القومي شيّع الرفيق عفيف يوسف استنبولي في حلب وإكليل ورد باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان

عبد السلام مرعي: نواجه إرهاباً على جبهات متعددة في معركة لا يصمد فيها إلا الأقوياء

شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي الرفيق المناضل عفيف يوسف استنبولي بمأتم مهيب في كنيسة سيدة الانتقال للسريان الكاثوليك في مدينة حلب، وشارك في التشييع إلى جانب عائلة الرفيق الراحل، منفذ عام حلب في الحزب طلال حوري وعدد من المسؤولين وأعضاء هيئة المنفذية ومسؤولو الوحدات وجمع من القوميين والمواطنين.
تقدّم موكب التشييع حملة الأعلام والأكاليل ومنها إكليل باسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان.
وقد أدّى القوميون التحية الحزبية أمام جثمان الراحل الذي رفع على الأكف ملفوفاً بعلم الحزب.
ترأس الصلاة لراحة نفس الراحل المطران أنطوان شهدا وعاونه لفيف من رجال الدين، وألقى عظة تحدّث فيها عن مزايا الراحل ومسيرته الحافلة بالعطاء وانتمائه الصادق إلى حزبه.
وألقى الشاعر خالد خطاب كلمة رثاء قال فيها:
بما أرثيك أيا عفيف
وبحزني من أشاطر
بدمعٍ قد تحجّر في المحاجر
أم بآهات مُتنَ في الحناجر
أم يا ترى أرثيك بترابٍ
أهيله على جُثمانك الطاهر
سبعون عاماً او يزيد قضيتها
في حزبنا رغم أهوال المخاطر
كنت الرفيق بجولة لزعيمنا
أرست حياة لحزبنا ماضٍ وحاضر
تواريت عن الورى تحت الثرى
والزوايا تناديك والأماكن
أعلم بأنك لم تعد تستطيع سماعنا
ولكنه صدى بوح بردى في كل خاطر
كلمة المنفذية
وألقى كلمة منفذية حلب في الحزب السوري القومي الاجتماعي ناظر الإذاعة في المنفذية عبد السلام المرعي، فقال:
«جفّ اليراع ونضب الحبر وكسرت المحبرة، وأطفأ الزمن عينيه الصلبتين، إنها الحقيقة التي لا مفرّ منها، لكنّ الزّرع الذي غرسته يداه لم ولن يجفّ النّسغُ فيه يوماً، وسيورق خضاراً وثمارا.
أبوعصام سنديانة حزبية استمددنا منه رسوخ الإيمان بالعقيدة ووالانتماء للقضية التي غايتها نهضة الأمة والوطن، بارٌّ بالقسم، صادق العزيمة، قوي الإرادة، في مسيرة النضال لتحقيق نهضة الأمة وانتصار القضية.
وأضاف: «الرفيق عفيف من مواليد ماردين السورية المحتلة عام 1926 والتي خرج منها في سن السادسة مع والدته بعد أن قام المجرم العثماني بتصفية والده.
انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في أربعينيات القرن الماضي، وبدأ مشوار نضاله القومي في القامشلي ثم انتقل إلى حلب، وكان في حركة الحزب مناضلاً شجاعاً ومعطاءً ورافق حضرة الزعيم عام 1947 في خلال جولته على الوحدات الحزبية في الشام.
ثبت في الحزب مقاتلاً في صفوفه، رافعاً رايته في قلبه وبيته وأينما حلّ، عاش أزمنة صعبة بسبب إيمانه بالقضية التي تساوي وجوده، وذاق الأمرّين، وهو مرّ لا يتحمّله إلا الرجال المجبولون بالكرامة وعزة النفس والشرف. وكرّمه الحزب لثباته على مبادئ النهضة، فمنحه وسام «الثبات» وهو وسام يمنح لمن مضى على انتمائه نصف قرن وما فوق.
أنشأ عائلة معطاءة مشبعة بالانتماء إلى الأرض التي أحبها وأفنى حياته في معركة الدفاع عنها.
قدّم الرفيق عفيف كلّ ما لديه وأغلى ما يملك، من أجل هذه النهضة، وعاش رجلاً مقداماً متواضعاً وتوفى على ذلك، ومن كان هذا شأنه في الحياة، وشأنه عند الموت، فإن ذكراه تبقى مخلّدة إلى الأبد».
وقال: «رحل الرفيق عفيف والأمة تلملم جراحاتها النازفة وتقف في وجه أعتى ظلاميي العالم لكنّها أمّة تحترف الألم وتعرف كيف تصنع، من نزيف الجراح، انتصاراتِها الكبرى.
نواجه اليوم إرهاباً لا مثيل له في التاريخ الحديث نقف على جبهات متعددة: جبهة قتال عدوّنا المصيريّ، العدو الصهيوني، وجبهات قتال الإرهابيين المجرمين الذين ينفذون الأحلام والمصالح الصهيونية الاميركية..».
وأردف: «إننا في خضمّ معركة لا يصمد فيها إلا الأقوياء، فإمّا أن نتشبث بأرضنا وتاريخنا وهويتنا وتراثنا القومي، فنكون رجالاً على قدر ما تتطلب المرحلة من الرجولة، وإما أن نذهب كلنا مهبّ الرياح. لا حلّ ثالث بينهما. ونحن، القوميين الاجتماعيين، اخترنا الموقف الأول: أن نصمد في أرضنا ونقاتل دفاعا عن وجودنا وعن حقنا بالحياة الجميلة العزيزة. ندافع عن أرضنا وعن أولادنا وأحفادنا ونقطع دابر الفتن والمكائد التي تُعدُّ لهذا الوطن».
وختم: «باسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان ورئيس المكتب السياسي – عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الأمين صفوان سلمان وقيادة الحزب المركزية، ومنفذية حلب نتقدّم من عائلة الرفيق الراحل ومن رفقائه وأحبائه في الوطن وعبر الحدود بأحرّ التعازي والبقاء للأمة».
بعد الكلمات تقبل المنفذ العام طلال حوري وأعضاء هيئة المنفذية التعازي الى جانب اسرة الفقيد.