مانشيت

إنجاز صفقة التبادل بين واشنطن وطهران بشراكة مسقط والدوحة… و6 مليارات $ عادت لإيران / قائد الجيش لنقابة الصحافة عن رئاسة الجمهورية: لا تهمّني ولا تعنيني ولم تكن موضوع بحث مع أحد/ الخماسية تجتمع اليوم في نيويورك… ميقاتي وأبو حبيب بحثا تعقيدات ملف النازحين مع نولاند/

كتب المحرّر السياسيّ
في خطوة يصعب تصديق حصرها في الإطار التقني المتصل بتحرير السجناء بين واشنطن وطهران، تبادلت حكومتا أميركا وإيران بعد مفاوضات امتدت لسنتين، بشراكة سلطنة عمان وقطر، خمسة سجناء من كل من البلدين، بينما حصلت إيران على تحرير ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية التي كانت مجمّدة في كوريا الجنوبية بفعل العقوبات الأميركية، وصعوبة تصديق الإطار التقني الذي يتحدث عنه الأميركيون، يعود الى أن الصفقة تجعل كل نظام العقوبات مجرد مسرحية، حيث تؤدي العقوبات إلى تجميع الأموال الإيرانية بالمفرق وتحويلها لإيران بالجملة، أما الحديث عن حصر استخدامها بالشؤون الإنسانية، فيكفي للرد عليها معرفة أن انفاق إيران على الصحة وحدها يزيد عن عشرين مليار دولار، وبدلاً من إنفاقها من الداخل الايراني، تستطيع طهران بما حصلت عليه وما يمكن أن تحصل عليه من أموال مشابهة مجمّدة لدى اليابان والعراق، بحيث يصل المجموع الى 20 مليار دولار تغطية موازنتها الصحية الإجمالية من الأموال المحررة، وتحويل الأموال التي كانت سوف تنفق من موارد الاقتصاد الإيراني، ومداخيل الخزينة العامة للدولة إلى مجالات أخرى، لا يوجد ما يمنع تحويلها للنشاط النووي او العسكري او دعم قوى المقاومة، وهي المجالات التي تحاول واشنطن القول إن الإفراج عن الأموال الإيرانية لن يغذّيها، بينما تتوقع مصادر متابعة للملف نقلاً عن شركاء التفاوض إن هناك ملفات أخرى قيد البحث والتفاوض، وإن الإيجابية الإيرانية والأميركية تجاه المسألة المينية، في ظل الاتفاق السعودي الإيراني، قد مهدت للقاءات التفاوض التي تجري في السعودية مع وفد من أنصار الله يزورها بدعوة من الحكومة السعودية.
لبنانياً، بينما تجتمع اللجنة الخماسية التي تتابع الملف الرئاسي في نيويورك اليوم، وتستمع الى المبعوث الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان وتجدد تفويضه ليعود مطلع الشهر المقبل ويواكب دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، أعلن قائد الجيش العماد جوزف عون أمام وفد من نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، أن رئاسة الجمهورية لا تهمّه ولا تعنيه وأنه لم يتحدث عنها مع أحد ولم يحدثه عنها أحد.
في نيويورك، اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور وزير الخارجية عبد الله بوحبيب إلى معاونة وزير الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند التي تدير ملفات العقوبات والحرب الناعمة في وزارة الخارجية الأميركية من النيجر الى السودان وصولاً إلى أوكرانيا وروسيا والصين، وتقف وراء استخدام ملف النازحين للضغط على لبنان، وبدا من التصريحات أن مناخاً إيجابياً انتهى إليه الاجتماع، دون أن يعلم هل أن الإيجابية تعبير عن ضعف لبناني في التخاطب مع نولاند، أم نجاح لبناني في تظهير خطورة الوضع واحتمال اضطرار لجوء لبنان الى خيار فتح البحر امام النازحين الوافدين إليه ما لم تؤخذ مصالحه وموافقة بعين الاعتبار، لجهة دعم خططه لإعادة النازحين بالتنسيق مع الدولة السورية.

تتجه الأنظار إلى نيويورك حيث تجتمع اليوم اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني على هامش انعقاد الدورة السنوية لاجتماعات الامم المتحدة، وسط ترقب لما ستخرج به اللجنة الخماسية من بيان أو توصيات حيال الأزمة اللبنانية والاستحقاق الرئاسي، وذلك غداة الجولة التي قام بها مبعوث الرئاسة الفرنسية جان ايف لودريان على المسؤولين اللبنانيين، على أن يعود الى لبنان أوائل الشهر المقبل لاستكمال مشاوراته النهائية قبل الخطوة المقبلة والتي ستكون بحسب مصادر «البناء» طاولة حوار يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مجلس النواب، وقد تكون برعاية فرنسية وعربية ودولية متجسّدة باللجنة الخماسية.
وأكد الرئيس بري أنه في أعقاب الحوار سيدعو الى جلسة انتخابية تشبه جلسات انتخاب البابا في روما.
ولفتت مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله لـ”البناء” إلى أن الثنائي “منفتح على الحوار بكافة أشكاله ومستعد لأن يبحث كل الخيارات ومخارج الحلول على طاولة الحوار أو النقاش أو التشاور، فليسمّوها ما يشاؤون، لكن التواصل المباشر هو طريق الخلاص الوحيد وهو المعبر الأساسي لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن المعارضة ترفض المرشح الذين ندعمه من دون سبب مقنع وكذلك ترفض منطق الحوار والتشاور وتتلطّى خلف شعارها: نؤيد الحوار الثنائي ولا نتحاور الا على الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، وهي في حقيقة الأمر تريد إطالة أمد الفراغ خدمة لمصالح خارجية ولتحقيق أهداف شخصية وسياسية، وتريد المعارضة استمرار الأزمة اللبنانية لأنها تعتاش على الأزمات والدعم الخارجي لمواجهة المقاومة”. وتساءلت المصادر: “هل سلاح المقاومة هو الأولوية أم انتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية؟ هل يريدون نزع سلاح حزب الله بالقوة؟ وهل يستطيعون ذلك طالما “اسرائيل” لم تستطع؟ وكيف سنحل مسألة السلاح والاستراتيجية الدفاعية من دون انتخاب رئيس للجمهورية؟ وكيف ننتخب رئيس للجمهورية من دون حوار؟ ما يعني أنهم لا يريدون حواراً ولا رئاسة، ولا استراتيجية دفاعية، بل يريدون استخدام الفراغ للتصويب على المقاومة وخدمة المشروع الأميركي الاسرائيلي».
وشددت المصادر على أن الثنائي “لا يعطل انتخاب الرئيس بل من حقه الطبيعي دعم ترشيح أي مرشح، ومستعدون خوض أي معركة رئاسية به، لكن مستعدون بالوقت ذاته للحوار على كافة الخيارات، من ضمنها خيار سليمان فرنجية أو غيره إذا كان يحقق الأهداف نفسها التي نسعى الى تحقيقها وأهمها الحفاظ على سيادة لبنان وحماية أرضه وجوه ومياهه وثروته النفطية والغازية ووضع خريطة طريق للخلاص الاقتصادي ومواجهة الحصار الأميركي المالي والاقتصادي ووضع حد لسياسة إفقار الشعب والدولة، لكن لا أحد يتوقع أن نتنازل عن مرشحنا كرمى لأعين الأميركي وحلفائه في لبنان. ولذلك لا نبحث الآن بمرشح غير فرنجية ومرحلة قائد الجيش لم تحن بعد ولم نناقشها حتى الساعة”.
ونصح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في تصريح تلفزيوني، من يعمل في الخارج لمرشّحين رئاسيّين ألا يدعموا مرشّحاً يخالف وصوله الدستور مثل قائد الجيش جوزيف عون.
وفي سياق ذلك، أكد النائب طوني فرنجيّة بأن “رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة لم يكن يوماً عائقاً أمام الحلّ، ولكنّ انسحابه ليس مطروحاً حاليّاً، وحين تطرح الحلول على الطاولة نبحث في الأمر”. وأوضح فرنجيّة في حديث تلفزيوني، بأن “قائد الجيش جوزيف عون كان مطروحاً كمرشّح منذ البداية ولكنّ اسمه ظهر أخيراً إلى الضوء، وزيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد إلى بنشعي غير مرتبطة بلقائه مع العماد عون».
واكد فرنجيّة بأننا “مع الحوار من دون شروط مسبقة، والوضع الاقتصادي لا يحتمل المزيد من الانتظار”.
ولفت قائد الجيش العماد جوزف عون أمام وفد نقابة الصحافة برئاسة عن ملف رئاسة الجمهورية “ما بيهمّني وما بيعنيني ولم يبحثه أحد معي ولم أبحثه مع أحد”.
الى ذلك، كما سيحضر الملف اللبناني في مشاورات سيعقدها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع البابا فرنسيس في مارسيليا، وفي اجتماع لسفراء أعضاء الخماسي مقرّرة هذا الاسبوع في الفاتيكان لبحث خريطة طريق عمليّة إنقاذّية. وأفيد أنّ الموفد القطري الذي كان سيصل إلى بيروت هذا الأسبوع أرجأ زيارته إلى مطلع الشهر المقبل، أي في أعقاب مباحثات بين دول المجموعة الخماسية في نيويورك. وأشارت المعلومات الى أنّ زيارة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي ستكون في 5 تشرين الأول المقبل.
ووصل الى نيويورك، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة السنوية الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويضم الوفد اللبناني الى الاجتماعات وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والقائمة بأعمال بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بالإنابة جان مراد. ووفق البرنامج سيلقي الرئيس ميقاتي كلمة لبنان أمام الجمعية وسيعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات مع رؤساء الوفود المشاركة. كذلك سيشارك رئيس الحكومة في الجلسة الافتتاحية لـ”منتدى الأمم المتحدة للتنمية المستدامة” وسيلقي كلمة في المنتدى عند الرابعة والنصف بتوقيت نيويورك (الحادية عشرة والنصف ليلاً بتوقيت بيروت) ومن ثم يجتمع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في مقر الامم المتحدة.
وتوقعت أوساط سياسية لـ”البناء” أن تنعكس التطورات الإيجابية على خط طهران – واشنطن لجهة تبادل السجناء والإفراج عن أموال إيرانية في مصارف أجنبية، على الملف اللبناني، فضلاً عن المستجدات الايجابية في الملف اليمني لجهة استضافة السعودية الوفد السياسي من أنصار الله لإجراء مفاوضات لتثبيت وقف النار وايجاد حل سياسي للحرب في اليمن. لافتة الى الترابط بين الساحتين اللبنانية واليمنية، مسجلة ملاحظة أنه عندما تقدمت المفاوضات في اليمن رفعت السعودية نسبة تأثيرها الإيجابي في لبنان عبر جمع النواب السنة في السفارة السعودية حتى السنة المنضوون في فريق المقاومة، وتغطية زيارة لودريان الى لبنان”، متوقعة انفراجاً مفاجئاً في لبنان فور انفراج الملف اليمني لارتباطه مباشرة بالأمن القومي في السعودية.
واعتبر السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف، في بيان، أن “لبنان ينتظر حواراً سياسياً صريحاً”، لافتاً الى أن “المبادئ الأساسية لهيكلية الدولة اللبنانية، تتضمن التعايش السلمي بين جميع فئات المجتمع المتنوع”.
ولفت روداكوف، الى أنه “منذ إبرام الميثاق الوطني، اتسم هذا التعايش بروح حسن الجوار وتحقق بفضل التوافق والتفاهم المتبادل بين القوى السياسية والدينية الرائدة في البلاد”.
على صعيد آخر، أكد قائد الجيش في موضوع تهريب النازحين عبر الحدود، أن التهريب مضبوط الآن بنسبة تصل الى 85 في المئة، وقال الحدود شاسعة ومفتوحة ومتداخلة، ولا نملك العديد الكافي ولا الإمكانات اللوجستية لضبطها بالكامل، واكد أن ضبط التهريب مسؤولية مشتركة تبدأ بالمواطن مروراً بالبلديات والادارات الرسمية وصولا الى الجيش.
وقال قائد الجيش ألا نية ولا سعي لدى الجيش لدخول مخيم عين الحلوة، وأضاف: اتخذنا كل الإجراءات ونشرنا قوة عسكرية حول المخيم لمنع تمدد القتال الى خارجه.
وركز قائد الجيش خلال لقائه نقابة الصحافة على موضوع الأمن، فقال أولويتنا الأمن، ونعمل ليل نهار على ضبطه، فالسلاح منتشر ومتفلت، والقضاء لا يساعدنا في ضبط المتفلتين والمرتكبين والمخلين. أما في مسألة الحدود البرية، فتحدث عما وصفه باهتمام اميركي لترسيم الحدود البرية.
وكان مخيم عين الحلوة شهد هدوءًا حذراً خلال الأيام القليلة الماضية، مع تسجيل خروقات لاتفاق وقف اطلاق النار الذي لا يزال ساري المفعول، لكن الجمر تحت الرماد وفق ما تشير أوساط فلسطينية مطلعة لـ”البناء”، مشيرة الى أن عدم تسليم قتلة الهرموشي وإخلاء المجموعات المتطرفة المدارس سيدفع حركة فتح الى فرض هذا الأمر بالقوة العسكرية. متهمة أطرافاً خارجية بالاستمرار بتمويل المجموعات المتطرفة في المخيم لأهداف أكبر من لبنان تتعلق بإنهاء حق عودة اللاجئين في المخيمات. ورجحت الأوساط تكرار الاشتباكات في أي وقت طالما بنود اتفاق وقف اطلاق النار لم تطبق.
وعلمت “البناء” أن موفد الرئيس الفلسطيني عزام الأحمد لا يزال في لبنان وسيبقى خلال الأسبوع المقبل لمتابعة مفاوضات تطبيق بنود الاتفاق وتثبيت وقف اطلاق النار، وسيجري مروحة اتصالات ولقاءات مع قيادة فتح والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف لبنان ومع المرجعيات اللبنانية وهيئة العمل المشتركة.
على صعيد آخر، اجتمع مجلس القضاء الأعلى تزامناً مع بدء السنة القضائية مع القضاة العدليين في قاعة محكمة التمييز في قصر العدل في بيروت، حيث جرى عرض الجهود المبذولة في سبيل تحسين ظروف العمل القضائي وضرورة تسييره وتفعيله، وقرر المجلس إبقاء جلساته مفتوحة مواكبة للظروف كافة. وعلمت “البناء” أن مئة قاض قرروا الاستمرار باعتكافهم حتى تحقيق مطالبهم بتحسين رواتبهم ومخصصاتهم، وتعهد رئيس المجلس القاضي سهيل عبود بالعمل لحل الملف.
ودخل مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان على خط الخلاف الحاد بين وزارة الداخلية ومديرية قوى الأمن الداخلي، لترطيب المناخات ورأب الصدع. في السياق أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن “لا خلاف شخصياً مع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ونقوم بمهمتنا بكل الأطر المحددة، وهذه العلاقة تحكمها القوانين”.
وبعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى قال الوزير مولوي “المدير العام يقوم بمهامه ووزير الداخلية يقوم بمهامه وفق الدستور والمادة 66 التي تجعله على رأس إدارته وتجعل من وزير الداخلية وزير سلطة على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وليس وزير وصاية، ونحن نتابع حماية مؤسساتنا وحقوق الأجهزة الأمنية. هذه المؤسسات الأمنية العريقة والمؤسسات الإدارية وقادتها ومتابعة عملها الحثيث في سبيل تأمين الأمن للبنانيين الذي هو أولوية في هذه الظروف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى