دبوس
بيانات المالكي لرفع العتب
وزير خارجية سلطة “دعبس” يعلن انّ تغوّل الاحتلال وحربه الشرسة ضدّ شعبنا تستدعي تدخّلاً فورياً، ونحن بدورنا نتساءل، تدخّلاً من مين يا رورو، من المجتمع الدولي، أو من أميركا؟
البارحة فقط سمعت مندوبة دولة الهيمنة في الأمم المتحدة ذات الأصول الأفريقية، ليندا توماس غرينفيلد، وهي بالمناسبة تتمتع ببشاعة منقطعة النظير، سمعتها تنعت الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذين يقاتلون الاحتلال بصدورهم العارية، إرهابيين، كما أنها ترى انّ “اسرائيل” تمتلك “الحق”، وهي تقتل الأطفال في الضفة الغربية، في الدفاع عن نفسها…!
هل تطلب التدخل لإنقاذنا من هذه الدولة يا رورو؟ أم أنك تعني بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبقية دول أوروبا التي تعتبر “إسرائيل” منارة الحرية والديموقراطية في الشرق الأوسط! وتعتبرنا إرهابيين بامتياز، ثم ماذا ستقول لهذه الدول يا رورو؟ هل ستقول لهم إنّ “إسرائيل” تقتحم المناطق التي هي تحت سلطة “دعبس”، وتعتقل الناس بدون وجه حق؟ أم انك ستقول لهم بأنّ “أبو الأمجاد” ماجد فرج وزير استخباراتكم هو من يزوّد الموساد يومياً بـ “الداتا” اللازمة لاعتقال هؤلاء الأبطال؟ وذلك التزاماً منه بالتنفيذ الدقيق لتنسيق “دعبس” المقدس مع الاحتلال.
أما الدعوة إلى تدخّل مجلس الأمن، فهي تثير من الضحك أكثر بكثير مما تثير من البكاء، سيخلعون المالكي ڤيتو هاتريك لأيّ قرار قد يحمل في طياته انتقاداً لدولة “إسرائيل”، وسيعود رورو الى رام الله بخفّي حنين، يبدو انّ المالكي قد نسيَ او تناسى ان أميركا وبريطانيا وفرنسا يملكون حقّ النقض في مجلس الأمن!
رورو أو ريري، لا فرق، يطلق هذه التصريحات التي تدعو أيّاً كان للتدخل، هي من باب رفع العتب، فالرجل عند حماوة وطيس المنازلة في الضفة الغربية، واندفاع شبابنا للتصدي للمحتلّ بالقبضات والصدور العارية وما تيسّر من السلاح، يقول في نفسه، يجب عليّ أن أصدر بياناً، أيّ بيان، حتى لا يُقال، أين سلطة “دعبس”؟ وكفى الله المنبطحين شرّ القتال، ثم يعود بعد ذلك لممارسة هوايته المفضّلة، وهي التعابث بربطة عنقه اللامعة الباهظة الثمن، وتشذيب شاربه الأبيض، والتدرّب أمام المرآة لكي يبدو عابساً دائماً، مثل سيده “دعبس”، حتى يعطي انطباعاً للإعلام بأنه فعلاً يتعايش مع معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، أو أيّ مكان آخر، لا نامت أعين الجبناء…
سميح التايه