«الهيئات الثقافية» تستذكر الفنان جورج الزعني في الذكرى 80 لولادته
استذكرت “الهيئات الثقافية” الفنان جورج الزعني، في الذكرى 80 لولادته، تقديراً لمساهمته الفعالة في إثراء العمل الثقافي والوطني في لبنان والعالم.
وقالت في بيان: “جورج الزعني إبن مدينة بيروت الوفي لرسالتها حريص على أن لا يغيب حبه لمدينته والتزامه بوطنيته وتحسسه بجراح أمته عن معارضه، حيث كان يعتبر الفن رسالة وجسراً بين الإنسان والإنسان، وبين البشر وقضاياهم الإنسانية العادلة. جورج الزعني علم من أعلام الثقافة والفن ترك عبر عطاءاته فرصاً للإحساس بالحق والخير والجمال وإبداعاً بالقلم والصورة خدمة للوطن والمجتمع. وهو أحد أبرز الوجوه التي فرضت نفسها على ساحة الفن التشكيلي خصوصاً والساحة الثقافية عموماً، وسلطت الضوء على دينامية الزعني وانخراطه في عملية البناء الثقافي عبر محترفه ونشاطاته”.
أضافت: «جورج الزعني، دأب خلال أكثر من أربعة عقود متتالية على إبراز القيم الجمالية والإنسانية التي يحملها لبنان، بطبيعته ورجالاته وموارده، ببيئته ومحمياته، بتراثه وثقافته منتهجا طريق الفن بعيداً عن كل اعتبار سياسي، وطريق العلم والمعرفة والبحث الدائم والمستمر. فأقام المعرض تلو المعرض والمهرجان تلو الآخر بجهده وعطاءاته، بمثابرة دون يأس أو انقطاع، مهما اختلفت ظروف البلد، وعلى نفقته الخاصة دون أي لقاء».
وتابعت: “في عام 1978 أسس جورج الزعني “جمعية المكحول للفنون والحرف”، وأقام مهرجان المكحول الأول.
وفي ذلك الشارع الضيق كان جورج الزعني يتنقل بين المشاركين بحيوية لافتة، وفي عامي 1979 و1980 بات مهرجان المكحول الاسم الثاني لجورج الزعني.
وقدّم جورج الزعني تجربة فريدة بدأها في “مطعمه” “سماغلرز إن” عام 1976، وقت ذاك كان الوطن يحترق، آلمه ما يحدث، فقرّر أن يظهر الصورة المشرقة من لبنان عبر المعارض الفنية والثقافية في منطقة متنوعة الثقافة والمذاهب، ألا وهي رأس بيروت.
كان مهرجان المكحول مهرجاناً بكل ما للكلمة من معنى، يضجّ بالسياسيين والفنانين والمثقفين، جميعهم يرفضون الحرب. إلا أن من لم يرد لثقافة الفرح والحياة أن تستمرّ، قام بتفجير المكان وكان جورج من بين الجرحى، وإذ بجورج الزعني يذهب إلى لندن، وأسس هناك “الرابطة الثقافية اللبنانية”، مطلقاً سلسلة مشاريع واحتفالات ومعارض لبنانية وعربية، منظماً الأمسيات الشعرية، والندوات واللقاءات، كجزء من حضور عربي حضاري في العاصمة البريطانية. ولعل أقرب الأعمال إلى قلبه، ما فعله أيام الغربة، حين زرع عام 1993 أرزة في حديقة باترسي بارك في لندن، وسمّى الموقع “جبل لبنان”.
واما الإنجاز الأبرز له والمستمر، هو تأسيسه مهرجان بيت الدين العالمي في العام 1985، كردّ عنيد على توقف مهرجانات بعلبك حينها”.
وقالت: “الاستاذ صقر ابو فخر يصف الزعني بأنه «طائر يسابق الغيم»، وقال عنه: «عام 1978، سمعت، للمرة الأولى، بجمعية المكحول للفنون والحرف، وشاهدت، بمتعة غامرة، مهرجان المكحول الأول حين كانت بيروت تخرج بصعوبة من حرب السنتين. وفي ذلك الشارع الضيق، رأيت جورج الزعني يتنقل بين المشاركين بحيوية لافتة. وفي عامي 1979 و1980، صار مهرجان المكحول الاسم الثاني لجورج الزعني الذي يسرّه أن يردد أن الشاعر الشعبي البيروتي عمر الزعني هو قريبه، على رغم اختلاف الانتماء الديني.
لكن هذا الفارق لم تكن له أي قيمة في منطقة رأس بيروت التي اشتهرت بأن المسيحيين فيها أبناء خالات المسلمين بالرضاعة والمجاورة».
ولعل أقرب الأعمال إلى قلب الزعني، ما فعله أيام الغربة، حين زرع عام 1993 أرزة في حديقة باترسي بارك في لندن، وسمّى الموقع «جبل لبنان». حينذاك، تمكن من الحصول على رعاية نائب المنطقة لهذا الحدث، بل جعله يرقص الدبكة اللبنانية أيضاً”.
وختمت: «بحلة فنية أصدر جورج الزعني قبل رحيله إلى النور كتاب «تماثيل لبنان/أسماء لوطن» عن منشورات الجامعة اللبنانية وبحجم موسوعي، مكرساً للمشاهير والمجاهدين والشهداء الذين خلد اللبنانيون ذكراهم بنصب وتماثيل في الساحات والأماكن العامة، على مرّ الأعوام. جورج الزعني ترك أثراً في نفوسنا.
جورج الزعني، ليت لقاءاتنا سوية تعود مرة أخرى، سأشتاق اليك دوما».