الشعب أقوى أسلحة الحرب الناعمة
لا يمكن وضع التلاعب في مهام اليونفيل للتضييق على المقاومة وتقديم الخدمات لجيش الاحتلال إلا في إطار استغلال الموقع المؤثر لحلفاء الكيان في المنظمة الأممية للتأثير على موازين القوى التي اختلت في الميادين ضد الكيان وجيشه.
عندما تمّت صياغة القرار 1701 كان كل حرف فيه يعكس بدقة موازين قوى أنتجتها الحرب، وليست محاولة جعل دور القوات الأممية بمهام رادعة غريبة عن النقاش الذي رافق آخر أيام حرب تموز 2006 وصدور القرار 1701، ولا تحرير اليونيفيل من مرافقة الجيش اللبناني، وكل ما يجري اليوم هو استعادة العناوين التي تمّ إسقاطها خلال التفاوض أثناء الحرب، وفرض ضعف جيش الاحتلال التخلي عنها، لمحاولة تمريرها بموازين القوى التي تحكم مجلس الأمن، والتي ترجح لصالح الكيان أفضل مما كان عليه الوضع في ميادين الحرب.
هذا نوع من أنواع الحرب الناعمة، عبر الاحتماء بالذريعة القانونية لمهام اليونفيل، ومحاولة إحراج المقاومة بوضعها في مواجهة اليونفيل، عبر دفع اليونفيل إلى نقاط محرجة للمقاومة طلباً لوقوع التصادم ووضع المقاومة في موضع مخالفة القرار الأممي وتحميلها تبعات تعطيل عمل اليونفيل.
الحرب الناعمة عموماً هي وسيلة تعلّمتها الدول والحكومات من الشعوب، لأن الشعوب أول مَن ابتكر الحرب الناعمة. فقدرة التجمعات الأهلية على عرقلة القوات المسلحة، كانت سلاحاً فتاكاً بيد المقاومين أمام جيوش الاحتلال، سواء لكسب الوقت من أجل اختفاء المقاومين من مخاطر المداهمات، أو لمنح المقاومين الوقت لنصب الكمائن. وفي الحرب الناعمة حول دور اليونفيل سوف يكون الأهالي سلاح فرض حضور الجيش اللبناني، إن لم يكن لضمان بداية مهمة اليونفيل فسوف تكون لضمانة نهايتها.
التعليق السياسي