بدء المرحلة الثانية من ترميم واجهة مسرح تدمر الأثري
بدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية بالتعاون مع الفيلق الاستكشافي التطوعي الروسي المرحلة الثانية من أعمال مشروع ترميم واجهة مسرح تدمر الأثري المدمرة جراء اعتداءات تنظيم «داعش» الإرهابي قبل اندحاره من المنطقة.
وتتمثل هذه المرحلة بأعمال إدارة الركام وفرزه بشكل منهجي وتوثيق كل القطع الحجرية باستخدام تصوير ثلاثي الأبعاد، وتحديد الأحجار السليمة التي يمكن استخدمها في المرحلة الثالثة التي تتمثل بإعادة بناء الأجزاء المدمّرة من الواجهة وفق أعلى المعايير العالمية لمثل هذه الحالات.
وذكر الدكتور همام سعد، معاون المدير العام للآثار والمتاحف، أن المرحلة الثانية في ترميم وإعادة تأهيل واجهة مسرح تدمر الأثري تتضمن فرز ركام الحجارة المنهارة، والتي تشمل توثيق الوضع الراهن للحجارة وطبقاتها وترقيمها، وإجراء استمارة لكل حجرة على حدة بعد استخدام التصوير ثلاثي الأبعاد، ومن ثم إجراء الدراسات والمخططات اللازمة لمعرفة عدد الأحجار المكتملة والناقصة والمتضررة.
وأوضح أنه ستتمّ الاستعانة لسد النقص الحاصل من المقالع الحجرية التدمرية، ثم عمل نموذج افتراضي لواجهة المسرح من أجل التحضير للمرحلة الأخيرة في أعمال الترميم، وإعادة واجهة المسرح بشكل كامل.
وأوضح المهندس أيمن هاموك مدير الهندسة في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن هذه المرحلة سيتمّ التركيز فيها بشكل دقيق على دراسة الركام للقطع الحجرية المنهارة، وخاصة أنه في ثمانينيات القرن الماضي تم استخدام البيتون المسلح في أعمال ترميم واجهة المسرح لاستكمال بعض العناصر المفقودة، بينما الآن سيتم استبدالها بقطع حجرية أساسية لسد النقص الحاصل من المقالع التدمرية القريبة من المدينة التي تمّ منها بناء المواقع الأثرية في المدينة في القرن الثاني الميلادي، مؤكداً أن المرحلة الثانية من أعمال الترميم لواجهة المسرح لن تستغرق أكثر من شهر واحد.
من جانبه أوضح عالم الآثار الروسي باسيو يورلنف أن الجانب الروسي يشارك مع الجانب السوري في ترميم وإعادة واجهة المسرح، كما كانت سابقاً. وهذا مهم جداً ليس للثقافة السورية فقط وإنما للثقافة العالمية، مؤكداً أن ما قام به تنظيم «داعش» الإرهابي باعتدائه على الصروح الأثرية هو تدمير للحضارة واعتداء على الثقافة الإنسانية.