مبادرة بري خشبة خلاص ماكرون
تظهر أهمية الاختراق الذي أحدثته مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئاسية، في أنها قدمت جدول أعمال تفصيلياً لمبادرته العامة الأولى للحوار قبل عشرة شهور، آخذة بعين الاعتبار كل الاعتراضات الداخلية والخارجية التي جوبهت بها دعوته الأولى، واضعة كل عناصر الإحراج للمعطلين لإظهار حقيقة مواقفهم دون القدرة على التلطي وراء مزاعم غموض أو نقص في مبادرة الحوار.
وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى طريق مسدود في مبادرته رغم ظاهر إتقانها على يد مستشاره الخاص باتريك دوريل، من خلال ما تضمنته من جمع بين مرشح لرئاسة الجمهورية وآخر لرئاسة الحكومة يمثل كل منهما فريقاً رئيسياً يملك القدرة على تعطيل المسار الرئاسي. وتحوّلت الزيارة المرتقبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت لزوم ما لا يلزم، والكل يعلم أنها فاقدة القدرة على إحداث أي اختراق.
سيطر الأميركيون على اللجنة الخماسية وأطلقوا يد قطر في إدارة المعركة الرئاسية، وشكلت لحظة 14 حزيران عنوان التحوّل في المسار الرئاسي لصالح اجتذاب التيار الوطني الحر الى الجبهة المناوئة لحزب الله، وصار شعار الفريق المتموضع داخلياً وخارجياً بوجه المقاومة هو تعالوا الى جلسات متتابعة لانتخاب رئيس وتوقفوا عن تعطيل النصاب.
لم يكن في حساب أحد أن يضع الرئيس بري يده على هذا الشعار ويربطه بدعوته للحوار بطريقة لا يمكن ردها، عبر تحديد سقف زمني لسبعة أيام وملف واحد هو الرئاسة، وحول الجمع الى مبادرة، فارتبك كل الخصوم، وبعضهم تهرب من شعاراته وصار يهذي بكلام من نوع الفراغ هو الأفضل، وبعضهم هاجم بكركي بعدما كان يتخذها متراساً، وفقد المعترضون قدرة التعطيل. وصار بيد الرئيس بري ان يدعو للحوار او يمنحهم فرصة إعادة النظر، لان الدعوة تضمن من بعدها عقد جلسات انتخاب بحضور مضمون صار يقارب الـ 100 نائب وانتخاب رئيس بـ 70 صوتاً.
جاء الفرج لماكرون المأزوم كي يستعيض عن الفشل بفرصة.
التعليق السياسي