وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في سورية تنعى الموسيقار السوري أمين الخياط
نعت وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في سورية والوسط الثقافي والموسيقي، الموسيقار القدير أمين الخياط الذي توفى عن عمر ناهز الـ 87 عاماً، بعد صراع مع المرض.
الموسيقار الراحل احتضن وأخذ بيد الكثير من المطربين والمطربات الذين أصبحوا نجوماً، فأضحى رقماً صعباً في عالم التلحين والتأليف الموسيقي السوري والعربي.
الموسيقار الخياط الذي كرّمته وزارة الثقافة بيوم الثقافة عام 2017، ولد في حي العمارة الدمشقي سنة 1936، وكان والده عبد العزيز الخياط هاوياً للفن والغناء، استضاف في داره العديد من المؤلفين والملحنين الذين تشرّب منهم الخياط الابن حب الموسيقا.
وعندما تخرّج الخياط من المعهد العربي للموسيقى التابع لوزارة التربية عام 1954 بدرجة امتياز، شارك في حفلات أقامها المعهد (كعازف على آلة القانون) احتفاء بسيدة الغناء العربي أم كلثوم التي كانت تزور المعهد، ثم عزف في حفلات عدة مع المطربتين نجاة الصغيرة وسعاد محمد في دمشق وبيروت.
عين الخياط للعمل في إذاعة حلب حيث اختير عازف قانون متميزاً في فرقتها، ثم قائداً لها قبل أن يعود لدمشق ويبدأ مشواره بالتلحين، ثم عين في وظيفة منشئ بالمعهد العربي للموسيقى التابع لوزارة الثقافة الذي أحدث خلال الوحدة مع مصر، وملحناً في الإذاعة والتلفزيون في دمشق.
ومع نهاية عام 1959 اتخذ الموسيقار الخياط قراره بالسفر والعمل في أوروبا كعازف قانون، فجال في ستة بلدان وتعرّف خلال جولاته على الموسيقى الغربية بأنماطها حتى عام 1963 عندما رجع لدمشق ليؤسس في العام نفسه فرقة الفجر الموسيقية التي ضمّت خيرة العازفين، ومنها ظهر ستة رؤساء فرق موسيقية لا يزال بعضهم أسماء لامعة حتى اليوم، وليقود الفرقة في حفلات ومهرجانات مع كبار المطربين والمطربات العرب والسوريين في مختلف أرجاء الوطن العربي.
اهتمّ الخياط كثيراً في تلحين الموسيقى التصويرية للمسلسلات والبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية، وعمل مع بعض المخرجين على الاستغناء عن وضع الموسيقى الغربية في الأعمال الدرامية المحلية، وترسيخ الموسيقى العربية للأعمال الدرامية السورية.
ولحن الخياط مئات الأعمال الغنائية في مختلف القوالب من القصيدة للطقطوقة والموشح والحواريات لكبار المطربين السوريين والعرب، منهم صباح فخري وشريفة فاضل ومها صبري وسميرة توفيق ومصطفى نصري والياس كرم ومها الجابري وفاتن حناوي وعليا التونسية وفهد بلان وغيرهم.
وشارك الخياط في تلحين أعمال غنائية درامية عن حياة المغنين في الماضي، منهم زرياب والموصلي، كما لحن الكثير من الأعمال المسرحية منها العنب الحامض و(طرة ولا نقش) وهي مسرحية سياسية.
حصل الخياط على ميداليات وجوائز وشهادات تقدير من الجمهورية العربية السورية ومن دول الكويت والأردن وسلطنة عمان وليبيا والمغرب ومصر والإمارات.
نشاط الخياط الفني تعدّى الموسيقى إلى العمل الإداري، فشغل رئيس دائرة الموسيقى بالإذاعة والتلفزيون، ونقيب الفنانين لأربع دورات، ومستشاراً لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ومدير مهرجان الأغنية السورية، وأمين سر لجنة صناعة السينما والتلفزيون لدورتين، وكانت تتمّ دعوته للمشاركة في رئاسة أو عضوية لجان تحكيم مهرجانات ومسابقات غنائية وموسيقية في الوطن العربي.