دردشة
الهاربون من الحوار
يكتبها الياس عشّي
أهمية الحوار في السؤال الذي يُطرح، وليس في الإجابات التي يتلقاها السائلون، لأنّ السؤال هو الطريق إلى المعرفة، ومن يرفض الحوار يعني أنّ لديه أفكاراً جامدة ومسبقةً، وأنه لا يريد أن يعرف، وأنه ديكتاتوري، ومسطّح، وفارغ، وجاهز لرفض الآخر.
السياسي المثقف لا يهرب، يواجه، ويتحدّى، ويُفسح في المجال للعقل المبدع، لأنّ الأفكار الجيدةَ هي التي تنتصر في النهاية مهما كان الحوار ساخناً.
والسياسي المؤمن بما يفكّر به، لا يهرب، يبقى في المكان مسرحِ الأزمةِ، ويترك بصماتِه على مستقبل الوطن الذي يحلم به ويريده.
والمحاور الجدّيّ لا يعيش على الهوامش، ولا على أطراف وطنه، ولا يتلقى الأوامر، ولا تولد أفكارُه في رحِم الآخرين، ولا تُملى عليه أسئلة. السؤال صناعة ذاتية حتّى ولو جاء طعمُه كالخبز المحروق.
صدّقوني إن لم يكن المحاور هو كلّ ذلك، دخلت حلقات الحوار في غربةٍ طعمُها مرٌّ!