برسم الضابطة العدلية…
} عمر عبد القادر غندور*
تتوالى على لبنان المصائب من كلّ حدب وصوب لتزيد من آلام اللبنانيين الذين ينتقلون من سيّئ الى اسوأ، دون ان يظهر في الأفق بصيص أمل أو شعاع من نور! وتقول الجهات العليمة والمتابعة انّ ظاهرة الإدمان على المخدّرات هي من أخطر الظواهر المجتمعية على الإطلاق.
وتتحدث المؤشرات عن ارتفاع نسبة المدمنين في لبنان وتجاوزها الضعفين خلال العامين الماضيين، وانّ 60% من المتعاطين من الفئة العمرية من 16 الى 35 عاماً، وانّ الإدمان بين الشباب والمراهقين وخاصة في المدارس والجامعات وهي الأمكنة المثالية لتجار المخدرات الذين يروّجونها غبّ الطلب من خلال «الدليفري» ولا سيما لطلاب المدارس لسهولة الحصول عليها وبأسعار رخيصة مقارنة بأنواع أخرى من المخدرات، والمتلائمة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وأهمّها الحشيش والماريجوانا (القنب الهندي) والهرويين والسالفيا والكبتاغون الذي يتقدّم على الحشيشة.
ونلفت السلطات والضابطة العدلية الى خطر جديد آتٍ من شمال أفريقيا ويتعلق بمخدّر رخيص بدأ ينتشر في المغرب الشقيق! ومن خلال متابعتنا للأمر نضع بتصرف الضابطة العدلية ما يفيد عن هذا المخدّر الذي يقلق السلطات في المغرب.
ما هو هذا المخدّر وما هي مواصفاته وكيف يعمل :
انه مخدّر «البوفا» الذي ينتشر وسط الشباب المغربي، ما دفع المجتمع المغربي ومختصين طبيين الى دقّ ناقوس الخطر من مخدّر سريع الإدمان واسمه «البوفا» او «كوكايين الفقراء» السريع الانتشار لرخصه والذي يتميّز عن باقي المخدرات ان مستعمله يقع في فخ الإدمان بسرعة.
وسجلت في الفترة من حزيران 2020 الى أيار من السنة الحالية 2023 نحو ألفي حالة تتعلق بمخدّر «البوفا».
والمخدّر الجديد «البوفا» متميّز عن غيره برخص سعره ويُعرف هذا المخدّر في الولايات المتحدة بـ «كراك» الذي يصنع من بقايا الكوكايين ويتمّ خلط البقايا مع الامونياك وموادّ أخرى، وهو ما يمنحه شكلاً بلورياً…
وتكمن خطورته حسب مرجع طبي، في أنه قوي وينتشر بسرعة لأنّ جرعته أقلّ ثمناً من أيّ مخدّر آخر بمعدّل ستّ مرات عن الكوكايين، ويمتاز بقوة إدمان بحيث يحتاج المدمن الى عدة جرعات في اليوم لأنّ مفعول الجرعة الواحدة قصير جداً، وهو يُستنشق عن طريق الرئتين ثم ينتقل الى الأوعية الدموية الى الدماغ ثم تبدأ مفاعيله بعد ثماني ثوان، ويشعر المدمن انه في أوْج قوته ونشاطه ثم يتلاشى تأثيره ويصبح المدمن حزيناً ويبحث عن جرعة أخرى، وهو يؤدّي الى مشاكل في القلب وأمراض في الجهاز التنفسي، وقد يلجأ المدمن الى ارتكاب الجرائم في سبيل الحصول على الجرعات وقد يسرق حتى أسرته!
ويقول سبحانه: «كلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) الطور»
اللهم اني بلّغت…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي