوحدات القتالية وغياب الإنجازات البريّة ومحاولة الاقتحام الفاشلة في غزّة شاهدة على ذلك”.
وتساءل السيّد نصر الله “هل استطاعوا ترميم قوّة الجيش الصهيونيّ بعد 17 سنة من الترميم والمُناورات؟”، مضيفاً “بالتأكيد لا، فالكثير من جنرالات العدوّ المتقاعدين والفعليّين ووزراء يتحدثون عن الحالة الصعبة التي وصل إليها الجيش الإسرائيلي”.
وشدّد على “أنّه منذ عام 2006 بدأ التراجع والضعف والوهن يسري في الجيش الصهيوني، ومنذ العام 2006 يُجري العدوّ مناورات للجبهة الداخليّة للتحقُّق من جاهزيّتها وكلّ التقارير تقول إنّها ليست كذلك”، مشيراً إلى أنّ “الإسرائيلي اضطّر بعد حرب 2006 إلى التفتيش عن منظومات اعتراض الصواريخ وعمل جهداً كبيراً وأنفق بشكل هائل”.
ورأى أنّ “العدوّ الإسرائيلي اليوم هو أضعف بكثير ممّا كان عليه والمقاومة ومحورها اليوم أقوى بكثير مما كانا عليه”، معلناً أنّه “إذا تطوّرت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة فلن يبقى شيء اسمه إسرائيل”.
ولفت إلى أنّه “على قادة العدوّ أن يعرفوا أنّه هنا في هذا الميدان وهذه الساحة أن يلعبوا لعبة وجود وفناء وليس لعبة نقاط” وقال “إذا ذهبتم الى الحرب مع لبنان أنتم ستعودون إلى العصر الحجريّ”.
وفي الشأن الداخلي، كشف السيّد نصر الله “أنّ حادثة الكحّالة كانت طبيعيّة إلى أن قامت إحدى القنوات التلفزيونية المعروفة، بتحريض الناس بأن الشاحنة تنقل السلاح لحزب الله”، موضحاً “أنّ الشاحنة انقلبت عند كوع الكحّالة بسبب عطل تقنيّ والحادثة هي حادثة طبيعيّة فشاحنات تمرّ من هناك ويحصل حوادث والشاحنة بقيت لأكثر من ثلاث ساعات نقل خلالها الشباب سائقها إلى المستشفى واستدعوا رافعة لنقلها”.
وقال “هناك أُناس قدّموا الموضوع على أنّ حزب الله اعتدى على أهل الكحّالة، فيما خلال 3 ساعات كان الشباب يُعالجون انقلاب حادث الشاحنة ولم يحصل أي شيئ إلاّ بعدما حرّضت هذه القناة التلفزيونيّة، ومنذ البداية عملنا على استيعاب الموضوع ولا نعتبر أنّ هناك مشكلة مع أهل الكحّالة”، مضيفاً أنّ “عدد الذين كانوا في ميدان الحادث معروف وبعضهم جاء من خارج الكحّالة وهم معروفون فالمشكل معهم وليس مع أهل الكحّالة”.
وأشار إلى “صدور مواقف مسؤولة وخصوصاً في الوسط المسيحيّ تدعو إلى التهدئة ومنها موقف الرئيس ميشال عون وهناك قوى سياسيّة أيضاً دافعت عن المقاومة والشكر لهم جميعاً، لمن دافع ولمن دعا للهدوء والتعقّل، ولكن هناك زعامات سياسيّة بمعزل عن خلفيّاتها، من الواضح من سلوكها وبيانها ومعها وسائل إعلام مُعيَّنة تدفع البلد نحو الانفجار والحرب الأهليّة”.
ولفت انتباه القضاء إلى “أنّه لولا التحريض الإعلامي الذي قامت به هذه القناة المعروفة الخبيثة لما حصل ما حصل عند كوع الكحّالة، ونحن أبلغنا الجهّات المعنيّة للتعاون إلى آخر الخطّ وننتظر النتائج، وهذه الحادثة اليوم في عهدة القضاء فكلُّ الأشخاص الذين كانوا موجودين في الحادثة باتوا معروفين، فالذي يتحمّل بالدرجة الأولى التداعيات المُحتَملة لما كان سيحصل في البلد ككلّ وسفك الدماء والتحريض على القتل، هي هذه القناة الخبيثة”.
وأشار إلى أنّ “الشهيد أحمد قصاص استُشهد بالدفاع عن المقاومة وعن جهوزيّتها”، مشيداً ببصيرة ووعي عائلته، لافتاً إلى “أنّ الحادثة أكّدت مجدّداً أنّ مؤسّسة الجيش هي الضامنة للأمن والسلم والاستقرار في هذا البلد وإنْ كان البعض يُريد أن يأخذ الجيش كما يُريد هو”.
ورأى أنّ “الكلّ خاسر في الحرب الأهليّة حتى القويّ لأنها تستنزف الجميع وهناك الكثير من الدول التى ستعمل على تسعير هذه الحرب من بينها “إسرائيل” فهؤلاء يعملون على التعبئة والتحريض في أكثر من ساحة بعدها من يسيطر على الموقف؟، هل مصلحة المسيحيين بالدرجة الأولى الذهاب إلى الحرب الأهلية؟” ودعا “إلى التفكُّر والدراسة فهل التقسيم هو خيار خصوصاً، المسيحيين وأنتم عشتم تجربة من هذا النوع؟”، مضيفاً أنّ “هناك احتمالاً آخر وهو أنّ هؤلاء هدفهم أن يُقنعوا الرأيّ العام اللبناني بأنّ الحلّ في لبنان هو التقسيم لكن هذا لن يحصل”.
وأردف “هناك قوى سياسيّة لا تُريد أيّ حوار بين اللبنانيين بل تُريد تخندقاً واصطفافات وتعبئة، وهذا المسار يؤدّي إلى خراب البلد وعلى الجميع تحمُّل المسؤوليّة”، مُشيداً بالحوار مع “التيّار الوطنيّ الحرّ” والذي اعتبره جديّاً وإيجابيّاً ويحتاج إلى بعض الوقت كونه يحتاج للتشاور مع بعض القوى السياسيّة.
وعلى صعيد آخر، أشار السيّد نصرالله إلى أنّ “من واجبنا التقدُّم بالتعازي بشهداء التفجير في باكستان وفي البادية السورية وفي شيراز الإيرانية”، معتبراً أنّه “يبدو أنّ هناك قراراً أميركيّاً بعودة تنظيم “داعش” الإرهابيّ إلى العمل في العديد من الساحات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى