المبادرة السعودية عام 2002 والحديث اليوم عن التطبيع…؟
} عمر عبد القادر غندور*
أوردت «فوكس نيوز» الأميركية مقتطفات من حديث أدلى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ونقلته وكالة الأخبار السعودية نفى فيه صحة تقارير تفيد بتوقف محادثات تطبيع العلاقات مع «إسرائيل»، ومؤكداً الاقتراب كلّ يوم من التطبيع.
وقال ابن سلمان: «سنرى إلى أين سنصل، نحن بحاجة الى حلول، والمفاوضات مستمرة، ونأمل ان نصل الى حلّ يسهّل حياة الفلسطينيين، ويعيد لإسرائيل اعتبارها كعضو في الشرق الأوسط، فيما تزايد حديث الإسرائيليين عن قرب التطبيع مع السعودية، لكن الرياض أكدت انه لن يحدث مثل هذا الأمر إلا بعد حلّ الصراع بين إسرائيل والفلسطنيين».
نحن من بين الذين قدّروا الإنجازات الكبيرة التي قام بها ابن سلمان، والتي نقلت المملكة الى المكان المرموق في صدارة الدول القادرة والمتمكّنة على كلّ صعيد، بالإضافة الى تحويل المملكة الى قبلة حاضنة للثقافات والاستثمارات الاقتصادية والرياضية والحضارية والفنية والعصرية على كلّ صعيد .
أما التوجه الى وقف المجازر التي يتعرّض لها الفلسطينيون قتلاً واجتياحاً واعتقالاً في ديارهم وأرضهم على مسمع ومرأى العالم، فمن الواجب وضع حدّ لهذه المأساة الإنسانية منذ 80 عاماً، والتي ليس لها مثيل في التاريخ.
ويستحضرنا موقف المملكة العربية السعودية في القمة العربية التي انعقدت في بيروت يومي بين 27 و 29 آذار 2002 في عهد فخامة الرئيس المقاوم العماد إميل لحود، وفي خلالها أطلقت السعودية مبادرتها على لسان رئيس الوفد السعودي ولي العهد الراحل عبد الله بن عبد العزيز (الملك لاحقاً) باسم «مبادرة السلام» مقابل انسحاب «إسرائيل من الأرض العربية المحتلة، وأعلن الرئيس لحود يومها: «كلّ السلام مقابل كلّ الحقوق».
ومن خلال متابعتنا لكلّ جديد حول هذا الموضوع الهام جداً، فقد حذر في الساعات الماضية حلفاء لنتنياهو في الائتلاف الحكومي من «تقديم تنازلات» لصالح الفلسطينيين مقابل صفقة تطبيع العلاقات مع السعودية، وقال وزير الأمن القومي المتعصب والمتهوّر بن غفير انّ حزبه وآخرين سينسحبون من الائتلاف الحكومي إذا قدمت «الحكومة» تنازلات للفسطينيين!
وكان نتنياهو أعلن من على منبر الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي «أنّ إسرائيل على عتبة إقامة علاقات مع السعودية»!
ويبقى السؤال: هل يتمّ ذلك قبل الانتخابات الأميركية او بعدها؟
بعد ان رضي المقتول ولم يرض القاتل في دولة الاحتلال !
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي