أولى

القلق من تفاهم التيار وحزب الله

– ليس سهلاً أن يبلغ حوار حزب الله والتيار الوطني الحر إلى توافق رئاسي مع التعقيدات المتصلة بقضايا النقاش من الطرفين؛ صعوبة السير بالمرشح سليمان فرنجية بالنسبة للتيار، وصعوبة السير باللامركزية المالية وإشكاليات السير بمشروع الصندوق الائتماني من قبل حزب الله. وليس سهلاً تسويق التوافق بينهما إذا حصل لدى الأطراف التي يستدعي مناقشتها والتوافق معها كي يتحول هذا الاتفاق مدخلا للخروج من الفراغ الرئاسي، ويفتح الطريق أمام المرشح سليمان فرنجية الى قصر بعبدا.
– لكن بالتوازي، فإن تبعات عدم التوافق تعني الاستعداد للتعايش مع فراغ رئاسي مديد تتفكك خلاله مؤسسات الدولة، ويدخل البلد في حال من الفوضى يريده المتربّصون بلبنان والمقاومة، كما يفتح الباب لمفاجآت رئاسية لا يريدها الفريقان، خصوصاً فرضية تقدم ترشيح قائد الجيش، حزب الله لتمسكه بترشيح فرنجية والتيار لأسباب معروفة عديدة.
– الطرفان يؤكدان جدية الحوار واستناده الى أوراق مكتوبة، ويؤكدان تقدمه وإيجابية مساره. وبمثل اهتمام الطرفين بهذا الحوار، يهتم خصوم الطرفين أكثر منهما بمتابعة مساره لما تثيره فرضية التوصل الى اتفاق بين الطرفين من قلق وربما من ذعر. وليس خافياً أن هذا القلق داخلي وخارجي، لأنه يفتح الباب أمام إنتاج رئيس دون العبور بمنصة داخلية مناوئة للمقاومة والتيار معاً، ودون العبور في العواصم الخارجية التي نصبت نفسها وصية على الاستحقاق الرئاسي. وفي ظل الإعلانات المتكرّرة عن أولوية ملء الشغور الرئاسي وعدم وضع فيتو على أي مرشح، يصعب اللجوء إلى أي عناصر تعطيل غير تعطيل النصاب من الطرف الداخلي القلق من هذا الاتفاق.
– يعرف المتابعون للمشهد النيابي أن الطرف المناوئ للمقاومة والتيار لم يعد قادراً على تأمين العدد الكافي من النواب لتعطيل النصاب، وأن عدد النواب الموقعين على بيان رفض نص رسالة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، هو عدد النواب الممكن مشاركته بتعطيل النصاب، أي 31 نائباً، بينما المطلوب 43 نائباً لتعطيل النصاب، وإذا أخذنا بالحساب أن اتفاق التيار الوطني الحر وحزب الله على ترشيح فرنجية يجعل عدد ناخبي فرنجية 68 نائباً، مقابل 31 معطلاً للنصاب، يفيد تفحص مواقف 29 نائباً كافياً لاستخلاص أن تأمين 18 نائباً منهم على الأقل يحضرون الجلسة هو تحصيل حاصل، منهم 16 نائباً هم نواب اللقاء الديمقراطي وكتلة لبنان الجديد والاعتدال، وإذا أضفنا معهم ثلاثة نواب صيدا، ونواب آخرين لسنا بحاجة للدخول بنقاش حول فرضيات مواقفهم، سوف يكون النصاب متوافراً ومريحاً.
– هذه الخلاصة تفسّر الارتباك الذي يرافق القلق لدى المناوئين للمقاومة والتيار والقلقين من الحوار بينهما، لكنه يفسر أكثر شراسة الحملة على المقاومة وسلاحها، وتحويل كل مناسبة مهما كانت بعيدة عن المقاومة، لتصويرها ذات صلة بها، خصوصاً في مخاطبة الشارع المسيحي، لرفع وتيرة التحريض وتزخيم حالة العداء، والهدف مكشوف وهو محاصرة التيار بشارع مسيحيّ يعرقل اندفاعته في الحوار طلباً للتوافق.
– حزب الله والتيار معنيان بالانتباه الى هذه المعادلة، وأخذها في الحسبان في ادارة الحوار، وسرعته، وفي الخطاب السياسي في التعامل مع خطاب التحريض.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى