في معنى المؤتمر القومي العربي
} زياد حافظ*
عندما التحقت بالمؤتمر القومي العربي في 2003 بعد أن رشّحني للعضوية في المؤتمر عدد من الأصدقاء لم أكن أدري ما هو يقين المؤتمر. صحيح أنني كنت اطلعت مسبقا على المواثيق التأسيسية وبعض الأوراق التي كان يصدرها لكن مناخ أو مزاج المؤتمر كان مجهولا بالنسبة لي. كنت أعرف بعض الشخصيات كالمرحومين عبد الحميد مهري والدكتور خير الدين حسيب وأخي العزيز الأستاذ معن بشور أطال الله بعمره وعطائه الغزير الذي لا ينضب. لكن كانت هناك قامات أخرى كنت أسمع بها ولم ألتق بها من قبل كعبد القادر غوقة ومحمد فايق أطال الله بعمرهما والمرحوم سامي شرف مدير مكتب الرئيس الخالد الذكر جمال عبد الناصر وذلك على سبيل المثال وليس الحصر. كما اكتشفت قامات كبيرة كالدكتور عثمان السعدي رحمه الله لم أكن أعرفها لكن رحلت منذ ذلك الحين. فما لفت نظري واهتمامي هو مخزون التجربة والذاكرة التي كانوا وما زالوا يحملوها. وما زالت في المؤتمر قامات تقود العمل الشعبي في الوطن العربي ولها تأثيرها رغم الحصار المفروض على المؤتمر منذ تأسيسه كالأخوة الاعزّاء خالد سفياني ومنير شفيق. كما هناك قامات أخرى اكتشفتها آنذاك وما زالت ناشطة وفاعلة في الشأن العربي كالأستاذ حمدين صباحي الأمين العام الحالي والأستاذ مجدي معصراوي الأمين العام السابق والمنسّق الحالي لحملة كسر الحصار على سورية وذلك أيضا على سبيل المثال وليس الحصر.
ومن المهم التعرّف إلى الظرف السياسي الذي رافق ولادة المؤتمر عام 1990 وهو امتداد للمؤتمر القومي العربي الأول والوحيد الذي ولد عام 1913 والذي عُقد في باريس آنذاك. أما في عصرنا فالدورة الأولى عُقدت في تونس وفي ما بعد في معظم العواصم العربية عندما ظروف تلك الدول كانت “تسمح” بعقد الدورات. في حقبة التسعينات ظهرت القطبية الواحدة والتفرّد الأميركي الذي استطاع تطويع الآراء المعاكسة لها في أوروبا كما حصل مع فرنسا التي احتجت على احتلال العراق. في تلك الحقبة كان الخطاب السياسي العربي مركّزا على “السلام القادم” بعد مبادرة مدريد على أعقاب حرب الخليج الأولى لتحرير الكويت وإنجاز اتفاقيات أوسلو المشؤومة. في هذا السياق كان الكلام عن خيار المقاومة مرفوضا من قبل النظام الرسمي العربي ما أدّى إلى احتكاكات دموية مع المقاومة في لبنان (1993). خيار المؤتمر القومي العربي كان واضحا وهو خيار المقاومة. والخطاب السياسي للمؤتمر كان “عكس السير” للنظام الرسمي العربي فكان الحصار المفروض عليه إعلاميا وسياسيا. اشتد الحصار على المؤتمر بعد الاحتلال الأميركي للعراق بينما كان يعارض المؤتمر الاحتلال الأميركي فوقع تحت تهمة “الصدّامية” والتبعية للعراق. بالمقابل كانت دعوة المؤتمر لخيار المقاومة في لبنان وسائر الأقطار العربية مصدر تهمة للمؤتمر بانه “إيراني”. من جهة أخرى عندما حاول المؤتمر رأب الصداع بين التيّار القومي العربي والتيّار الإسلامي تم ّ الاتهام بأن المؤتمر يهادن الاخوان المسلمين. واشتد الاتهام عندما انعقدت دورته السنوية في القاهرة في 2013 في ظل حكم الاخوان المسلمين في مصر. والمفارقة هنا أن من تكّلم في المؤتمر كانوا مناهضين للإخوان المسلمين ومن دعاة اسقاطهم من الحكم في مصر وهذا ما حصل في 30 حزيران/ يونيو 2013، أي بعد شهر تقريبا من انعقاد المؤتمر. وقبل ذلك في سنة في 2012 اتهم المؤتمر بأنه “ضد سورية” لان الحكم في تونس آنذاك كان قد استقبل مؤتمر “أصدقاء سورية” المزعوم (وهم في الحقيقة أعداء سورية) وقد تمّت مسائلة المسؤولين في الدولة التونسية وقيادات حركة النهضة حول استضافة أعداء سورية. بالمناسبة شارك الوفد السوري في المؤتمر، ومعظمهم من المعارضة السورية، في صوغ البيان الختامي.
فلمّا يجمع المؤتمر الاتهامات المتناقضة فهذا يعني أن خطابه السياسي صائب. وبالفعل ما يدفع الخطاب السياسي للمؤتمر هو شيئين في آن واحد: أولا التمسّك بثوابت الأمة ومركزية الصراع العربي الصهيوني، وثانيا الاستقلالية في القرار عن مشيئة النظام العربي الرسمي والقوى السياسية التي تتحكّم بالمشهد العربي. وهذه الاستقلالية لم تكن موجّهة في يوم من الأيام ضد النظام العربي أو بعض الأنظمة بمقدار ما كانت حريصة على حماية المؤتمر من التجاذبات العربية العبثية التي كانت وما زالت تتحكم بالعلاقات العربية-العربية. هذا لا يعني أن المؤتمر كان “يهادن” النظام العربي بل عكس ذلك كان وما زال ينتقد السياسات التي تتناقض مع ثوابت الامة وخاصة فيما يتعلّق بالصراع مع الكيان الصهيوني أو فيما يتعلّق بضرورة حلّ الخلافات عبر الحوار وليس عبر المقاطعة. كما أن المؤتمر كان يحرص على ألاّ يحمّل أعضاءه عبء الصراع مع الحكم مراعاة لظروفهم الخاصة. نسرد هذه الوقائع لنشدّد على حرص المؤتمر على استقلاليته التي لا تريده لا حكومات النظام العربي ولا القوى السياسية المتصارعة في الوطن العربي. فالجميع يريده منصة لمواقفه التي في معظم الأحيان متقلّبة وفقا للضغوط الأميركية التي تفرض عليهم.
المؤتمر خلال العشرين سنة الماضية الذي كنت مشاركا فيه واجه تحدّيات كبرى على صعيد الطرح السياسي إضافة لحصار وحملات تشويش وتشتيم هدفها فرط المؤتمر. وكأن المتآمرين على هذه الأمة يخشون “الوحدة العربية” و “خيار المقاومة” امام الاحتلالات الصهيونية والأميركية على حد سواء. الإنجازات كانت في تفعيل حركة شعبية بمبادرات من أعضاء المؤتمر في مواجهة تجريم المقاومة واعتبارها إرهابا، وفي مواجهة العدوان الكوني على سورية، وفي رفض الفتنة المذهبية، وفي مقاومة التطبيع، وفي مناصرة الشعب الفلسطيني ضد وحشية الكيان ليعلم ذلك الشعب المقاوم الكبير أنه ليس لوحده في المواجهة. وهذا النشاط كان عبر ملتقيات ومؤتمرات وندوات وإطلالات إعلامية ومقالات وبيانات جميعها مدوّنة على موقع المؤتمر الالكتروني وفي التقارير المفصّلة التي تعدّها مساعدة الأمين العام ومديرة المؤتمر الأخت العزيزة رحاب مكحل أدام الله عطائها لهذا المؤتمر والقضية التي يحملها.
آنذاك واليوم، المؤتمر منبر وملتقى لشخصيات عربية في عالم السياسة والفكر العربي يتداولون في شؤون الأمة ويسعون إلى تحقيق الوحدة بغض النظر عن شكلها الدستوري. والمؤتمر كان وما زال البيئة الحاضنة لثقافة وحدوية تنبذ الاقصاء، وتعتبر التنوّع ثروة والاختلاف وسيلة للتصحيح، وترسخ نمطا جديدا في التعاطي على قاعدة الالفة والمحبة. كما أن ثقافة التركيز على المشتركات هي الاستراتيجية لمعالجة الخلافات التي قد تبدو في البداية مستعصية ولكن عبر المشتركات تصل إلى حلول مقبولة. وهذه الثقافة مبنية على الميمات الأربعة التي أطلقها الأخ العزيز الأستاذ معن بشور في مؤتمر صنعاء في حزيران 2003، المؤتمر الذي شاركت فيه لأول مرة، والذي انتخب فيه أمينا عاما للمؤتمر.
الميم الأولى هي المراجعة. كثيرون من المثقفين غير المتابعين لمسار الحركة القومية ينتقدونها لأسباب عديدة لم تكن قائمة في الأساس ولكنّها ترسخّت في ذهن الكثيرين بسبب تردادها. فالتهمة كانت ب “الشوفينية” و”اقصاء الاقليّات العرقية” والتسّلط والاستبداد وحكم العسكر إلخ. فلا بد، وفقا لهؤلاء، مراجعة “الثوابت” والممارسات. نتفق أن هناك ضرورة لمراجعة الممارسات وهذا هو المقصود بالميم الأولى. فمن حمل لواء العروبة وحركتها السياسية القومية العربية من السلالات الثلاث الناصرية والبعثية وحركة القوميين العرب ارتكبوا أخطأ بحق البيئات التي كانت تحضنهم كما ارتكبوا أخطأ بحق أنفسهم خاصة بعد التمعّن في أسلوب الاقصاء عبر التخوين لكل من يخالف الرأي. أما في التيّارات الإسلامية المتطرّفة فثقافة الاقصاء كانت وما زالت موجودة عبر أسلوب التكفير لكل من يخالف الرأي السائد عند هذه الجماعة أو تلك. مراجعة السلوك والخيارات هو جوهر ما كانت تُسمّية تلك القوى التي حملت لواء العروبة بالنقد الذاتي. غير أن الافراط في النقد الذاتي وصل إلى جلد الذات والتلذّذ بذلك تحت شعار “الموضوعية” وضرورة المراجعة بينما النتيجة هي ترويج ثقافة اليأس ووأد الأمل.
الميم الثانية هي المصالحة بين الأطراف المتنازعة. يعي القيّمون على المؤتمر والذين واكبوا مسيرته منذ البداية ان حلّ الخلافات بين القوى السياسية المتصارعة على الساحة العربية لن يتّم بشكل نهائي. لكن رؤية المؤتمر كانت تحويل تلك “الصعوبات” إلى فرص تخلق واقعا جديدا. من هنا كان التركيز على المشتركات بين الأطراف المعنية وترك إلى جنب القضايا الخلافية المستعصية وذلك لان التركيز على المشتركات يخلق مناخا تفاعليا إيجابيا قد يساهم في إيجاد مداخل لحلّ الخلافات. في رأينا معظم الخلافات لا تدور حول قضايا مبدئية كالوحدة مثلا بل وبكل صراحه هو صراع على الحكم والسلطة. يحاول المؤتمر توجيه البوصلة نحو تحقيق أهداف المشروع النهضوي العربي بدلا من التركيز على الصراع على السلطة. قد ينجح المؤتمر وقد يفشل ولكن التجربة تدلّ على أن مبادرات المصالحة لم تتوقف إلاّ بسبب ظروف موضوعية تعود إلى تقديرات متباينة في موازين القوّة. ويبدو في هذه الأيام هناك ظهور لمناخ جديد على الصعيد العربي يعكس وعيا جديدا بموازين القوّة ما يفسح المجال لاستئناف مبادرات المصالحة. نذكّر هنا بالمبادرات التي قام بها الأستاذ خالد السفياني الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي والمنسقّ الحالي للمؤتمر القومي الإسلامي ورئيس المؤتمر العربي العام الذي يضم المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية ومؤسسة القدس والجبهة العربية التقدّمية. هذه المبادرات تناولت المصالحة في سورية مع مباركة الرئيس الأسد وفي اليمن وفي ليبيا. الأطراف المنتفضة على الدولة آنذاك لم تكن جاهزة للحوار والمصالحة بل كانت تراهن على نجاح الهجمة الغربية لتغيير النظام في سورية وليبيا واليمن. اما اليوم، فالمناخ العربي تغيّر وقد يفسح المجال لاستئناف تلك المبادرات. فشعار المؤتمر آنذاك كان وما زال بناء الجسور بدلا من بناء المتاريس.
الميم الثالثة هي المشاركة في صنع القرار بين مختلف مكوّنات الأمة السياسية. الهدف هو نهضة الامة والمشاركة هي صنع تلك النهضة. الصراع على السلطة مشروع ولكن لا يمكن أن يكون على حساب الهدف الأساسي. المشاركة تعني أيضا نفي ثقافة الاقصاء وهذه الثقافة قد تكون من أصعب المهام لأنها تعتمد على تجاوز كل ما يمكن أن يخلق نفورا او حقدا. الانانية من الأمراض القاتلة في النخب العربية. فهي تتغلّب على الأهداف الأساسية وتشكّل البيئة الحاضنة للخلافات والتشرذم. والشراكة تعني إيجاد ثقافة التعاون والتركيز على المشتركات كمدخل لحل الخلافات وليس العكس.
الميم الرابعة هي المقاومة. المقاومة في مواجهة العدوان الخارجي ومواجهة الظلم الداخلي. المقاومة في مواجهة العدوان الخارجي أنجزت خطوات كبيرة ومفصلية. لكن ما يدعم مواجهة العدوان هو مواجهة الظلم الداخلي سواء كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي او الاجتماعي. والمؤتمر كان دائما حريصا على دعوة إطلاق سراح المعتقلين من أصحاب الرأي والقلم مهما كانت انتماءات المعتقلين. والفساد والتسلّط ينخر في جسم الأنظمة التابعة للقرار الخارجي حتى تلك التي كانت تحمل لواء العروبة وتتصدّى للتدخل الخارجي. فالظلم الداخلي أضعف امكانياتها في مواجهة العدوان الخارجي وإن نرى اليوم من يترحّم على تلك الأنظمة بعدما نظر إلى البدائل التي فرضها الاستعمار الجديد.
ثقافة الميمات الأربع تشكّل في رأينا قفزة نوعية في فكر وسلوك المؤتمر القومي العربي. فهناك من ينادي بضرورة الاتيان بجديد في الفكر القومي العربي. نعتبر ثقافة الميمات من المساهمات الأساسية في ذلك الفكر. أما المساهمة الأخرى وفي غاية الأهمية وتشكّل خلاصة للميمات الأربع هي فكرة الكتلة التاريخية بين مكوّنات الأمة. أدرك المؤتمر القومي العربي انه ليس هناك من قوّة منفردة تستطيع أن تقوم بالنهضة العربية وقبل ذلك بمقاومة التدخل الخارجي السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي. ولذلك حرص المؤتمر أن يصوغ خطابا يأخذ بعين الاعتبار هواجس مكوّنات الأمة ويدعو من خلاله على العمل المشترك على قاعدة المشتركات التي يتم تأكيدها وعلى قاعدة المشاركة بشكل موضوعي ومنصف. فهذا الأسلوب من العمل أدّى إلى إمكانية تعبئة الجماهير العربية في مظاهرات مليونية ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني. والعنصر الأساسي في هذه المشتركات بين مكوّنات الأمة هي فلسطين والقدس. فلا أحد يستطيع أن يقف على الحياد أو لا ينخرط في عمل ينصر فلسطين وشعبها والقدس. فلسطين توحّد الأمة فلماذا إذا التفتيش على ما يفرّق بين أبنائها.
إن أولوية فلسطين ومقاومة الاحتلال ليست فقط من باب الاخلاق والقيم بل هي مدخل لنهضة الأمة وتحقيق مشروعها النهضوي الاممي. ووثائق المؤتمر تشير بوضوح أن لا استقلال ولا تنمية وبالتالي لا عدالة اجتماعية فتسلّط واستبداد ولا وحدة التي تحمي ولا تجدّد حضاري في ظل وجود الكيان الصهيوني. فعبر فلسطين تتكّرس فكرة الكتلة التاريخية وعبر الكتلة التاريخية تنمو الثقافة الوحدوية وعبر الثقافة الوحدوية ينشط العمل الوحدوي وعبر العمل الوحدوي تنجز الوحدة وعبر الوحدة تكمن القوة ونهضة الأمة. فالمؤتمر القومي يعي كل ذلك ويمارس عمله وفق ذلك الأفق الأخلاقي والفكري والاستراتيجي والعملي. وفي ذلك السلوك يحافظ على توازنه ويحرص دائما على أن يمثّل مزاج الأمة.
هذا السلوك وهذه المبادئ أدّت إلى قفزات نوعية في التعاطي والمقاربات. فاستشراف المؤتمر للتحوّلات الدولية والإقليمية والعربية كانت دقيقة جدّا عندما كان الكثيرون يشكّكون بالمؤتمر. والمؤتمر كان من السبّاقين في اعتبار أن الهيمنة الغربية وخاصة الأميركية ليست قدرا على الأمة ليس من باب الرغبات والتمنّيات بل من باب القراءة العلمية والموضوعية لموازين القوّة والعوامل المؤثرة بها. وهذا جديد في المقاربات العربية حيث أدبيات المؤتمر في الوثائق السياسية التي نشرها عبر العقدين الماضيين حيث مروحة العوامل المؤثرة في موازين القوّة لا تقتصر على القدرات العسكرية والاقتصادية بل تضمّ التحوّلات في البنى السكّانية وسلوك القيادات والابعاد الثقافية والأخلاقية كالجهوزية في دفع ضريبة الدم لتحقيق التحرير.
من جهة أخرى حرص المؤتمر أن يطوّر في الفكر العروبي عبر تكريس المشروع النهضوي العربي كإطار لنهضة الأمة عبر المحاور التي تحقّق تلك النهضة. فالأوراق الدورية في مكوّنات المشروع النهضوي العربي تشكّل تراكما معرفيا يعطى أبعادا لم تكن موجودة في الادبيات المؤسسة للحركة القومية العربية. فمفهوم العروبة عند المؤتمر القومي العربي يشكّل قفزة نوعية هائلة بالنسبة للأدبيات المؤسسة للحركة القومية العربية. فالعروبي هو من ينطق باللسان العربي ويؤمن بالمشروع النهضوي العربي بأبعاده الست كما جاءت في الوثيقة التي أطلقها مركز دراسات الوحدة العربية في 2010. وهذا المفهوم يحلّ مشكلة الاقلّيات العرقية في الوطن العربي ويعطي معنى للمواطنة والهوية غير مبنى على العصبيات الفرعية دون أن يلغيها. ومن هنا يصبح التنوّع في المجتمعات العربية مصدر ثراء وليس مصدر فتنة.
فعملية التجدّد الفكرية مستمرّة منذ نشأة المؤتمر ولن تتوقّف لأن وضعت الاليات الفكرية لتحقيق ذلك التجدّد عبر التركيز على الثوابت والمرونة في التعاطي مع المستجدّات والتمسّك بالميمات الأربعة والكتلة التاريخية. والأيام ستظهر صوابية النهج المتبّع.
*الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي