بوتين ينعى بريغوجين بلغة حزينة وواقعية تتجاهل اتهامات الغرب وتحليلاته لكنها تظهر سخافتها بريكس توافق على عضوية 6 دول فتتقدّم بـ 5 % عن مجموعة السبعة وتمثل 76 % من سوق الطاقة لبنان بانتظار الخيبات مع عودة لودريان… وأبوحبيب… وسلامة يتوارى… ومنصوري ينجز
} كتب المحرر السياسي
قدّمت الصيغة الواقعية والمؤثرة لنعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، ما يكفي لتظهير سخافة الاتهامات والتحليلات الغربية التي أرادت توجيه أصابع الاتهام لبوتين في قضية وفاة أو مقتل بريغوجين، فقد قال بوتين إن بريغوجين كان رجلاً ذا مصير صعب ولكنه كان موهوباً، واعتبر أن «فاغنر» ساهمت بشكل فعال في مكافحة النازية بأوكرانيا ولن ننسى هذا أبداً، معلناً أن لجنة التحقيق بدأت تحقيقها في حادث تحطّم الطائرة، وسنكمل التحقيق حتى النهاية، ثم تحدّث بوتين عن علاقته الشخصية مع بريغوجين فقال: عرفته منذ فترة طويلة جداً، منذ بداية التسعينيات، لقد ارتكب أخطاء، لكنه حقق نتائج ملموسة لنفسه وللقضية المشتركة، وكان رجل أعمال موهوباً ولم يعمل فقط في بلدنا، بل عمل خارج حدود بلدنا، وفي أفريقيا بشكل خاص وحقق نتائج.
في جنوب أفريقيا توصّل الحدث العالمي الكبير المتمثل بانعقاد قمة بريكس، حيث البحث بإطلاق عملة دولية منافسة للدولار الأميركي، تكون العملة البنكية لتجارة أكثر من نصف سكان العالم، من مواطني الدول الأعضاء في بريكس، إلى إعلان عن الموافقة على ضم دفعة أولى من الدول التي طلبت عضوية كاملة في مجموعة بريكس، والدول التي ستصبح الى جانب الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا كاملة العضوية في بريكس منذ أول العام المقبل، هي إيران والسعودية ومصر والإمارات وإثيوبيا والأرجنتين. ومع انضمام هذه الدول يرتفع حجم بريكس في الاقتصاد العالمي بقيمة 4 تريليونات دولار، هي 1 تريليون تقريباً لكل من إيران والسعودية والأرجنتين و1 تريليون لمجموع إثيوبيا والإمارات ومصر، ما يعني انتقال بريكس إلى موقع تمثيل 36% من الاقتصاد العالمي مقابل 31% حجم مجموعة السبعة الكبار، أي بتقدّم 5% لصالح بريكس، وبالتوازي يزداد حجم بريكس في سوق الطاقة العالمي من 41 % إلى 76 %، وهذه مؤشرات هامة على حجم التوازنات الجديدة عالمياً.
لبنانياً، انتظار من باب الأمل غير الواقعي لما سينتج عن عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان تحت عنوان إطلاق الحوار الرئاسي الذي لا يبدو أنه سينعقد، وبالتوازي عودة وزير الخارجية عبد الله أبوحبيب من نيويورك، ومصير الطلب اللبناني بالتراجع عن التعديلات التي أدخلت على عمل اليونيفيل لجهة إلغاء إلزامية شراكة الجيش اللبناني معها في تحركاتها، ما تسبّب بصدامات وإشكالات مع الأهالي، حيث الإشارات المتوافرة لا تبشّر بالخير من ناحية الأخذ بالتمنيات اللبنانية، ومع انتظارات الخيبات، خبر صادم عن عجز الأجهزة الأمنية عن تبليغ الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بمواعيد جلسات الاستجواب لعدم العثور عليه، وسط أسئلة عن المفارز الأمنية التي تتولى توفير الحراسة لسلامة، بينما الحاكم بالوكالة وسيم منصوري يواصل إنجازاته لجهة التمسك بالوضوح والشفافية في إصدار التقارير عن أموال واحتياطات مصرف لبنان، حيث كان أمس دور الذهب وجردة الموجودات.
لم تحمل المعلومات الآتية من باريس موعداً محدداً لزيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت، لكن تقاطعت عدة مصادر سياسية على أن لودريان سيؤجل زيارته من الأول من أيلول كما كان مقرراً إلى منتصف أيلول وربما أكثر، ولن يعود الى لبنان قبل تسلّمه إجابات النواب على رسالته وإجراء مروحة مشاورات مع اللجنة الخماسية وفق ما علمت «البناء».
وإذ كانت كتلة التنمية والتحرير أولى الكتل التي سلمت الإجابات للموفد الفرنسي، أشار مصدر نيابي في الكتلة لـ»البناء» الى أن «مواصفاتنا لرئيس الجمهورية معروفة وسبق أن حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع برنامج عمله الذي لا يمكن تنفيذه من دون حكومة متعاونة مع الرئيس ومجلس نيابي يواكب عمل الحكومة على الصعيد التشريعي». ومن المواصفات وفق المصدر أن يكون رئيساً وطنياً يملك القدرة على محاورة جميع القوى الداخلية والتواصل مع الخارج ويحافظ على السيادة الوطنية والثروة الغازية والنفطية ويحكم بموجب الدستور واتفاق الطائف ويعمل على تطبيق بنوده، ويحمي الإنجازات التي حققتها المقاومة ويعيد تصويب العلاقات مع سورية وكل الدول العربية والخليجية ويعمل على تنفيذ برنامج عمل إنقاذي للبنان من الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية وأن يبتعد عن المصالح الشخصية والسياسية ويعمل للمصلحة الوطنية ولكل اللبنانيين».
ولفت المصدر الى أننا «بانتظار ما سيحمله لودريان ومنفتحون على كافة الخيارات وسنلبي أي دعوة للحوار الوطني الثنائي أو الجماعي»، موضحاً أن «الرئيس بري كان سباقاً في الدعوة الى الحوار خلال كلمته في إحياء ذكرى الإمام موسى الصدر ورفيقيه في 31 آب الماضي لكن بصيغة مختلفة، وذلك لتفادي الشغور الرئاسي ووقف نزيف الانهيار».
وعن دعوة قوى المعارضة لرئيس المجلس بفتح جلسات ودورات متتالية للمجلس النيابي لانتخاب رئيس، أوضح المصدر أن الرئيس بري دعا إلى 13 جلسة على مدى 10 أشهر وآخر جلسة كان مقرراً أن تتبعها دورات متتالية لكن فقد النصاب، وحتى لو دعا الى أكثر من جلسة فلن يتم انتخاب رئيس من دون الحوار».
وفيما تكرر مصادر التيار عبر «البناء» بأن حزب الله لم يبد أي معارضة للامركزية المالية الموسعة لكن العقدة عند الرئيس نبيه بري، نفا المصدر في كتلة التنمية والتحرير هذا الأمر، مشيراً الى أن إقرار مثل هذه القوانين الحسّاسة لا يمكن قبل انتخاب رئيس للجمهورية.
بدوره أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى اننا «نعمل بكلِّ جدٍّ وبكلِّ أولوية من أجل إنقاذ البلد وانتخاب الرئيس لتنتظم المؤسسات وننتقل من هذه الحالة المرّة التي نعيش فيها، لكنَّ بعضهم حاضرٌ لأن يحرق البلد بالفتنة والتعطيل والكذب والتضليل والإعاقة من أجل أن يحكم وليست له قدرة لأن يحكم بحسب القواعد الموجودة في البلد، لأنَّ المجلس النيابي هو مَن يختار الرئيس وليس لديهم العدد الكافي ليختاروا الرئيس ومع ذلك يعملون من أجل التشويش والتعطيل بكل الوسائل».
وخلال كلمة له في احتفال تكريم المتفوّقين الأوائل على لبنان في الشهادة الثانوية العامة من مدارس المصطفى (ص)، قال: «أمامنا اليوم إنجازٌ كبير بأنَّ الحفَّارة بدأت باستخراج النفط، لكن تذكرون منذ اللحظة الأولى عندما بدأ مشروع تثبيت الترسيم بحسب الحدود التي قالت عنها الدولة اللبنانية، بدأوا يصرخون لا ترسِّموا فحدُدونا تصلُ إلى الآفاق، من أجل أن يعطِّلوا هذا الإنجاز ولكنَّه حصل، حصلَ ببركة تعاون الدولة مع المقاومة والتلاحم الذي حصل بينهما وبسبب خوف «إسرائيل» من خوضِ حربٍ كان يمكن أن تكون لو أرادت استخراج النفط من حقل كاريش دون أن ترسِّم الحدود البحرية اللبنانية ودون أن تسمح للبنان أن يستخرج نفطه وغازه. هذا إنجاز عظيم حاولوا تشويهه بعناوين مختلفة، فقالوا أولاً إنَّ الحفارة لن تبدأ بالحفر وها هي بدأت، اليوم يقولون بأنَّ المال الذي سينتج سيسرقونه، فهل أنتم عرَّافون؟ كم مرَّة قلتم إنَّ هذا لن يحصل وحصل؟ قلتم لن يحصل الترسيم وحصل، قلتم لن يحصل الحفر وحصل. من الذي امتنع عن إقرار الصندوق السياديّ الذي يُحدد وينظِّم كيفية استثمار هذه الأموال للأجيال القادمة وللتنمية، ألستم أنتم؟ هؤلاء يتحدّثون بتشاؤم ونحن نتحدّث دائماً بأمل وثقة».
وأضاف قاسم: يسأل البعض هل من الممكن أن يستمر التنقيب؟ ومن يتجرأ على منع التنقيب سواء من «إسرائيل» أو غيرها؟ اطمأنوا ما دامت المقاومة في لُحْمة حقيقية في ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة وحاضرة وجاهزة، فالردُّ قادم والنفط سيخرج وسيتثمره لبنان بإذن الله تعالى».
واستدعت مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل درود أفعال من قوى سياسية، وإذ أبدت مصادر التنمية والتحرير عبر «البناء» استغرابها الشديد لمواقف باسيل الهجوميّة ضد ما يسميها المنظومة، وهو يحاول التنصل والتبرؤ من هذه المنظومة التي كان شريكاً فيها في العهد الماضي وفي الحكومات السابقة.
كما اندلع سجال بين القوات اللبنانية والتيار، إذ ردّ نائب القوات بيار بو عاصي، على باسيل بالقول: «صرّح جبران باسيل قائلاً: اتركونا نبني معمل الكهرباء، ومحطّة الغاز وسد المياه. جبران، كنّا في الحكومة نفسها، وجُلّ ما حاولت القيام به هو استئجار بواخر جديدة. أتحدّاك أن تعود لمحاضر الجلسات، كفى كذباً». وردّ عضو تكتل «لبنان القوي النائب سيزار أبي خليل، على حسابه عبر منصة «إكس» فقال: «كنا سوا في حكومة عملت مراسيم النفط، وقّعت عقود يتم الاحتفال بنتائجها اليوم أناس كانوا ضدها، دشّنت معملين كهرباء و3 سدود وعملت قانون انتخاب رجّع صحة التمثيل». وأضاف «بعرف ما بتعصى عليك، لكن من الممكن أن تركيزك كان يصبّ على تخريب خطة عودة النازحين السوريين وكانت أولويتك تنفيذ إرادة المفوضية العليا للاجئين، كرمال هيك ما بتتذكر!».
وعشية المؤتمر الصحافي الذي يعقده حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري اليوم، نشر مصرف لبنان في بيان، خلاصة تقرير التدقيق بمخزون الذهب لديه و»التي تؤكد أنه مطابق للكميّات الموثّقة في بيانات المالية». وأعلن أنه بناءً على تواصل حاكم مصرف لبنان بالإنابة مع شركة التدقيق العالمية ALS Inspection UK Ltd التي تم تكليفها من قبل شركة KPMG بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، حصل مصرف لبنان بتاريخ 24 آب، على الموافقة بنشر خلاصة تقرير التدقيق بمخزون الذهب لديه. وعليه، نشر المصرف المركزي الخلاصة المذكورة مع ترجمتها إلى اللغة العربية والتي تؤكد أن مخزون الذهب الموجود في خزائن المصرف المركزي هو مطابق للكميات الموثقة في بيانات المالية.
وتقدّم عدد من نواب القوات اللبنانية بـ»إخبار الى النيابة العامة التمييزية حول تقرير شركة «الفاريز ومارسال» بشأن التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان». كما قدموا إخباراً الى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمنشأة بالقانون رقم 175/2020 حول تقرير شركة «الفاريز ومارسال».
على صعيد موازٍ، «الهيئة الاتهاميّة في بيروت تسلّمت جوابًا من القوى الأمنية، بتعذُّر تبليغ الحاكم السّابق لمصرف لبنان رياض سلامة، لعدم العثور عليه في ثلاثة عناوين هي الصفرا والرابية ومنتجع «البورتيميليو»؛ والهيئة ستعقد جلسةً الثّلثاء المقبل».
وتساءلت مصادر سياسية عن حقيقة اختفاء سلامة في ظروف غامضة أم هناك ضغوط سياسيّة على الأجهزة الأمنية لعدم تبليغ سلامة بالحضور الى جلسات التحقيق؟ مشيرة لـ»البناء» الى أن «عدم حضور سلامة الى التحقيقات سيعيق المسار القضائي بملف التدقيق الجنائي لكون سلامة هو المتهم الأول بقضايا الفساد وتهريب الأموال التي ذكرها التقرير».
على صعيد آخر يتحضّر لبنان لمعركة ديبلوماسية في نيويورك للتجديد لقوات اليونفيل مع إلغاء التعديل الذي دسّ العام الماضي يتعلق بتوسيع صلاحيات اليونفيل، وسط غموض يلفّ سفر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب الى الأمم المتحدة للمشاركة في المفاوضات، في ظل الحديث عن ضغوط أميركية أثنته عن القيام بهذه الزيارة.
وأكدت أوساط سياسيّة في فريق المقاومة «التمسك بوجود قوات اليونفيل ودورها في حفظ الأمن والاستقرار الجنوب بالتعاون مع الجيش اللبناني»، مشيرة الى ضرورة إلغاء الفقرة المتعلقة بتوسيع صلاحيات القوات الدولية كي لا نزجّ اليونفيل في أي اشكالات مع الأهالي بما يصبّ بصالح العدو الاسرائيلي»، موضحة أن «دور اليونفيل في الجنوب لا يعني إلغاء دور سلاح المقاومة الذي فرض توازن الردع مع العدو وبالتالي أي استراتيجية دفاعية يجب أن تنطلق من وظيفة ودور المقاومة والسلاح ليتكامل مع الجيش وليس إلغاء دور هذا السلاح».
على صعيد آخر، توالت المواقف والتغريدات المعزية باستشهاد طيارين في الجيش اللبناني بسقوط مروحيتهما أمس الأول، فأجرى الرئيس بري اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جوزيف عون معزياً بالطيارين الشهيدين، ومتمنياً للرتيب الجريح الشفاء العاجل. كما زار وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، قائد الجيش في مكتبه في اليرزة، حيث قدّم له التعازي بالضابطين الشهيدين. وأجرى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي اتصالاً هاتفياً بقائد الجيش معزياً.
كما أجرى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا اتّصالاً بقائد الجيش العماد جوزف عون مقدّمًا باسم حزب الله التعازي الى قيادة الجيش وذوي الشهيدين الضابطين اللذين استشهدا إثر تحطّم طوّافتهما العسكريّة. كما تمنّى للعسكري الجريح الشفاء العاجل.
وعمّ الحزن لبنان على شهيدي الجيش النقيب الطيار جوزف حنا والملازم أول الطيار ريشار صعب، اللذين قضيا في حادث تحطّم طوافة عسكرية خلال تنفيذ طيران تدريبي في منطقة حمانا، وما زالت أسباب سقوطها غير مؤكدة تتراوح بين عطل تقنيّ أو سوء رؤية أدّى الى اصطدامها بالأشجار.