ثقافة وفنون

الفنان التشكيلي السوري عمار الشوا تجربة فنية عمادها التجريب والتجديد

قدّم الفنان التشكيلي السوري عمار الشوا تجربة فنية واسعة، عمادها “التجريب وتجديد الأدوات” بشكل دائم، والتي تعتبر إحدى تقنياته الفنية، محولاً ألوانه وأفكاره إلى نتاج يحاكي الطبيعة لينسجم مع خصوصيّتها وجمالها.
ويتميّز نتاج الشوا الفني بتنوّع مواضيعه، حيث في لقاء صحافي أنه لم يقف عند مفردة أو موضوع واحد، وإن حدث وتوقف عند موضوع ما لفترة زمنية معينة يكون السبب عملية بحثه المستمرة لاكتمال عناصر المفردة التي يعمل عليها.
وأشار الشوا إلى أن الفن يُعتبر مسألة حياة وتجدّد، وغالباً ما يبحث في اتجاهات مختلفة والبدء من جديد، فكل يوم يحمل بدايات جميلة.
وعن أسلوبه الفني، بين الشوا أنه متعدّد ومرتبط بالموضوع المراد تجسيدُه في لوحاته، فالأسلوب الواقعي التعبيري بالنسبة له يحرّضه على خلق أسئلة، ومن الطبيعي أن يوسّع الفنان فضاء لوحته عبر أسلوب خاص به قدر الإمكان، لافتاً إلى أنه في حالة قلق إيجابي دائمة تولد مواضيع وأفكاراً تأخذ وقتاً طويلاً من قلبه وعقله، حيث تتشكّل وتلغى وتولد وتموت أحياناً، وتعود للحياة مرة أخرى، أي أنها مسألة مرتبطة بالكون والطبيعة وأحداثها.
وذكر الشوا أنه لا يلجأ إلى عنونة لوحاته لتبقى فضاء مفتوحاً للتأويل ولمشاركة المتلقي في وضع عنوان خاص بها، بهدف فهم الحالة البصرية للوحة، ولتبقى في حالة سؤال يبحث عن جواب، وخاصة أن العنوان يعتبر جواباً محدداً ينهي عملية البحث، مبيناً أهمية اطلاع الفنان على مسيرة الفن الإنساني وتنوعها، وذلك من أجل تعزيز الخصوبة البصرية وتجديد علاقتها مع مفردات العالم. فالفنان يعتبر جزءاً من الطبيعة الأم لذا من الضروري أن يكون وفياً لها.
وبيّن الشوا أنه تربطه علاقة وثيقة بما يجري ضمن محيطه من مفردات الطبيعة وتبدلات الإحساس بالأماكن، لهذا السبب يلجأ إلى ألوانه ومفرداته من حيث الشكل والتكوين والضوء، ليجد مكاناً ضمن تحوّلات الزمن وتأثيره على المكان والذي يعد جزءاً من طبيعة الفنان، مبيناً أهمية المعرفة والثقافة الواسعة التي تمنح كل فنان فكراً غنياً من أجل أن يكون نتاجه الفني متجدداً ومواكباً لكل زمان ومكان.
وأكد الشوا ضرورة أن يكون الفنان حريصاً على وجوده ومشاركاته في الفعاليات والملتقيات والأنشطة الثقافية والفنية التي تتسم بالحالة المجتمعية، وذلك تبعاً لدور الفن في نشر الوعي الذي يتعلق بموضوع الثقافة البصرية وأهميتها في المجتمع، داعياً المواهب الشابة إلى ضرورة ممارسة الرسم بشكل يومي والقراءة والاطلاع على مختلف أنواع العلوم من فن وتاريخ وعلوم الشعر والأدب وغيرها.
يُذكر أن الفنان عمار الشوا من مدينة جبلة، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين بدمشق، وشارك في العديد من المعارض المنفردة والمشتركة داخل سورية وخارجها، منها في دمشق وحلب وإسبانيا ولبنان والإمارات وكندا وغيرها، إلى جانب مشاركته في عدة ملتقيات منها “الناصرة وبخاسون وعيون الوادي واللاذقية”، وآخرها مهرجان دلبة مشتى الحلو الحادي عشر للثقافة والفنون والذي حمل عنوان (صدى التوت والحرير).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى