دبوس
ملاذ الغرب الأخير… الإرهاب
من سورية، إلى إيران، إلى بوركينا فاسو، إلى مالي، يستحضرون ذات الوحش الذي قاموا بصياغته في غرف الـ “سي أي آي” المظلمة منذ عقود خمسة، حينما التقى زبيغنيو بريزينسكي وأمير الظلام السيّئ الصيت والسمعة، ربيب الهيمنة الأنجلوساكسونية وقرينتها الصهيونية العالمية الخادم المطيع بندر بن سلطان وحثالات الضلال الوهابي، أسامة بن لادن، وعبدالله عزام ليختلقوا مسخاً مشوّهاً يكتنز في عقله المضمحلّ المزري زبالة عقائدية من تخلفات التقيّؤ الفكري الآسن…
من ثم أطلقوا له العنان ليصول ويجول في خدمة مطلقة للتحالف الأنجلوساكسوني الصهيوني، تارة يطلقون عليه اسم القاعدة، ثم يصبح بعد ذلك النصرة، ثم يغيّرونه بعد ذلك الى داعش، وبين هذا وذاك، هيئة تحرير الشام، وفي أفريقيا البوكوحرام، وهلمّ جرا، تارة تجده في العراق، وطوراً في سورية، ثم لا يلبث ان يظهر في أفريقيا، وبعد ذلك في المناطق القلقة بين باكستان وأفغانستان، يتنقلون به حيث يشاؤون، وكيف يخططون، البارحة ضرب في سورية، واليوم يضرب في إيران، وقبل يومين ضرب في مالي وبوركينا فاسو، الخارجتين للتو عن إرادة الهيمنة الغربية…
أينما يبزغ من أحشاء التوحش والظلمات، أصوات تتعالى في سبيل الخلاص والتحلل من جرائم الغرب وتابعيهم، تجد هذا المسخ، وتحت صرخات الله أكبر، يسفك دماء المستضعفين والشرفاء وطالبي التحرر، والمتصدّين بالصدور العارية لناهبي الثروات، وسارقي خيرات الشعوب، وقاتلي الثائرين في سبيل الانعتاق والحرية، أينما تتصاعد آهات الألم، وزفرات الأسى، وصرخات الوجع، من شدة مظالم الغرب الظالم، يزجّون بهؤلاء القتلة المأجورين المرتزقة، بلا دين ولا ديدن وبلا بصيرة ولا تبصّر للقيام بالأعمال القذرة المدفوعة الثمن، ويبدو انّ هذا الجسم الضال، الذي سخّر ذاته ومن يردفه بالمال وبالتسويغ الديني قد استنفر في مجموعة من الجبهات ليمثل أداةً ضاربة ضدّ كلّ من تسوّل له نفسه تحدّي التوحّش الغربي، في سورية، وفي إيران، وفي مجموعة الدول الأفريقية التي قرّرت التحلل من التبعية لهذا الغرب الفاجر…
سيُمنى هذا المشروع بالهزيمة، لا يساورني أدنى شكّ في ذلك، وسيُدفن كما دُفنت مشاريع أخرى في العقدين السابقين، وسيقذف بالغرب بعيداً الى جحورهم في أوروبا وأميركا، وقبل كلّ ذلك سيُطاح بالمشروع الصهيوني، وسيُجتثّ من الجذور.
سميح التايه