يوم قالت مقاومة شعب كلمتها!
} د. عدنان منصور
14 آب سيبقى يوماً تاريخياً مشرّفاً لشعب أبيّ آل على نفسه ان لا يرضخ لمحتلّ، ولا يستكين لعدو. شهداء أبرار رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن، وغيّروا خارطة الصراع في المنطقة، بعد أن مرّغوا أنف العدو في تراب الجنوب.
مقاومون ما كانوا إلا من معادن الرجال، الذين عشقوا الوطن، والأرض، والشرف. هم على العهد باقون، وإنْ تطاول عليهم أشباه رجال من محترفي العمالة، والخيانة، ومنتهزي الفرص، ومأجوري السفارات.
أثناء نضال حركات المقاومة للشعوب ضدّ قوى الاستعمار والاحتلال، كان هناك في داخل دولها طوابير من الخونة والعملاء من كلّ الأصناف يسخّرون أنفسهم في خدمة المحتلّ، في الوقت الذي لم ينفكّوا فيه عن التشدّق في بازار السياسة والإعلام، بالوطنية، والسيادة، والحرية، ورفع الشعارات الكاذبة على منابر الخيانة والعمالة، وهي تزايد بكلّ وقاحة على من دفع الدم غالياً لتحرير الوطن، والإنسان من المحتلين.
هي حال لبنان اليوم، بين من حرّر، ومن حرّض، بين من قدّم دمه لتحرير الأرض، ومن قدّم نفسه أجيراً حقيراً للسفارات، بين من وهب نفسه للوطن، ومن باع نفسه للعدو.
بعد كل ذلك، هل يستوي الشهداء والمقاومون الشرفاء، ومحرّرو الأرض، مع تجار الأوطان، ومقاولي الشعوب، ومرتزقة الخارج، وخونة الأمة!
14 آب سيبقى نموذجاً فريداً للشعوب الحرة، وهي تقاوم الاحتلال والمحتلين بكافة أشكالهم، وأنواعهم.
14 آب اللبناني، جسّد مقاومة شعب أضحت في سجل تاريخه المشرّف أمثولة وراية، وعلى جبين حماة الوطن شعلة، وصورة وآية، وإنْ كره العملاء والحاقدون والمأجورون.