اجتماع موسّع عند سعد: لتثبيت وقف إطلاق النّار في عين الحلوة ووضع آليات جديّة لملاحقة المُجرمين وتسليمهم للسُلطات اللبنانيّة
عُقد اجتماع، بدعوة من الأمين العام للتنظيم الشعبيّ الناصريّ النائب الدكتور أسامة سعد في منزله في مدينة صيدا، حضرته مرجعيّات سياسيّة وروحيّة وفاعليّات اجتماعيّة واقتصاديّة. وجرى خلاله البحث في تداعيات أحداث المخيم الخطيرة واتخاذ الموقف الرافض للاحتكام للسلاح وتاكيد أهميّة تثبيت وقف إطلاق النار ووضع آليّات جديّة لملاحقة المُجرمين وتسليمهم للسُلطات اللبنانيّة .
وفي نهاية الاجتماع، قال سعد «كان لقاءٌ صيداويٌّ جامع، في حضور المفتين والمطارنة الأجلاّء، وأيضاً النوّاب الزملاء الكرام وممثلين عن هيئات منتخبة مخاتير وجمعيّة تجار صيدا وبلديّة صيدا الكلّ اجتمع اليوم للتباحث في الأوضاع التي حصلت في مخيّم عين الحلوة والاشتباكات التي دارت على مدى جولتين وأدّت إلى أضرار كبيرة جداً وكان لها تداعيات خطيرة على أمن المدينة وسلامة أهلها وعلى اقتصادها ومدارسها وجامعاتها وأهاليها وممتلكاتهم وأرزاقهم، فضلاً عما خلّفته من دمار داخل المخيّم طال أبناء الشعب الفلسطينيّ وأدّى إلى تهجير الإخوة الفلسطينيين من بيوتهم إلى المدينة، وأيضاً تهجير اللبنانيين في منطقة التعمير وحيّ الطوارئ. الجميع تضرّروا ضرراً كبيراً نتيجة هذه الاشتباكات».
أضاف «الاجتماع أكد رفض كلّ هذه الاشتباكات، ورفض الاحتكام إلى السلاح في معالجة قضايا المخيّم، وطالب الإخوة الفلسطينيين بكلّ فصائلهم أن يتنبهوا لخطورة هذه الاشتباكات، كما طالبوا بعدم تكرارها ورفض أيّ احتكام إلى السلاح، لما لذلك من انعكاسات سيئة على مختلف المستويات الإنسانيّة والتربويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة، ولما يسبّبه ذلك من ضرر بليغ وخطير على أمن المدينة والشعب الفلسطينيّ والأمن الوطنيّ اللبنانيّ».
وأعلن أنّ المجتمعين شدّدوا «على تثبيت وقف إطلاق النار بعد الاتفاق الذي حصل (أول من) أمس، والذي شاركت فيه قوى عدّة على المستوى المركزيّ، ودولة رئيس مجلس النوّاب، وأيضاً القوى الأمنيّة والعسكريّة، فضلاً عن الجهود السياسيّة التي بذلناها هنا في صيدا كقوى سياسيّة»، مُضيفاً «كلُّ هذه الجهود أثمرت اتفاقاً لوقف إطلاق النار يتضمّن إجراءات ميدانيّة لتثبيته وأيضاً إجراءات وآليّات عمل لتسليم المطلوبين المتّهمين باغتيال اللواء العرموشي ورفاقه».
وأكّد «أهميّة عدم لجوء الكثيرين إلى المخيّم كملاذ آمن لهم، يجب أن يعيش أهل المخيّم بأمان وسلام، لأنّ سلام المخيّم هو من سلام وأمن المدينة وسلام الأمن الوطنيّ اللبنانيّ، خصوصاً أنّ لبنان يعيش أوضاعاً صعبة على مختلف المستويات، انهيارات ماليّة واقتصاديّة وضغط ناجم عن النزوح السوريّ والتوتّرات الموجودة بالبلد والوضع الاجتماعيّ والمعيشيّ، جميعها أوضاع تؤذي البلد وتأتي الاشتباكات لتزيد من منسوب المخاطر التي تُحيط بلبنان. لذلك لا بدّ من العمل لتثبيت وقف إطلاق النار ووضع آليّات جديّة لملاحقة جميع الذين يرتكبون الجرائم وتسليمهم للسلطات اللبنانية، وهذا أمر أساسيّ ومن مسؤوليّة القوى الفلسطينيّة جميعها ومسؤوليّة القوى السياسيّة أيضاً ومسؤوليّة السلطة اللبنانيّة بأدواتها المُتعدّدة».
ورداً على سؤال، قال سعد «نتفاءل من أن الأوضاع ذاهبة باتجاه التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار، وغداً (اليوم) نحن أمام مسألة فتح المدارس وتسليمها لأونروا لإجراء الإصلاحات، فهناك 6000 تلميذ من داخل المخيّم يجب أن يعودوا إلى مدارسهم، إضافةً إلى أنّ مدارس صيدا وجامعاتها بحاجة إلى الاطمئنان بأنّ الأمور هادئة وأنّ الاشتباكات توقّفت ولن تتجدّد».
واعتبر أنّ «الدورة الاقتصاديّة يجب أن تتجدّد، والأهالي الذين نزحوا يجب أن يعودوا إلى منازلهم»، مطالباً الحكومة والهيئة العليا للإغاثة بـ»التعويض على المتضرّرين من هذه الأحداث خصوصاً في التعمير الصيداويّ، فهناك بيوت دُمّرت بالكامل، ويجب تأمين بدل إيواء ريثما يتم تصليح منازلهم، فالأهالي ليس لديهم الإمكانيّة لتصليحها».
وأكّد «أن الجميع أمام امتحان الالتزام بما اتُفق عليه»، وقال «هناك صدقيّة، وأعتقد أن الأجواء إيجابيّة. المهم ألا تتجدّد الاشتباكات وأن يكون هناك التزام بعدم اللجوء إلى السلاح، ونحن في المدينة بكلّ قواها جاهزون لمدّ يد المساعدة، إضافةً إلى أنّ كلّ القوى السياسيّة في لبنان جاهزة للمساعدة في معالجة أيّ قضيّة تخصّ المخيّم.»
اللقاء اللبنانيّ – الفلسطينيّ
– ومساء أمس، عقد «اللقاء السياسيّ اللبنانيّ – الفلسطينيّ» اجتماعاً طارئاً برئاسة سعد في مقرّ «التنظيم الشعبيّ الناصريّ».
وأفاد «اللقاء» في بيان، بأنّ «المجتمعين بحثوا في التطورات الأخيرة وما يجري في مخيّم عين الحلوة، وأبدوا ارتياحهم لسريان وقف إطلاق النار وللعمل على تهيئة البيئة المناسبة لإشاعة جوّ من الاطمئنان للأهل في صيدا والجوار ومخيّم عين الحلوة، ووقف الحملات الإعلاميّة من الأطراف كافّة».
وأكّد «تبنّي المجتمعين كلّ القرارات السابقة، وآخرها اللقاء الذي عُقد برعاية الرئيس نبيه برّي، ومن ضمنها العمل على تسليم المتهمين للعدالة اللبنانيّة، معلنين حرصهم على العلاقة التاريخيّة التي تربط الفلسطينيين بمدينة صيدا وجوارها، آسفين للأحداث الأخيرة التي حصلت».
وثمّن «الأدوار الإيجابيّة التي قامت بها الأطراف اللبنانيّة والفلسطينيّة كافّة والجهات الرسميّة في سعيها الدؤوب للتوصل إلى حلول جديّة».