أخيرة

دبوس

الله أكبر…

كلّه، تحت صرخات “الله أكبر”، قبل ذلك في العراق وسورية وليبيا واليمن، تغتصب النساء، وتقطع الرؤوس، وتهدم البيوت، وتدمّر الأوطان، وفي سورية يتمّ تحطيم منظومات الدفاع الجوي، والتي لا يمكن ان تشكّل خطراً على “الثوار”، ولكنها تشكّل خطراً على “إسرائيل”، كلّ هذا تحت صرخات الله اكبر، والآن، في السودان، رجلان يحملان رتبة جنرال، الـ “أنا” متضخّمة عند كليهما، بحيث لا يتأتّى لهما رؤية أيّ مصلحة أخرى عدا عن مصلحتهما الشخصية، حتى مصلحة السودان، وشعب السودان مغيّبة تماماً من شدة تفاقم الـ “أنا” في داخلهما!
دخلا في صراع لا نهاية له، يدفع ثمنه الباهظ السودان وشعب السودان المبتلي بهؤلاء وتابعيهم… البلد على وشك أن يتلاشى، مئات الآلاف قتلوا أو جرحوا، الملايين أصبحوا لاجئين في الداخل او في دول الجوار، وكلما ظهر هؤلاء المتقاتلون مع قياداتهم على وسائل الإعلام، أخذوا يصرخون، الله أكبر، لكأني بهم حرّروا فلسطين والأقصى والجولان ولواء الاسكندرون…؟
هل هنالك ضلال أكثر من ذلك، أحدهم أرسل الى اليمن ليقتل الشعب اليمني وأطفال اليمن، الى جانب قوات التحالف التي تقودها أميركا و”إسرائيل” وبريطانيا، تساءل عبر الأثير في احد البرامج الدينية، إنْ كان سيعتبر شهيداً اذا قتل في اليمن، وهو يجاهد في سبيل الشيطان!
لهذه الدرجة وصل بهم الضلال، لم يطلق “ ثوار سورية” و”ثوار العراق” و”ثوار ليبيا” طلقة واحدة، وعلى مدى 12 عاماً في اتجاه “إسرائيل”، او القوات الأوليغارشية الأميركية البريطانية الفرنسية، ولم تهرق قطرة دم واحدة إسرائيلية او أميركية او بريطانية او فرنسية. القتلى ومقطوعو الرؤوس والمهشمة أجسادهم بمئات الآلاف انْ لم يكن بالملايين، هم فقط من شعوب سورية والعراق واليمن وليبيا المساكين المستضعفين…
هل هنالك ضلال أكثر من ذلك، ألا يقف ايّ واحد من هؤلاء الذين يقاتلون بلا هوادة، ويطلقون صرخات الله أكبر، ألا يقف أي منهم، لهنيهة، وخلال السنوات الطوال من القتال، ليتساءل، مع من أقاتل؟ ولأيّ سبب أقاتل؟ ومن هو الذي يقودني؟ ولأيّ هدفٍ يقودني؟ أليس حريّاً بهؤلاء الذين قاتلوا بشراسة ولعقود من الزمن، او الذين قاموا بتحطيم بلدهم السودان بلا رحمة، وبدون كلل أو ملل، ان يقفوا قليلاً ويتساءلوا، ما هو الهدف من هذه الحرب؟ وأيّ شيطان على هيئة حميدتي مرة، وعلى هيئة البرهان مرةً أخرى يقودني الى كلّ هذا الدمار؟ وما هي المصلحة في ذلك؟
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى