ميقاتي زار قاعدة بيروت الجويّة معزّياً بالضابطين: بوجود جيشنا لا خوف على البلد
أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أنّ الجيش نموذج للشباب اللبنانيّ الذي لا علاقة له بالطائفيّة والمناطقيّة ويمثّل النسيج الوطنيّ بكل أطيافه، وبوجوده لا خوف على الوطن»، معتبراً أنّ «بوجود جيشنا لا خوف على البلد».
كلام ميقاتي جاء خلال زيارته أمس قاعدة بيروت الجويّة، في حضور قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقدّم التعازي بالنقيب الطيّار جوزيف حنّا والملازم أول الطيّار ريشار صعب اللذَين استُشهدا على أثَر تحطّم طوّافة للجيش في منطقة حمّانا.
وقال رئيس الحكومة «جيشنا اليوم يقوم بمهامٍ كثيرة وصعبة والاتكال عليه. أنتم حماة الوطن، ومن دونكم لا وطن ولا حضورَ فعليّاً للدولة. المؤامرات على هذا الوطن كبيرة، ونحتار من أين تأتي، وهي تستهدف وحدة هذا الوطن وسيادته وحدوده. لولا الجيش وقيادته الحكيمة، ماذا كان حلّ بالبلد؟ «.
وتوجّه إلى قائد الجيش قائلاً «القائد يتحمّل اليوم عبئاً لا يستطيع أن يتحمّله إنسان، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد ماليّاً واقتصاديّاً، وهو يُجاهد لكي يبقى هذا الجيش واقفاً على قدميه وحامي سيادة الوطن. فالجيش يمثّل نسيج هذا الوطن بكلّ أطيافه». وكرّر تقديره «للجُهد الذي بذله الجيش في المساهمة في إخماد الحرائق في اليونان وقبرص»، تاقلاً تحيّات رئيس وزراء اليونان الذي اتصل به شاكراً جهودهم.
وتابع «أكررُّ تعازيَّ الحارّة ولا يمكنني أن أصف لكم الحزن الذي انتابني لدى اطّلاعي من قبل قائد الجيش على الحادثة. أتمنّى لكم الصحّة والعافية وطول العمر وللشهداء الأبرار الرحمة».
وفي خلال لقائه ضبّاط القاعدة الجويّة قال ميقاتي «لبنان محمي اليوم بقوّة عظيمة هي العناية الإلهيّة وندعو الله أن يحمي جيشنا الباسل»، مشيراً إلى أنّنا «نمرُّ بظروف صعبة جداً، في ظلّ شغور منصب رئيس الجمهوريّة وتولّي الحكومة تصريف الأعمال، وعدم انعقاد جلسات مجلس النوّاب والتشنّجات السياسيّة المستمرّة. لولا وجود الجيش لا أحد يعلم كيف كان سيكون وضع البلد. والحمدلله أنّ البلد لا يزال واقفاً ومحميّاً»، مؤكّداً أنّ «علينا أن نستمرّ في العمل لبناء الدولة، لأنّ لا خيار لنا سواها، وأن نقوم بعملنا بطريقة صحيحة، وهذا ما نسعى دوماً لفعله».
وقال «لم أكن على معرفة مسبقة بقائد الجيش، ولكن في خلال السنتين الأخيرتين، لمست لديه مناقبيّة وحرفيّة ومتابعة دائمة لكلّ أمرٍ يخصُّ الجيش، خارجيّاً وداخليّاً. صحيح أنّ المؤامرات كبيرة ومن كلّ الاتجاهات، ولكن بوجود جيشنا ، فلا خوف على البلد. أنتم نموذج للشباب اللبناني الذي لا علاقة له بالطائفيّة والمناطقيّة… ما تجسّدونه بوحدتكم هو النموذج الذي نريده للبنان».
من جهته، شكر العماد عون رئيس الحكومة على تقديمه العزاء ووقوفه الدائم إلى جانب المؤسّسة العسكرية.
وقال «نشعرُ بالحزن جرّاء خسارتنا للضابطين الشهيدين، لكن عسكريينا متسلّحون بإرادتهم الصلبة وإيمانهم بلبنان وبرسالتهم ومؤسّستهم، ومستمرّون في أداء مهمّاتهم. لن ينال شيء من عزيمتهم، وسوف يُحافظون على المؤسّسة التي ستُحافظ بدورها على الوطن».