العلاقات السعودية الإيرانية تثبت مسارها من جديد
رنا العفيف
الرهان على جمود العلاقات بين الرياض وطهران التي انطلقت من بكين لا يزال قائماً، لا سيما أنّ هذه الزيارة لها دلالات لاستعادة الزخم للعلاقات الثنائية، بعد أن رأى البعض جمود هذا المسار على وقع الكثير من التخمينات التشاؤمية التي تتعلق بملف اليمن أو سورية بشكل أو بآخر، بغضّ النظر عما حققه ذلك…
في المقابل هناك جهود أميركية كثيفة من أجل تقديم العلاقة السعودية ـ الإسرائيلية على العلاقة السعودية ـ الإيرانية في هذا الشأن، إذ تسرّبت بعض المعلومات ضمن لائحة المطالب الأميركية من السعودية وهي الابتعاد عن طهران وعن الصين وروسيا، قد لا تتجاوب السعودية مع هذا الأمر، لا سيما أنها في وضع مرتاح من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية،
أيضا يمكن القول بأنّ هذه الزيارة تأتي رداً للزيارة التي قام بها وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان إلى طهران، وهذا طبيعي في العلاقات الدبلوماسية مع الإشارة إلى نقاط هامة جداً وهي…
التأكيد على الاتفاق الذي جرى برعاية صينية مرتبطة ببنود تمّ الاتفاق عليها ومن ضمنها إحياء العلاقات الدبلوماسية، إضافة إلى بعض الاتفاقيات الجانبية التي لها ربما مغزى سياسي واقتصادي وإعلامي وغيرها، كما أيضاً له علاقة بما قام به الإيراني مع الأميركي وتحديداً في المحادثات الأخيرة وأفرج فيه الأميركي عن مليارات مجمّدة لإيران وتبادل المعتقلين…
والنقطة الأخيرة في ما له علاقة بأمن الملاحة البحرية وسبق لإيران أن طرحت هذا الأمر وكان هناك جولة من الإيرانيين على العديد من الدول الخليجية وبالتالي كانت السعودية المحطة الأخيرة…
إذن هو ليس ملفاً ثنائياً عاديا، بقدر ما هو استثنائي لأنّ إيران صاحبة قرار تمضي به قدُماً ولديها نقاط قوة في موضوع الخيار السياسي لا تقبل أياً كان أن يضغط عليها، على عكس السعودية التي ربما تقطع تحت تأثيرات كبيرة وقد تكون غير مرتاحة في الكثير من الخيارات السياسية هنا أو هناك بما فيها الاتجاه نحو الصين وروسيا وكذا إيران، وهذا طبعاً عرّضها للضغوط السياسية على اعتبار ما يقدّمه الأميركي من مصلحة أميركية في تقديم العلاقة السعودية الإسرائيلية، وبالتالي كلّ ما يذهب في هذا الاتجاه قد يكون ضربة قوية لبايدن على مستوى الانتخابات وعلى مستوى النجاح السياسي في المنطقة، لذلك قد تخيّر السعودية نفسها وهي بين أمرين هامين الأول مواجهة الضغوط الأميركية وهي ما زالت تقاوم بشدة هذا الأمر، ما يعني أنها تريد الخروج من العباءة الأميركية، فيما لو ذهبت لتلبية بعض الرغبات الأميركية، وبالمجمل كانت هناك مطالب سعودية عالية المستوى للتملص أو التخلص من الترتيب الإسرائيلي الذي يقابَل بالرفض، وأعلن ذلك بايدن في مقابلة متلفزة على شبكة «سي أن أن»، وقال إنّ هذا غير وارد في ذهن الإدارة الأميركية وليس له علاقة بالمشروع النووي السعودي ولا بالأسلحة المتطورة وإنما له علاقة بالرفض الإسرائيلي».
وهذا يشي بأنّ الكباش قائم ويتمحور حول زيارة الرئيس الإيراني، أيضاً هذه نقطة في غاية الأهمية ولها دلالات تكتسي أهمية زيارة الوزير الخارجية الإيراني، وقد تكون لها تداعيات إيجابية ذات تأثير إيجابي على المنطقة، لأنها ستكون ربما نقطة مفصلية لتثبيت نقاط التقارب بين البلدين…