تخريج طلاّب دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي الإعلاميّة بحضور رئيس «القومي» الأمين أسعد حردان وتشديد على مواجهة التضليل المُعادي في معركة العقول الأشدّ شراسة
رئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت:
} إعلامنا ليس حيادياً بل إعلامٌ حرٌّ مقاومٌ، ونحن متمسّكون بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة /
} الإعلام المدفوع والمأجور يحاول محو ذاكرتنا بافتعال شعارات فضفاضة كي ننسى احتلال فلسطين وجرائم العدو الصهيوني ومجازره بحق الفلسطينيين لكننا لم ننسَ ولن ننسى/
رئيس تحرير «البناء» ناصر قنديل:
} معادلتنا بسيطة فكما هزمنا آلة العدو العسكرية العملاقة بمقاومة شعبية عسكرية بالروح والأخلاق سنهزم آلته الإعلامية العملاقة وسننتصر/
} اللغة سلاحٌ في حرب الحق والحرية والإنسان لأنها أعظم اعتراف بمكانة العقل وقد كانت كل حروب الأنبياء والرُسل والأئمة حروب كلمات/
الكاتب والصحافي يونس عودة:
} خطوة في سبيل تطوير الكوادر القومية الإعلامية بتنمية المعارف تطلق مشوار التحديات لانتصار قضيتنا
} سناء محيدلي ستكون رفيقتكم قبساً من نور المعرفة/
وكيل عميد الإعلام رمزا خير الدين:
لمواجهة التضليل الإعلاميّ وأكاذيب الإعلام المُعادي/
المشترك كرم العريان:
} حزبنا حركة صراع وعلى نهج الصراع مستمرون/
أقام الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعي وصحيفة «البناء»، حفل تخريج «دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلاميّ»، في قاعة الشهيد خالد علوان، بحضور رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت، نائب رئيس الحزب الأمين وائل الحسنيّة، رئيسيّ الحزب السابقين الأمينين حنّا الناشف وفارس سعد وعدد من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين.
كما حضر رئيس تحرير “البناء” ناصر قنديل، والمحاضرون والمدرِّبون في الدورة، غسان جواد، توفيق شومان، حسين مرتضى، زيادي ناصر الدين، فاطمة طفيلي، رمزي عبد الخالق، وفاء بهاني، علي أحمد ويونس عودة. وحضرت أيضاً رئيسة “جمعيّة نور” مارلين حردان، أمين سر اللقاء الوطني الاعلامي سمير الحسن والباحث الاقتصاديّ د. أحمد بهجة.
كلمة التقديم
استُهلَّ الحفل بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ ونشيد الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ. وألقت وكيل عميد الإعلام رمزا خير الدين كلمة أشارت في مستهلّها إلى أنّه «حين تحدّث سعاده عن الطلبة قال إنّهم نقطة الارتكاز في العمل القوميّ بلّ وأنّ الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، نشأ وتأسَّس في أوساط الطلبة في مطلع ثلاثينات القرن الماضي. والطلبة القوميون اليوم هم امتدادٌ لذلك الفكر، متجاوزين الهواجس الطائفيّة والمذهبيّة التي تُحاول تقسيم أمّتنا العظيمة».
وقالت «رفيقاتٌ ورفقاءٌ من مختلف المتحدات والجامعات والتخصُّصات، جمعتهم دورة الاستشهاديّة سناء محيدلي للإعداد الإعلاميّ. دورة تُعدُّ سابقةً في تاريخ الحزب من الناحية الإبداعيّة والتنظيميّة والنوعيّة، لافتةً إلى أنّ «الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ هو حركة صراع وجزء كبير من هذا الصراع هو صراع فكريّ، من هنا كان الهدف من هذه الدورة هو إعداد كوادر تُدرك كيفيّة مواجهة التضليل الإعلاميّ والضخّ الهائل من الأكاذيب التي يستخدمها الإعلام المُعادي، بالحقائق والمعرفة».
وقالت: في هذا السياق، تعرّف المشاركون في الدورة على أسس ومبادئ العمل الإعلامي بكافة أنماطه وأشكاله حيث تناولت الدورة محاور عدة وأساسية، نظرية وتطبيقية في الإعلام الحديث كالإعلام الحربي، والإعلام الإلكتروني والحوار التلفزيوني وإعداد النص السياسي وفن الخطابة ولغة الجسد وأسس اللغة وقواعدها.
وها نحن اليوم نخرّج مجموعة من الرفيقات والرفقاء تدربوا على أيدي نخبة من الصحفيين والإعلاميين الذين ساهموا معنا مساهمة فعالة في إتمام الدورة.
من هنا، نتوجه بالشكر للمدربين الأعزاء الذين ساهموا معنا في تحقيق هذا الإنجاز واضعين بين أيدي المشاركين كل ما تحمل جعبتهم من خبرة وتجارب. ونشكر رئيس تحرير صحيفة البناء الأستاذ ناصر قنديل على جهوده والتنسيق مع عمدة الإعلام بهدف إنجاح الدورة.
والشكر لقيادة الحزب خصوصاً رئيس الحزب الأمين أسعد حردان الذي وجه بإقامة دورة للإعداد الإعلامي والذي كان يتابع كل أسبوع أدّق التفاصيل.
وأخيراً، لرفيقاتي ورفقائي المشاركين في الدورة نقول شكراً
فقد لمسنا من خلال تواصلنا معكم بشكل شبه يومي ولمدة 4 أشهر، الأخلاق العالية التي تتميزون بها، والجدية في متابعة المحاضرات، والشغف في تطوير مهاراتكم لتوظيفها في خدمة قضيتنا.
فقد أثبتم أنكم جديرون بخوض معركة الإعلام في سبيل الحق والمعرفة.
كلمة الخريجين
ألقى كلمة الخريجين المشترك كرم العريان فقال:
نجتمعُ اليوم في رحاب العلم والمعرفة والقوة، مبرزين الصورة الحضارية التي نسعى لإظهارها على مستوى أمتنا السورية التي جعلها الزعيم المؤسّس أنطون سعاده قضيتنا التي نحيا لأجلها، وفي سبيلها استشهد أبطال على امتداد كيانات الأمة، فحزبنا حركة صراع وهذا الصراع لا يزال مستمراً في مواجهة العدو الذي يقاتلنا في حقنا وأرضنا، أرض الحق والخير والجمال.
إنّ إطلاق اسم الاستشهادية سناء محيدلي على هذه الدورة الإعلامية، هو ليس فقط تكريم لزهرة الجنوب ولرفقاء قبلها وبعدها ساروا كزعيمهم على طريق الفداء، بل هو تكريس لفكرة الإعلام المقاوم وفكره، وهل من رسالة إعلامية أبلغ من التسجيل التي ظهرت فيه فتاة في ريعان الصبا لتقدّم نفسها للعالم وتقول: “أنا الشهيدة سناء محيدلي”، وهل من إعلامية أكفأ وأقدر وأجرأ من الشهيدة سناء في إعلان خبر استشهادها؟
هذه هي العقيدة السورية القومية الاجتماعية، عقيدة أمة حية تريد الحياة الحرة الجميلة، أمة تحب الحياة لأنها تحب الحرية، وتحب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة.
الحضور الكريم..
باسم رفيقاتي ورفقائي الخرّيجين، أشكر لكم مشاركتكم إيانا هذا الحفل، كما أشكر قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ممثلة بعميد الإعلام الأمين معن حمية، على تنظيمها ورعايتها لهذه الدورة.. الشكر أيضاً لرئيس تحرير جريدة “البناء” الأستاذ ناصر قنديل على إدارته للمحاضرات ومتابعته للمشاركين بأدقّ التفاصيل.
واسمحوا لي في ختام كلمتي أن أستعيد ما قاله رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان في كلمته خلال حفل إطلاق هذه الدورة بأننا “نسعى إلى إعلام يرفع البطاقة الحمراء بوجه نظام طائفي، يستمدّ استعصاءه على التغيير من عوامل تأسيسه، فهو فُرض على اللبنانيين بإرادة خارجية، واستطاع تقسيم مواطنيه، وتحويلهم إلى رعايا طوائف ومذاهب، وربط مصالحهم الجزئية بمرجعياتهم وأحزابهم الطائفية والمذهبية، تلبية لرغائب الخارج ومطامعه. وهذا يصعّب المهمة أمامنا، لكننا بالأمل والعمل، بالنضال والتضحيات، بالمثابرة والثبات، لن نتخلى عن مسؤولياتنا ودورنا، فنحن نريد لبنان نطاق ضمان للفكر الحر، ومنتمياً بهويته الواضحة الى محيطه القومي وعالمه العربي”.
كلمة المُحاضِرين
كلمة المحاضرين والمدربين في الدورة ألقاها الإعلامي يونس عودة فقال:
في حفل تخرّج ثلة من إعلاميي الغد الذي نراه مشرقاً بإسهاماتهم المنتظرة، اسمحوا لي بداية أن أتوجه بالشكر والامتنان للحزب السوري القومي الاجتماعي على العمل في سبيل تطوير كوادره كمسار من التطوير الاجتماعي والمجتمعي وتنمية المعارف، لأن المعرفة قوة؛ وأتقدم من رئيس الحزب الرفيق أسعد حردان بالتهنئة ليس فقط لقناعته المطلقة في نشر المعرفة من خلال هذه الدورة، وإنما حفظ أسماء الشهداء.
تحمل هذه الدورة اسم الشهيدة سناء محيدلي تلك المقاومة التي لم تُمحَ بصمتها، بصمة الشهادة في مسيرة تحرير الوطن وتحرّره. ونحن اليوم في هذه اللحظة نحتفل بإطلاق الرصاصات الأولى في صدر الاحتلال على مقربة بضع عشرات الأمتار في شارع الحمرا في مقهى كان اسمه الويمبي، انتهى الويمبي وبقي خالد علوان الذي تحمل اسمه هذه القاعة.
أما صديقنا كلنا وزميلنا كلنا، ورفيق السلاح في الميدان، ولنا في ميدان القتال زغردة رصاصٍ معاً، وتجربة نفتخر به وقبل القلم والصوت والصورة أعني الأستاذ ناصر قنديل صاحب المواهب المتعدّدة والنضرة دوماً وشهادتي به وله مخضبة بالتراب والعرق والدم قبل الحبر والأثير.
في هذه المناسبة التي تشرّفت أن أكون متحدثاً باسم زملائي الذين ما بخلوا في تقديم عصارة من تجاربهم المتعدّدة المعارف والنكهات، أقول لكم أيها المتخرّجون أنتم على قدر المسؤولية في استكمال معارفكم لتقدّموها لأجيال آتية على متن المعاناة ومستعدّة لحمل الراية في وطن يعملون فيه لتشويهه على كل المستويات مقابل حفنة من الدولارات.
عليكم أيها المتخرّجون أن تفرحوا بالثمار التي جنيتموها بجهدكم ومثابرتكم للوصول الى هذا اليوم. واليوم هو بداية المشوار، مشوار فيه من التحديات ما يدعوكم إلى توسيع معارفكم وتنويعها ليكون تطويع التحديات كما تؤمنون.
أنتم ونحن منكم أصحاب قضية عادلة لا تسقط لا بالأموال ولا بتقادم الزمن، وإنما هي قضية منتصرة من رأسها حتى أخمصها ولا تحتاج إلا لابنائها المخلصين الذين يعرفون كل جوانبها، ويدركون تفاصيلها ومكامن التشويه.
زملائي وأنا فرحون بأن وصلنا الى هذا اليوم وانتم تطوون القسم الأول من هذا الكتاب، نأتمنكم على لبِنة في بنيان يتمّ أنتم المسؤولون عن استكماله.
لنا الأمل كما الثقة بكم بأنكم لن تنسوا هذا اليوم وأنتم تحملون اسم متخرجي دورة الشهيدة سناء محيدلي التي ستكون رفيقتكم على مدى الحياة كقبس من نور المعرفة.
يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس وكان المعلم الأكبر في زمانه وربما لا يزال لليوم «من بين ثلاثة تلامذة أتعلم من اثنين وكذا نحن». أشكركم على ما استفدنا منكم، مبارك لكم التخرّج وأتمنى أن تشقوا طريقكم الى قمم النجاح بثبات وإقدام.
كلمة جريدة “البناء”
ثم ألقى رئيس تحرير «البناء» ناصر قنديل كلمة جاء فيها:
حضرة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي رفيق الأربعة عقود من التضحيات والدم والكفاح والعرق الأمين اسعد حردان، قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، الأصدقاء والصديقات، الزملاء والزميلات المشاركين في دورة الإعداد الإعلامي من المحاضرين والمحاضرات، عمدة الإعلام قواماً وإدارة، المشاركين والمشاركات في دورة الشهيدة سناء محيدلي الذين تشرّفت بالتعرف عليهم وباتوا صديقات وأصدقاء لكم جميعاً جميعاً تحيا سورية.
هذه الدورة التي تحمل اسم الشهيدة سناء محيدلي وحدها تقول نحن لا ننتصر في معارك الميدان فقط، ففعل شهادة سناء في الميدان عمره عقود، لكن فعل شهادة سناء لا زال مستمراً في الأمة والمجتمع ولن ينتهي وهذه الدورة علامة من علامات هذا الاستمرار.
وتابع: لقد شرّفني الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيساً وعمدة إعلام أن أكون مشرفاً على هذه الدورة، وشاركني زملاء وزميلات هم نخبة مميّزة رجالا وسيّدات ذوي خبرة وباع طويل في الأداء الإعلامي، تطوّعوا وهذه كلمة مهمة في هذه الأيام حيث «البيرول» شغال في الأحزاب والتلفزيونات والإذاعات والسفارات، نعم تطوعوا لتقديم ما يتناسب مع الحاجة في بناء كادر إعلامي يملأ فراغاً في مساحة الفكر والثقافة والمهارة والكفاءة والقيم. قدّموا جميعاً محاضرات وخبرات تدريبية وتعليمية ضمن برنامج هذه الدورة التي حمل عبء إدارتها وتنظيمها ومواكبتها عميد الإعلام في الحزب الصديق الأستاذ معن حمية ومعاونته الصديقة الأستاذة رمزا صادق.
واوضح أن هذه الدورة حملت اسم الاستشهادية العروس والأيقونة سناء محيدلي رمزاً للهوية، للجمال، للفروسية، وللبطولة، لتكون روح سناء الملهم الدائم لعشرات القوميين والقوميّات الذين خصصوا هم أيضاً وقتاً وجهداً للمشاركة بشغف ونهم للتعلم في هذه الدورة طلباً لامتلاك الكفاءات والمهارات التي تتيح لهم اتخاذ مواقعهم في الحرب الأشد شراسة، حرب العقول والقلوب التي تشكل عنوان الجيل الجديد من الحروب. وتلاقى المدربون والمتدربون على منصة العطاء التي شغلت الى جانب جامعاتهم ومهنهم لأن المتدرّبين والمدرّبين، شغلت أيام الأحاد التي يخصّصها الناس لراحتهم ولقاء عائلاتهم فاقتطعوها متبرّعين بها لتكون جزءاً من إسهامهم في القضية.
فرحٌ جداً بكم جميعاً وفرحون جميعاً نحن بالنيابة عنكم بهذه التجربة وما امتلكنا عبرها من خبرة، خبرة التفاعل مع أجيال متعدّدة من القوميين المؤمنين بفكر الفيلسوف العبقري الذي أنار شعلة النهضة والمقاومة الزعيم أنطون سعاده.
وقال: هنا في هذه القاعة، قاعة الشهيد خالد علوان مطلق الرصاصات الأولى في مقاومتنا، مشعل راية تحرير بيروت من الاحتلال. في هذه القاعة، قاعة من قاعات فكر أنطون سعاده لا نستطيع أن نفرق بين المشاركين والمشاركات وفق الطوائف والمناطق. هذا لا يحدث في كل مكان في لبنان، بل ليس سهلا أن يحدث في مكان في لبنان. هؤلاء الذين اجتمعوا هنا مدرّبين ومتدرّبين يجمعهم الايمان بالحق والخير والجمال والحب، يحبّون الحياة، يشعّون رقياً وأخلاقاً ورغبة بالمزيد من القوة لأمتهم ومقاومتهم وشعبهم على قاعدة قول سعاده «المعرفة قوة».
وعرض أنه تم بناء برنامج الدورة على ركيزة قوامها أن الاعلام رسالة وعي بين الناس ونشر الوعي رسالة لا مهنة، ولا ينشر الوعي إلا المؤمنون والأنبياء والقديسون ينقلون فعل إيمانهم بالصدق والإيمان واليقين، ودون صدقٍ تسقط الرسالة، لكن العارف وحده بين الصادقين جديرٌ بنقل المعرفة.
والثقافة هنا هي الوقود المخصب الذي يشغّل وقود الوعي وهي قاموس المفردات وفي معركة الوعي المضمون هوية وقضية لكن شرط كسبها أدوات هي مهارات وكفاءات. اللغة هي ميدان حرب العقول بما هي حرب كلمات وقد كان لها نصيب في هذه الدورة، مبنى ومعنى وقواعد ومخارج حروف وبنك معلومات ومفردات ومهارة أداء في الخطابة والحوار وحتى كتابة النصوص والرشاقة والجاذبيّة وقدرة الإقناع هي شروط الجمال تجتمع الى شروط الحق والخير حتى يُحاكي الشكل المضمون.
واكد أن على مدى شهور كان هذا المفاعل يشتغل ولا نريد له أن يتوقّف لأن التعلم بلا سقف، وبين المشاركين مَن يستطيع من اليوم أن يقف على منبر خطيباً وأن يحاور عبر هواء إذاعة أو شاشة وأن يكتب نصاً ويدير حساباً تفاعلياً على شبكات التواصل، ونحن في حال حرب سمتها التدفق المتواصل بلا انقطاع لسيل المعلومات. وفي الجهة المقابلة حيث الشر والباطل والبشاعة قدرات وخبرات وغرف عمليات وأموال، ونحن نشهد حروب الفبركات والشائعات والتلفيقات ونشهد خطاب الفتنة والانقسام ونظريات لا يشبهوننا ونشهد محاولات تبديل وجه العدو وصورته والسعي لجعل العدو صديقاً والصديق عدواً، ونشهد محاولات وافدة علينا تسعى الى هندسة المجتمعات وفقاً لنظريات الشذوذ الفكري والثقافي ثم الأخلاقي وتدمير الأسرة والقيم بينما بلدنا على شفا الانهيار وفي قلب الفوضى والعجز والشعب في بحث مضنٍ عن لقمة العيش ما يصرفه عن كل اهتمام بالشأن العام.
في قلب هذه المصاعب والتعقيدات علينا جهدٌ مضاعف ومسؤولية أكبر لنكون أشد حضوراً وفعالية، لأننا أهل الحق والحق قوة، وأهل المعرفة والمعرفة قوة، وأهل الجمال والجمال قوة، وأهل القيم والقيم قوة، وأهل الاخلاق والأخلاق قوة.
وأن نحيي ذكرى سناء بدورة إعداد إعلامي يعني أن نُقبل على العلم والعمل بالروح التي حملتها سناء وهي تهِبُ روحها للقضية والأمة والوطن والمقاومة، يعني أن نتخذها قدوة ومثالاً في الذوبان بالفكرة والمهمة. الفكرة التي تُحركنا والمهمة التي نتحرك لأدائها، لأن الانتماء والالتزام والأداء ثلاثية حركة لا تتوقف.
واستشهد بالفيلم التوثيقي الشهير «اولد مان» الذي نال جوائز عديدة على السيناريو الذي كتبه بدقة وعناية انطوني ماكرتن مسجلاً وقائع ونستون تشرشل في الحرب العالمية الثانية ومشاركة بريطانيا فيها، يعلّق بيكون كاليفاست وزير خارجية بريطانيا المعارض لونستون تشرشل على خطاب تشرشل الذي غيّر وجهة التصويت من الانخراط في الحرب بوجه ألمانيا في مجلس العموم البريطاني عام 1940، حيث كان المجلس ذاهباً للتصويت لصالح المفاوضة القى تشرشل خطاباً وصفه بالانتحاريّ، تسجيل موقف، فتغيرت وجهة التصويت. يسأل أحد النواب هالي فاكس المعارض لتشرشل وقد كان الاتفاق بينهما على حركة بالمنديل من أجل طرد تشرشل من المجلس ويقف المجلس كله مصفقاً لتشرشل في إعلان الذهاب الى الحرب، يقول له ما الذي يجري؟ يجيب هالي فاكس «إن تشرشل قام بحشد اللغة الانكليزية وأرسلها الى الحرب». خذوا اللغة العربية واحشدوها في الحرب إنها أجمل اللغات وأقواها وأنتم يا مَن تحملون أسماء الشهداء تذكروا أنهم أجمل الناس وأقواهم واللغة تزداد لا تنقص كل ما استعملت عكس المال فاصنعوا من الكلمات حبلا لا ينقطع واجعلوه عصا موسى تشقّ بحر الأعداء أو مشنقة تلتف على أعناق العملاء أو حبل الله الذي به تعتصمون ولا تفرقوا وسحر بيان لمَ عشقوا.
ولفت إلى أننا نتحدث عن اللغة سلاحاً في حرب الحق والحرية والإنسان لأنها أعظم اعتراف بمكانة العقل وقد كانت كل حروب الأنبياء والرُسل والأئمة حروب كلمات لأن الله كلمة والحق كلمة، أليست ثورة الحسين التي لا زالت تزلزل عروش الظالمين هي كلمة «هيهات منا الذلة»؟ من يذكر اليوم اسم الملك الذي عاش أيام سقراط ومن لا يذكر سقراط، خلافاً للقول السائد إن التاريخ يذكر المنتصرين وربما القتلة أيضاً، التاريخ ليس غبياً وليس ساذجاً، ولذلك فهو لا يُخلّد إلا الكلمة ولا يحفظ سواها، حتى عندما يريد السلاطين والحكام إغواء التاريخ فهم يتسللون إلى عالم الكلمات ليقال «قال فلان» وينقل عن قول فلان لكن التاريخ من الذكاء بمكان ينطبق عليه قول القرآن «أما الزبد فيذهب جفاءً وما ينفع الناس فيمكث في الأرض». والزبد هو رغو الكلام والمكوث في الأرض للكلمات الخالدة، أليس انطون سعاده خالداً لأنه قال «إن الحياة كلّها وقفة عزٍ فقط».
وختم: أتوجه ختاماً بالشكر للأساتذة الذين رعوا هذه الدورة وأبارك للمتخرّجين ما كسبوه من معارف وخبرات على أمل غير بعيد في محطات موازية نحو المزيد من العلم والعمل وصفحات البناء مفتوحة للمتخرجين لخوض غمار تجاربهم الأولى ومواكبتها حتى الانخراط الجاد والعملي في تحمل المسؤولية في حرب العقول التي يجب أن نثق أننا قادرون على الفوز بها. معادلتنا هي ببساطة كما هزمنا الآلة العسكرية العملاقة بمقاومة شعبية عسكرية بالروح والتعلم والأخلاق والمثابرة سوف نهزم الآلة الإعلامية العملاقة بمقاومة شعبية إعلامية بالروح والتعلم والاخلاق والمثابرة، سوف ننتصر.
كلمة «القومي»
وألقى رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين سمير رفعت كلمة جاء فيها:
أربعة أشهر ونيّف، ساعات طويلة من المحاضرات والتطبيقات العمليّة، جهد استثنائي تطوعيّ مبذول نقابله بالشكر والتقدير، إلى أن وصلنا إلى هذا اليوم لنحتفي بتخريج كوكبة من الرفقاء والمواطنين المشتركين في دورة الاستشهادية سناء محيدلي للإعداد الإعلامي، تحت عنوان: (الإعلام سلاح الحق والمعرفة “المعرفة قوة”).
نعم، أربعة أشهر، والمتدرّبون يتحملون مشقة التنقل وأعباءه للوصول الى هذه القاعة، بإصرار منهم على متابعة دروس الدورة وصقل أنفسهم بالمعرفة والعلم.
أربعة أشهر ونحن نُجهد نخبة من المحاضرين والمدربين بالتحضير والإعداد وتكبُّد مشاق الحضور في صيف اكتسح بحرّه الشديد نظام التبريد، لكنه عجز منكسراً أمام شدة إرادة العطاء.
أربعة أشهر، ونحن نتحامل على رئيس تحرير البناء الصديق العزيز الأستاذ ناصر قنديل الذي واكب الدورة من ألفها إلى يائها، محاضراً ومدرّباً ومنسّقاً ومتابعاً لكل تفصيل.
أربعة أشهر، وحضرة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان “يحاصر” عمدة الإعلام من كل الجهات، سائلاً عن المحاضرات والحضور والمواعيد والتفاعل… والحصارُ لم يكن أسئلة وحسب، بل توجيه يوميّ وتحفيز على ضرورة أن نصل إلى الهدف المرجوّ من الدورة، وهي بناء كادر إعلامي مسؤول وهادف ومتميّز.
وقال: واليوم نستطيع القول إن الجهد والتعب والمتابعة والمثابرة و”الحصار” كل هذا أثمر كوكبة من الرفقاء والمواطنين مؤهلين لخوض غمار التحدّي الإعلامي نصاً وحواراً وخطابة، انطلاقاً مما اكتسبوه، وهم المحصّنون أصلاً بقيم الحق والحرية، الحاملون قضية يؤمنون بها ويدافعون عنها بكل ما فيهم من قوى واستعدادات.
نعم، إن الهدف الأساس من إقامة دورة إعلامية تحمل اسم الاستشهادية سناء محيدلي، هو أن نُعيد الاعتبار لأساسيات العمل الإعلامي وقواعده. فالعمل الإعلامي، يقتضي أن يكون حاملاً قضية، وليس هناك أسمى من القضية التي بها آمنت سناء واستشهدت في سبيلها سناء.. فتحيّة لسناء محيدلي وتحية لكوكبة الشهداء والاستشهاديين الذين افتدوا القضية بدمائهم الزكية.
وتابع: دورتكم الإعلامية قامت على ركائز ثلاث، الركيزة الأولى هي قواعد رسالة الإعلام ومنطلقاتها، والثانية أخلاقيات العمل الإعلامي والثالثة وجوب إعمال العقل لسبر أغوار المعرفة. ولهذا كان شعار الدورة “الإعلام سلاح الحق والمعرفة “المعرفة قوة”.
وعلى هذه الركائز الثلاث كان البناء. فالإعلام بالنسبة لنا، رسالة، والرسالة التي نحمل، هي تحصين مجتمعنا، وبذل كل ما نستطيع في سبيل وحدته وخيره وفلاحه، هي رسالة الإنسان الجديد المشبع بقيم الحق والخير والجمال، والذي يفيض عزاً وكرامة وإقداماً في الدفاع عن أرضه وشعبه وقضيته.
واعلموا يا رفقائي، أن مئاتٍ بل آلافَ الوسائل الإعلاميّة في عالمنا العربي، تمارس التضليل وتبثّ سموم الفتنة والتحريض والانحلال والتفتيت والتشظية والتدمير. هذه وظيفتها، وهذا دورها وهذا دأبها، والمشغّل واحد، هو عدوّ بلادنا وعدو المجتمعات العربية.
وأكد أن إعلامهم يتلطّى خلف شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ليمارس التعمية على جرائم القتل المتمادي بحق الإنسان في بلادنا.. وها هم أبناء شعبنا في فلسطين أطفالاً ونساء وشيوخاً على مقصلة الموت العنصريّة الصهيونيّة منذ ما يقرب المئة عام إلى اليوم. إنّ الإعلام المدفوع والمأجور يحاول محو ذاكرتنا بافتعال شعارات فضفاضة كي ننسى احتلال فلسطين وجرائم العدو الصهيوني ومجازره بحق الفلسطينيين، لكننا لم ننسَ ولن ننسى.
وتساءل: أي إعلام، هذا الذي يدعم الإرهاب ويسير في صفه ويصنّفه ثورة. هذا ليس إعلاماً بل إرهابٌ موصوفٌ استهدف سورية منذ العام 2011 وعاث تحريضاً على القتل والتهجير والتدمير والحصار، ولا زال يستثمر في الحصار الاقتصاديّ المفروض على السوريين، لتأليبهم على الدولة السورية التي مهما اشتدّت الأزمات التي تحاصرها، لن تخضع ولن تساوم، بل ستبقى صامدة وستحقق المزيد من الانتصارات.
وأكد أن الاحتلال الصهيوني والأميركي والتركي لأجزاء من الأرض السورية، ليس قدراً لا يُردّ، بل سيُردّ طال الزمن أم قصُر، والأميركي مهما بلغ من الغطرسة والعتوّ لن يستطيع الاستمرار في الاحتفاظ بقواعده وسرقة نفط السوريين وقمحهم ومحاصيلهم، لأنه لن يستطيع البقاء طويلاً على الأرض السورية. فالأرض أرضنا، وشعبنا لن يتخلى عنها مهما كانت التضحيات.
وشدد مقارناً على أن إعلامهم يمتهن التضليل والتحريض لتقويض وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، ويدفع باتجاه انقسام اللبنانيين طوائفَ ومذاهبَ وتحويل البلد إلى محميات وفدراليات هي ضالة “الديوك” الذين يستثيرون الغرائز بصياحهم الفتنويّ التفتيتيّ..
إعلامهم، لا يعبأ بالدستور، بل ينكأ جراحات حرب أدمت قلوب اللبنانيين، والغاية هي الانقلاب على الدستور وتعميق الأزمات وانحلال الدولة ومؤسساتها.
إعلامهم، يضرب القيم المجتمعيّة في صميمها، ويستهدف عناصر قوة لبنان بمقولات أكل الدهر عليها وشرب.
أما إعلامنا فهو إعلام الدفاع عن وحدة لبنان، والتصدّي لكل مشاريع التقسيم والتفتيت والفدرلة، والتشديد على تطبيق الدستور بكل مندرجاته الإصلاحية، وفي مقدمها القانون الانتخابي خارج القيد الطائفي وعلى أساس لبنان دائرة واحدة.
إعلامنا هو إعلام القيم والتحرّر من قيود التقاليد والموروثات البالية، لكنه قطعاً ليس إعلاماً يروّج للانحلال المجتمعي. في مفاهيمنا حقوق الإنسان مصونة، وحق الإنسان أن يكون على طبيعته، وليس وفق مشيئة مختبرات الشذوذ.
إعلامنا ليس حيادياً على الإطلاق، بل إعلامٌ حرٌّ مقاومٌ، والمقاومة بالنسبة لنا هي البوصلة وهي العز والكرامة، وهي السبيل لتحرير ما تبقى محتلاً من أرضنا. لذلك نؤكد أننا متمسّكون بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأن طعن المقاومة في الظهر خيانة لا تغتفر.
إعلامُنا يشدّد على الحوار والتلاقي، وانتخاب رئيس للجمهورية وملء الشواغر في كل مؤسسات الدولة لانتظام عملها وتحمّلها مسؤولياتها، لأننا مع مشروع الدولة القوية القادرة وضد مشاريع الطوائف والمذاهب وديوكها.
راقبوا جيداً أحداث مخيم عين الحلوة. في هذه الأحداث عناصر مدانة بالإرهاب، وترويع أبناء المخيم أحدث حالة نزوح من داخله وبعض الجهات سارعت الى إقامة خيم لها خارج المخيم تزامنا مع حركة نزوح سوريين الى لبنان، تؤكد تقارير أمنية أن بينهم ارهابيين، فهل بدأ الشغل على إغراق لبنان بالإرهابيين تحت مسمى النزوح وتفجير الوضع برمّته؟!
واستدرك بإنها أسئلة مشروعة، خصوصاً في ظل المعلومات عن قيام جمعيّات عديدة بتقديم مغريات لتشجيع حركة النزوح من الشام إلى لبنان.
إعلامُهم كذب وافتراء ونفاق. إنه غبّ طلب المشاريع الاستعماريّة ليمهّد طريق نصرتها على شعبنا.
أما إعلامنا، فهو إعلام الحق والحرية، «الحق والحرية هما قيمتان أساسيّتان من قيم الإنسان – المجتمع!
كل مجتمع يفقد هاتين القيمتين يفقد معنى الحياة السامي.
الحياة بدون هاتين القيميتن عدمٌ!”.
وختم: إعلامُهم خنوع وذل ومساومات وهرولة وتطبيع.
أما إعلامنا فهو يجسّد مضامين الصراع، لأننا حركة صراع. وسعاده هو القائل “لو لم نكن حركة صراع لما كنا حركة على الإطلاق.. لا تكون الحياة بلا صراع”.. (سعاده). فعلى صراط الصراع مستمرون، ماضون نحو الانتصار، هذا نهجنا وهذا دأبنا. المستقبل لكم فكونوا على قدر تحديات أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
وفي الختام سلّم حردان وقنديل المُحاضرين كتاب شكرٍ وتقديرٍ ونُسخةً من كتاب الأيقونة. وانضم إليهما رفعت والحسنيّة حيث جرى توزيع الشهادات على المشترِكين.