حتى لا تكون أحداث عين الحلوة مقدمة لأخطار أعظم…
} عمر عبد القادر غندور*
تتواصل منذ شهر الحوادث الدامية في مخيم عين الحلوة، ويتواصل التدمير والقتل والتهجير رغم العديد من المساعي الخجولة التي لا تسفر عن وقف هذا النزيف الذي يطال العباد بالكثير من البهدلة والشمشطة في المساجد والمدارس والشوارع وانتهاك حرمات الناس على مرأى ومسمع من جميع المسؤولين الفلسطينيين واللبنانيين الذين يجتمعون ولا ينتجون طحيناً ولا خبزاً.
منذ شهر توافقت جميع المنظمات الفلسطينية بحضور مسؤولين لبنانيين على وقف القتال وتسليم العناصر التي اغتالت المسؤول الفلسطيني العرموشي واربعة من مرافقيه الى السلطات اللبنانية، ولم يتوقف القتال ولم تتسلم السلطات القتلة، وتمادت الزعرنة وتواصل القتال وهدم المنازل وتهجير من تبقى في المخيم!!
وإذا كانت جميع الفصائل الفلسطينية ترفض هذا القتال، فمن يطلق النار ويُعربد ويحوّل المخيم وجواره الى هذا الجحيم؟
ويّقال انّ عناصر من جند الشام وفصائل اسلامية متطرفة وصلت الى لبنان وجرى تمريرها الى داخل المخيم مع كامل أسلحتها وذخيرتها بمساعدة من يتعاطف معها بالحدّ الأدنى، وقد جرى الحديث عن ذلك في اجتماع رؤساء وممثلي الفصائل الفلسطينية مع مدير الأمن العام اللواء البيسري في مكتبه، وتزامن ذلك مع طفرة النزوح السوري المستجدّ الى لبنان، فهذا يعني انّ لبنان أمام خطر وجودي فعلاً حسب قيادة الجيش!
وأمس قال نائب صيدا د. أسامة سعد في حديث متلفز مع الإعلامية سمر ابي خليل التي نحترم، انّ البعض يروّج أنّ خمسة من قتلة المسؤول الفلسطيني العرموشي ورفاقه قتلوا في الاشتباكات، وهذا غير صحيح ويدلّ على الاستخفاف بعقول الناس !
اذن، مخيم عين الحلوة يجب ان يكون بعهدة القوى الفلسطينية التي تنسّق مع الدولة اللبنانية دخولاً وخروجاً منه، اما القوى التي تسللت الى المخيم فهي عناصر خارجة على القانون ويجب تسليمها الى القوى الأمنية اللبنانية للتحقيق معها، خشية ان تكون مقدمة لأحداث أمنية خطيرة متلازمة مع النزوح السوري المتجدّد وغير المبرّر، وتكراراً لمخيم نهر البارد، ولا يجوز التقليل من أحداث مخيم عين الحلوة الذي شلّ الحياة في عاصمة الجنوب صيدا ومنها الى عمق الجنوب، لا سيما انّ حاجز الجيش على أطراف المخيم نال نصيبه من عربدة المسلحين الغرباء وسقط له خمسة جرحى عافاهم الله.
* رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي