اللقاء الإعلامي الوطني… لهذه الأسباب يكرّم الوزير المرتضى
} حسن حردان
تحت شعار حرية التجارة برّرت الرأسماليات الغربية الاستعمارية حروبها للسيطرة على دول العالم ونهبت خيراتها، وأفقرتها لصالح بناء المراكز الرأسمالية وتحقيق تقدّمها ورفاهيتها واستقرارها على حساب الشعوب الأخرى…
وتحت شعار العولمة ورفع القيود من أمام حركة الشركات وانتقال رؤوس الأموال، سيطرت الشركات الرأسمالية المعولمة على اقتصاديات الدول وحققت الأرباح الطائلة وحوّلتها إلى البنوك في المراكز الرأسمالية، فارضة عولمة رأسمال بدلاً من العولمة الإنسانية…
واليوم تحت شعار إشاعة الحرية المثلية، تريد الإدارات الرأسمالية الغربية بقيادة أميركا استباحة قيَم الشعوب ومرتكزات مجتمعاتها والعبث ببنيانها الأخلاقي وتماسكها بدءاً من تفكيك العائلة التي تشكل الأساس الذي يُشاد المجتمع على أساسها، ومن ثم النفاذ إلى مؤسسات التعليم، التي يجري فيها تنشئة الأجيال، لتكون أيضاً بمثابة التربة التي تتأسّس فيها هذه العملية التي تندرج في سياق الحرب الناعمة التي تستهدف غسل عقول الأجيال الطالعة والسيطرة على أفكارها بجعلها أسيرة هذه الأفكار الغربية بما يؤدّي إلى التحكم بها وتوجيهها وفق الأهداف التي تسعى إليها وهي خدمة مشاريعها وغاياتها ومصالحها السياسية والاقتصادية.. لأنّ كلّ ما تروّج له الإدارات الغربية الاستعمارية إنما يستهدف أولاً وأخيراً إحكام قبضتها وسيطرتها على الدول والشعوب بما يمكّنها من جعلها خانعة ومستلبة وفاقدة الإرادة لمواصلة، أو للاستيلاء على ثرواتها…
من هنا فإنّ اللقاء الإعلامي الوطني إذ يكرّم وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى يوم غد الخميس، دعماً لموقفه في رفض محاولات ترويج وتشريع المثلية في مجتمعنا، إنما يقوم بذلك في سياق تحمّله للمسؤولية الوطنية في تنكّب مهمة خوض المعركة الثقافية لتحصين مجتمعنا في مواجهة محاولات تفكيكه وتمزيقه عبر إشاعة الشذوذ الجنسي… والتحذير في الوقت نفسه من خطورة ما تروّج له في هذا السياق مجموعات الأنجيؤوز ونوابها المعروفون بارتباطاتهم الغربية، وبعض وسائل الإعلام المموّلة جميعها من وكالات ومنظمات غربية، ليكونوا أدوات في الحرب الناعمة التي تشنّها الإدارات الغربية على مجتمعاتنا العربية وداخلها لغسل عقولها واستمالتها وتحريكها بما يخدم أهدافها الاستعمارية.. لذلك لا يجب التهاون في مواجهة هذه الهجمة على مجتمعاتنا، لا سيما أنّ هناك من يساعد إدارات الغرب على تحقيق غاياتها الخبيثة والخطيرة في آن.. الأمر الذي يستدعي التسلح بالوعي لمنع اختراق مجتمعنا تحت شعار «احترام حرية الأفراد»، لأنّ هناك فرقاً شاسعاً بين الحرية واستباحة قيَم المجتمع…
لهذا فإنّ تكريم الوزير المرتضى إنما يهدف إلى جانب تقدير موقفه ودوره الهام في التصدي لمحاولة تسويق المثلية، إلى تحصين مجتمعنا وحمايته من تسلل الأفكار التخريبية تحت اسم الحرية، التي يُراد من خلالها إشاعة الشذوذ…