عندما يصبح الوضع أفضل سنعود…
مريانا أمين ـ باريس
أثارت “فرانس 24″ من جديد موضوع هجرة الإسرائيليين إلى أوروبا وألمانيا بالتحديد؛ والذي بات لافتاً حيث هاجر منهم الآلاف في العام الفائت، وتمّ الحصول على أكثر من سبعة آلاف منهم على الجنسية الالمانية.
فالعدد كبير بالنسبة لعدد المهاجرين من بلاد أخرى وهو الى ازدياد، كما أنّ الهجرة التي كانت محصورة بأعمار معينة كالشباب مثلاً! باتت بأعمار مختلفة.
وردّوا السبب في ذلك الأمر حسب قول بعض من هاجروا هذا العام إلى استخفاف الحكومة بسكانها وغلاء المعيشة وسيطرة اليمين المتطرف على سياسة الكيان، وأنّ جزءاً كبيراً من الشعب يرفض أن يربّي أولاده في دولة غير ديمقراطية؛ ومنهم من ردّ ذلك لأسباب اقتصادية فقط كغلاء المعيشة وعدم الحصول على عمل ثابت وبأرباح مناسبة، فيزداد شعورهم بأن لا مستقبل لهم والحل الوحيد هو الهجرة إلى بلاد تؤمّن لهم سبل العيش والاستقرار على كافة المستويات.
أما أغلبية الشباب بمتوسط الأعمار فسبب هجرتهم هو البحث عن فرص عمل أو الدراسة في جامعات ألمانيا وخاصة برلين.
واللافت للنظر أن اغلبيتهم يعبر عن رغبتهم في الرجوع: ” فعندما يصبح الوضع افضل سنعود”
لكن! هذا الوضع الذي بدأ يزداد فهو ليس بجديد إذ أنّ مراكز الإحصاءات لديهم تظهر أنّ في الأعوام الخمس الأخيرة هاجر 26 ألف شخص خلال العام الواحد، وهذا منذ بدء المظاهرات الشعبية عام 2011 التي عبّروا من خلالها عن حالة الضيق الملازمة لفئة كبيرة في مجتمهم خاصة الطبقة الوسطى منهم.
أما الأخبار في صحفهم اليومية وفي خبر سابق كان قد نشر في صحيفة “يسرائيل هايوم” بأواخر عام 2022 يفيد أنّ مئات الآلاف من الشعب بات يحق لهم الحصول على جنسية وجواز سفر ألماني بموجب قانون سنّته ألمانيا وهذا قبل انتهاء حكم أنجيلا ميركل التي أكدت مراراً على جوهر العلاقة بين الألمانية مع كيان الاحتلال، فمنحت مئات الآلاف منهم فرصاً للحصول على جواز سفر ألماني وسنّت القوانين بخصوص المهاجرين وأحفادهم.
وكما هو معروف أنّ المانيا بشكل عام ترحب بعودة الحياة المتعددة الثقافات والأديان الا انّ التسهيلات التي يحصل عليها شعب الكيان لا فتة للغاية مقارنة بالاخرين.
في المقابل يواجه المهاجرون حملات شديدة اللهجة بوصفهم بعدم الوفاء للوطن وبأنهم “يتنازلون عن الوطن ويهربون إلى بلاد الغرب كونها موطن النازية”، ويذكرونهم أنّ الهجرة إلى برلين كانت أمراً مخجلاً قبل ثلاثين عاماً.
فهل بات كيانهم عبئاً عليهم بعدما كان وما زال عبئاً على الآخرين!