أولى

حرب أوكرانيا وربع الساعة الأخير

يبذل الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته كل جهودهم لمنع انهيار أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية خريف العام المقبل، لكن كل شيء يقول إن الانهيار يقترب. فكل المساعدات العسكرية الأميركية والأوروبية لم تنفع بتمكين الجيش الأوكراني من شن هجوم معاكس فشلت كل المحاولات لإطلاقه، وخسر الجيش الأوكراني خلالها وحدات النخبة فيه.
بدأت روسيا خطة إقفال منفذ اوكرانيا على البحر الأسود، وتحوّلت أوديسا إلى هدف دائم للصواريخ الروسية، ويعتقد الأوكرانيون أن وقف اتفاقية الحبوب من جانب موسكو المرتبط بأسباب كثيرة، ليس بعيداً عن هدف التوجّه نحو أوديسا في المرحلة اللاحقة من الحرب.
بدأت علامات الإنهاك على البنية البشرية للجيش الأوكراني تظهر في العجز عن الثبات في المواقع التي يتمّ التقرب إليها، بينما أصبح الحديث عن نفاد الذخائر مشتركاً بين الأوكرانيين وقادة دول الغرب وحلف الناتو، خصوصاً في ما يتصل بقذائف المدفعية الذكية التي تشكل عماد الحروب الغربية، وقد استهلكت أوكرانيا كل مخزون الناتو والدول الحليفة.
تظهر خريطة القصف الروسي أن الحرب تدخل مرحلة التمهيد لمعركة وشيكة في الوسط والغرب، عبر التركيز اللافت على استهداف كييف ولفيف وأوديسا، وفي سياقه استهداف مراكز الوقود وخطوط القطارات وتجمّعات التدريب والذخائر، بينما تبدو الرسائل النارية الأوكرانية رغم تسببها بالخسائر لروسيا، أنها تعويض ناري عن العجز عن شنّ هجوم بري ذي قيمة وتأثير.
يتحدث خبراء عسكريون في الناتو عن خطورة نهاية العام ومطلع العام الجديد، كموعد لظهور التراجع الأوكراني وبدء التقدّم الروسي الكبير.
إنه ربع الساعة الأخير.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى