فيلم دم النخل لنجدت أنزور وندوة حول آثار تدمر في طوكيو
أقامت سفارة الجمهورية العربية السورية في طوكيو فعالية لعرض فيلم دم النخل للمخرج نجدت أنزور مترجماً للمرة الأولى إلى اللغة اليابانية، وذلك بمناسبة ذكرى استشهاد عالم الآثار السوري الدكتور خالد الأسعد على يد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وسلطت الفعالية الضوء على أهمية مدينة تدمر الأثرية والتاريخية من خلال ندوة أقيمت بعد عرض الفيلم شارك فيها كل من معاون المدير العام ومدير التنقيب والدراسات الأثرية في مديرية الآثار والمتاحف الدكتور همام سعد عبر الفيديو وعالمي الآثار اليابانيين الدكتور كيوهيدي سايتو من معهد كاشيهارا للآثار في محافظة نارا والدكتور كوسيوكي ماتسوبارا خبير العمارة والآثار من جامعة تسوكوبا.
وأوضح الدكتور سعد أن الندوة تضمّنت التعريف بتاريخ تدمر وحجم الأضرار التي نجمت عن تدمير عدد من الأوابد الأثرية فيها وعمليات التنقيب غير القانونية والنهب التي قام بها إرهابيو «داعش» إبان سيطرتهم على المدينة، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بهذه المواقع بسبب الزلزال الذي ضرب سورية شباط الماضي.
كما أشار إلى أهمية إقامة الندوات الخارجية حول الآثار السورية والتراث الثقافي السوري، وخاصة في اليابان لكونها فرصة للتعريف بها وبما تعرّضت له هذه الآثار من اعتداءات وسرقة وتخريب خلال سنوات الحرب الماضية.
وقال الدكتور سعد: إن مديرية الآثار والمتاحف وقبل الحرب كانت تعمل مع عدة بعثات أثرية، نذكر منها البعثة اليابانية في تدمر برئاسة البرفيسور كيوهيد سايتو وغيرها الكثير من البعثات التي ساهمت في ترميم العديد من المواقع والأوابد الأثرية.
كما قدّم الدكتور سعد عرضاً للجهود التي قامت بها وزارة الثقافة لحصر الأضرار، وإعداد الدراسات اللازمة للبدء بترميم الآثار المتضرّرة ومراحل تنفيذ عمليات الترميم.
وتحدّث الدكتور سايتو عن تجربته الشخصية كعضو في البعثات الأثرية اليابانية إلى تدمر والذي عمل في منطقة المدافن التدمرية، معرباً عن تأثره الكبير بعد مشاهدة الفيلم لكونه عاصر الراحل خالد الأسعد وعمل معه.
بدوره، أكد الدكتور ماتسوبارا على أهمية المشاركة في الندوة لكونها توفر فرصة لإعلام الذين يهتمون بواقع سورية بتفاصيل حقيقة ما جرى فيها، مبيناً أن العقوبات ضد سورية تقف عائقا أمام عمل بعض المجموعات الأكاديمية اليابانية التي تبحث عن طريقة للعمل على حماية الآثار السورية.
من جانبه أشار القائم بأعمال السفارة السورية في طوكيو محمد نجيب إيلجي إلى أن عرض الفيلم السينمائي والندوة التي تلته ساهما في تعريف المواطنين اليابانيين والمختصين بالآثار في اليابان بحجم الدمار الذي تسبب به تنظيم «داعش» الإرهابي وممارساته الإرهابية في مدينة تدمر، والذي يمثل عقلية الإجرام لديهم ولدى شركائهم من إرهابيي «النصرة» وغيرهم منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية عام 2011.
وقال القائم بالأعمال: إن المواطن الياباني يرغب بمعرفة حقيقة الأحداث في سورية في ضوء حملات التضليل التي تتعرض لها من وسائل الإعلام العالمية، لافتاً إلى أن السفارة ستقيم عدداً من الأنشطة الثقافية للتعريف بحضارة سورية وتراثها المادي وغير المادي.
وشهد عرض الفيلم والندوة حضوراً لافتاً من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في طوكيو، إضافة إلى حضور عدد من وكالات الأنباء اليابانية، وعدد من المهتمين والمختصين بالآثار وممثلي منظمات غير حكوميّة وطلاب يابانيين دارسين للغة العربية وغيرهم.