مؤسسة القدس الدولية أطلقت تقريرها السنوي الـ 17 «عين على الأقصى»
مهدي: حركة المقاومة مستمرة وستثمر حتماً تحرير كلّ الأرض
مرهج: القدس والأقصى والقيامة لنا نحميها معاً ونستعيدها معاً
حمود: لتعزيز العمل المقاوم ورفع أعداد المرابطين والردّ بحزم على الاحتـلال
أطلقت مؤسسة القدس الدولية في مؤتمر صحافي عقدته في فندق كراون بلازا – بيروت تقريرها السنوي السابع عشر «عين على الأقصى».
شارك في المؤتمر ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي وممثلون عن أحزاب لبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وحشد من الفعاليات.
مرهج
الافتتاح بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم كلمة القائم بأعمال رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية الوزير والنائب السابق بشارة مرهج الذي قال:
لم تكن جريمة إحراق الأقصى خطأً عابراً إنّما خطيئة معبّرة عن المخاطر المحدقة بالأقصى وعن مخططات إزالته من الوجود.
اليوم، يتعاظم الخطر على الأقصى حيث نشهد الجريمة ذاتها، بأدوات مختلفة، من اقتحامات للأقصى تترافق مع محاولات حثيثة لطمس هويته العربية والإسلامية، وتحويله من مقدّس إسلامي خالص يتعرّض للعدوان إلى مقدّس مشترك بين المسلمين واليهود.
مثل الأقصى الذي يتعرّض لاعتداءات الاحتلال، وما نشهده من اعتداء على المسلمين ومنعهم من الدخول إلى المسجد للصلاة فيه، وإبعادهم عنه، وما يتعرّض له خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري من استدعاءات متكررة إلى التحقيق، وإبعاد خطيب المسجد الشيخ محمد سرندح ومنعه من دخول الأقصى، فإنّ الاعتداء على المقدسات المسيحية في القدس واستهداف المسيحيين ورجال الدين من قبل الاحتلال ومستوطنيه في تصاعد.
بالحديث عن المقدّسات في القدس، لا يمكننا – ونحن على عتبة افتتاح العام الدراسي الجديد في القدس – إغفال الحديث عن التعليم، والتعليم في القدس مقدّس آخر يستهدفه الاحتلال بالتهـويد والأسرلة، ونشدّ هنا على يد المقدسيين الذين يرفضون الانصياع للاحتلال وسياساته، ويأبون أن يكونوا جزءاً من عملية استهداف وعي أبنائهم.
ومن هنا دعوةٌ إلى نبذ الخلافات الضيّقة، وعدم الانجرار وراء موجات الفتن، وإلى الالتفات إلى أنّ العدو واحد، وهو يعمل على الاستيلاء على الأرض والسيطرة على الوعي، وانّ معركة الوعي والهوية لا تقلّ خطورة عن معارك السلاح، ومن المهمّ عدم التغافل عنها حتى لا يكون العدو صاحب الحسم والقرار فيها، فنخسرَ الوعي ويضيع منّا الميدان – لا سمح الله.
إنّ إدراكَنا حجمَ الخطر الذي تتعرّض له القدس ومقدّساتها، ويقيننا أنّ الاحتـلال لا يرضى من التـهويد إلا باستكمال طمس الهوية حتى يتسنّى له محو الوجود العربي والإسلامي في القدس، يحتّم على كلّ منّا أن يبذل ما بوسعه، وفق ما يتيحه موقعُه، وقدرته، ليكون جندياً في كلّ ساحات المواجهة، لأنّ القدسَ والأقصى والقيامةَ لنا، نحميها معاً ونستعيدها معاً.
حمود
ثم كانت كلمة المدير العام لمؤسسة القدس الدولية ياسين حمود الذي قال:
نطلق تقريرنا في ذكرى «إحراق المسجد الأقصى»، والمسجد يعاني هجمة تهويدية شرسة، ونشهد في هذا العام كيف يحشد الاحتلال مختلف أذرعه لفرض مزيد من السيطرة على المسجد، في الوقت الذي يستمرّ الغياب العربيّ والإسلامي الرسميّ الفاعل عن مشهد مواجهة الاحتـلال وأطماعه في الأقصى.
وعلى الرغم من ذلك المشهد القاتم وقدرة الاحتـلال على المضيّ في مخططاته، فإنَّ دولة الاحتلال تمرُّ بواحدة من أعقد أزماتها منذ نشأتها، ويمكن أن نشير هنا إلى فرصة استثنائية لدفعِ عدوان الاحتلال عن الأقصى، وعرقلة العديد من مخططاته.
تابعت المقاومة الفلسطينية والجماهير الفلسطينية تموضعها في قلب معركة القدس، واستمرت جهود المقدسيين والفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 48 في مواجهة تهـويد الأقصى؛ ولم تكن المواجهة الوحيدة التي خاضَها الفلسطينيون في الأقصى فقط، إذ استطاعت الفصائل الفلسطينية والجماهير المنخرطة بالمقاومة الشعبية أن ترفع قدرتها على تهديد الاحتلال.
لم يطرأْ جديد في المواقف الرسمية العربية والإسلامية، سوى ترسيخ التطبيع مع الاحتلال، وعقد عددٍ من اللقاءات المشبوهة في العقبة وفي شرم الشيخ.
إزاء هذا المشهد، نقدّم أبرز التوصيات لمنع الاحتلال من تسجيل مزيد من المكاسب في مشروعه التـهويديّ الذي يستهدف الأقصى:
ـ للإخوة في السلطة الفلسطينية: وقف أيّ رهانات على الإدارة الأمـيركية الحالية أو أيّ منَ الأطر الدولية، وتنفيذ قرارات قطعِ العلاقات مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمنيّ، وتقديم الدعمِ للمقاومين والمرابطين.
ـ قوى المقاومة والفصائل الفلسطينية: تعزيز العمل المقاوم في الضفة والقدس، من بوابة الدفاعِ عن القدس والأقصى، ومضاعفة التفاعل مع الأحداث في الأقصى.
ـ الجماهير الفلسطينية: ضرورة رفعِ أعداد المرابطين في الأقصى، والتنبّه لما يُحاك ضدّ المنطقة الجنوبية الغربية من الأقصى من حفرياتٍ ومحاولات للسيطرة عليها، والرباط في المنطقة الشرقية في المسجد.
ـ الأشقاء في الأردن: الردّ بحزم على اعتداءات الاحتـلال على الأقصى، والدفاع عن الحصرية الإسلامية في إدارته، وإنهاء كلِّ مظاهر التطبيع مع الاحتـلال؛ والتصدي لاستمرارِ منع أعمال الصيانة عن مرافق المسجد، واستمرار حفريات الاحتـلال التي تهدّد بنيان الأقصى.
ـ المستوى الشعبي العربيّ والإسلامي: بناء سيرورة دائمة من التفاعل مع الأقصى وقضاياه.
ـ تعزيز دور الأحزاب والمؤسسات والعلماء والمثقفين والإعلاميين والحقوقيين والسياسيين والشباب والنساء؛ فعليهم تُعقد راية الأمل في الأمة بعد تقاعس الأنظمة.
مهدي
وكانت عدة محطات فضائية قد استصرحت ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي فقال: يأتي إطلاق التقرير السنوي السابع عشر لمؤسسة القدس الدولية من عاصمة المقاومة بيروت بالتزامن مع الذكرى الرابعة والخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى التي ارتكبها المجرم العنصري المتطرف مايكل روهان.
وأضاف مهدي: يوثق التقرير الجرائم اليومية التي ترتكبها عصابات الاحتلال بحقّ أبناء شعبنا المقدسيين خصوصاً والفلسطينيين عموماً. وقد شكل إظهار تلك الجرائم المتمادية وتعميمها في الدول الداعمة حكوماتها لكيان العدو تغييراً في مزاج الشعوب التي كانت تضللها حكوماتها وتدفعها باتجاه التعاطف مع الغاصب ضدّ أصحاب الحق.
وثمّن مهدي الجهد الجبّار الذي تبذله مؤسّسة القدس الدولية، مؤكدّاً أنه جزء من حركة المقاومة المستمرة التي ستثمر حتماً تحريراً لكلّ الأرض.