مقالات وآراء

القنبلة الديمغرافية والأزمة الداخلية «الإسرائيلية»

‭}‬ حمزة البشتاوي
يتشكل المجتمع الإسرائيلي حالياً من ما يسمّى بالعلمانيين 45% والمتديّنين 25% والحريدية بمدارسها المختلفة 16%، وجميعهم لديهم الآن وبفعل الأزمة الداخلية استعداد للعودة إلى البلاد التي أتوا منها على دفعات منذ ما قبل النكبة.
ويقول بعض الكتاب والباحثين الإسرائيليين إنه وعلى الرغم مما فعلته الوكالة اليهودية منذ ما قبل الإنتداب البريطاني على فلسطين باستقدام آلاف اليهود سنوياً من كل أنحاء العالم وشراء الأراضي وتشجيع الإستيطان بخلفية إيدولوجية، يتأثر عملها الآن وذلك بسبب التراجع والتآكل الذي أصاب الجيش الإسرائيلي منذ عام 2000 وما يجري اليوم في فلسطين على صعيد فعل المقاومة إضافة للأزمة الداخلية وفقدان اليقين ببقاء الكيان، مما أدّى إلى تصاعد في عمليات الهجرة المعاكسة التي تؤثر على الوضع الديمغرافي في داخل فلسطين حيث وصل عدد الفلسطينيين اليوم إلى 14,3 مليون منهم 3,19 في الضفة الغربية و 2,17 في غزة و 2,1 في الداخل، إضافة لحوالي 7 ملايين فلسطيني في الخارج، بينما وصل عدد اليهود إلى 6,8 مليون.
وهذا يعني بأنّ اليهود الذين كانوا يشكلون أقلّ من 9% من سكان فلسطين قبل العام 1948، أصبحوا الآن وبعد الهجرات المتتالية وخاصة في فترة التسعينيات يشكلون حوالي 47% من عدد السكان في فلسطين التاريخية، وهذا الرقم قابل للإنخفاض في ظلّ تنامي الهجرة العكسية، حيث قالت نتائج إستطلاع أجرته الإذاعة الإسرائيلية (كان) بأنّ أكثر من 25% من اليهود والبالغين فوق 18 سنة يفكرون بالهجرة إلى أوروبا تفكيراً جدياً، وأن 60% بدأوا فعلاً بإجراءات الهجرة، وقال أيضاً البروفسور كميل فوكس المختص بإستطلاعات الرأي: إنّ مئات الآلاف من اليهود يتجهون نحو الهجرة واستقدام جوازات سفر أجنبية، وقد فعل ذلك حوالي مليون شخص خلال العام 2022، وهو العام الذي تمّ فيه إستقدام نحو 70 ألف يهودي غالبيتهم من روسيا وأوكرانيا.
وفي سياق الإقبال على الهجرة المعاكسة تفاجأ الناشط الأميركي اليهودي مردخاي كاهانا أحد مؤسسة حركة (لنغادر البلاد معاً) والتي تعمل على إعادة اليهود الأميركيين إلى الولايات المتحدة بالأعداد الكبيرة التي تطلب المغادرة والعودة.
وهذا الكلام والأرقام السابقة رفعت منسوب الخوف من القنبلة الديمغرافية التي ستنفجر بشكل قوي كما يقول الخبير الديمغرافي والرئيس السابق لمركز أبحاث كلية الأمن القومي الإسرائيلي أنون سوفير، مع تقديره بأنّ الأمور قد تعود إلى ما كانت عليه قبل عام 1948 حيث كانت تعيش في فلسطين أقلية يهودية تشكل 9% من السكان، ويتابع تقديراته بالقول: هل نحن قادرون على فهم ما سيحدث عام 2065 عندما يعيش هنا 31 مليون نسمة بينهم 15 مليون يهودي و 16 مليون فلسطيني.
وبلغة هذه الأرقام التي يتحدث عنها الإسرائيليون فإنها وبشكل أكيد ترتبط بتوقعات قادتهم حول بقاء الكيان الذي لم يتوقعوا له أن يعيش لأكثر من 80 عام، وبعض المتفائلين ومنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قالوا إنه من الممكن أن يعيش حتى عمر المائة عام أيّ إلى عام 2048.
وفي حال تأخر أحد الموعدين فإنّ الأمور حتماً ستصل إلى موعد الانفجار الكبير للقنبلة الديمغرافية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى