أولى

محمد وسام المرتضى… الثقافة الرسالة

‭}‬ إنعام خرّوبي
إنّ «معركة التثقيف لا تزال في بدئها، إنها جبهة من جبهات حرب العقائد الكبرى. إنها حربنا المقدسة… إن حرب العقائد التي أعلناها نحن حين أعلنا تعاليمنا السورية القومية الاجتماعية تتطلب منا جعل قضية الثقافة في مقدّمة القضايا التي يجب أن نوليها اهتماماً خاصاً، وأن نخطط لها الخطط ونرتب الصفوف»، (أنطون سعاده).
إنّ التحديات الفكرية والثقافية التي نواجهها اليوم والتي تهدف بشكل أساسي إلى القضاء على هوية الأمة بفكرها ورموزها ومعتقداتها وعاداتها وتقاليدها وتراثها، تعيدنا إلى ما ورد أعلاه في محاضرة للزعيم أنطون سعاده في مؤتمر المدرسين (العدد 5 من النظام الجديد – تموز وآب 1948)، حيث اعتبر أنّ التثقيف معركة بحدّ ذاتها، لها أسلحتها واستراتيجياتها وأدواتها، كما أنّ الانتصار فيها لا يقلّ أهمية أبداً عن المعارك العسكرية، ذلك أنّ تحرير العقول وتحصين الفكر ممرّان إلزاميان نحو تحرير الأرض وتحصين استقلال البلاد ومنعتها وبناء الإنسان.
على أبواب كلّ استحقاق حكومي في لبنان، يُفتتح بازار تقاسم الحقائب الوزارية وفق بدعة «السيادية» وغير السيادية، وكما في كلّ مرة تكون حقيبة الثقافة خارج السباق، مع أنّ مقياس تقدُّم الأمم هو بشكل أساسي نتاجها الأدبي والفكري والفني بشعرائها وكتابها وفنانيها، لذلك نجد أنّ الأمم التي حافظت على ثقافتها نالت الحظ الأوفر من التقدّم، بينما الدول التي قصّرت في الاهتمام بالشأن الثقافي وقعت فريسة للأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بل باتت أضعف أمام محاولات الغزو الثقافي.
لقد أعاد وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وزارة الثقافة إلى الصدارة، إلى حيث يجب أن تكون، واضعاً لها نهجاً يخدم الرسالة الحقيقية للثقافة ألا وهي تحصين المجتمع ضدّ الرجعية المهترئة وعدم تشريعه لرياح المشاريع والمفاهيم الغريبة الهجينة، وإنْ لبس بعضها ثوباً زهرياً، فتصدّى للأصوات الشاذة والمشاريع التي تهدّد استقرار البلد وأمنه الاجتماعي والتي تهدف إلى حرف البوصلة عن القضية الأساسية والصراع الحقيقي مع عدو لا يوفر فرصة لمزيد من التغلغل في الأرض والمجتمع عبر أدواته ومأجوريه.
إنّ تكريم اللقاء الإعلامي الوطني لوزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى يوم غد الخميس، ليس تكريماً لشخص بقدر ما هو إعلاء لصوت العقل والضمير في مواجهة ما يُحاك لبلادنا من مؤامرات باتت الآن تطرق أبواب البيوت وغرف الأطفال ومدارسهم وصفحات كتبهم بحرب تدميرية ناعمة تختبئ وراء قوس من الألوان الزاهية لتدمير النشء والترويج للانحلال على أنه حرية.
وفي هذا السياق، يقول عضو اللقاء الإعلامي الوطني د. روني ألفا لـ «البناء»: إنّ «الدفاع عن قدسية الأسرة يرقى إلى الواجب الأخلاقي والمجتمعي ولا يمكن الانتصار في هذه المعركة بتشريع الأبواب لثقافة الشذوذ فنحن مجتمع قائم على القيم وبانهيارها نفقد كلّ مناعتنا»، لافتاً إلى أنّ دعم جهود وزارة الثقافة «بشخص وزيرها تحديداً واجب كلّ ربّ عائلة في لبنان يحرص على حماية أولاده، ولقد خاض الوزير المُرتَضى المعركة في خطوة شجاعة شكلت صدمة للمشروع التدميري وما لبثت القوى الحية أن انضمّت إلى جانبه من فاعليات روحية ومدنية وسياسية».
ويضيف ألفا: «لكن الانتصار في معركة لا يعني كسب الحرب لأنّ المشروع كبير وتمتدّ أذرعه الأخطبوطية خارج لبنان وتُخَصَّص له مبالغ طائلة تُصرَف على التربية الممسوخة والكتب المفخخة»، مشدّداً على «أنّ مفاعيل هذا المشروع تطال الإعلام والتربية أيضاً وتضطلع في تسويقه جمعيات مجتمع مدني باتت معروفة، وعليه من الضروري وضع استراتيجيات مرنة، إنما صارمة وحازمة واستباقية».
ويتابع: «نحن في حالة استنفار، وتكريم وزير الثقافة هو تكريم وتكريس للقيم في شخص الوزير ورسالة للعدو الصهيوني تشير إلى أنه مكشوف وأنّ استنساخ عدوان 2006 منقّح سيكون مصيره مشابهاً للهزيمة التي لحقت به».
ويعتبر ألفا «أنَّ لبنان يتعرّض اليوم لعدوان حقيقي يعادل بشراسته عدوان مدفعية الميركاڤا، وكما تمّ حرقها في وادي الحُجَير عام 2006 سيتمّ اليوم أيضاً حرق دبابات الشذوذ التي تقصف بمدفعية الموبقات».
ويدعو ألفا «الحرصاء والغيارى إلى المشاركة الفعّالة والكثيفة» في الفاعلية التي دعا اليها اللقاء الإعلامي الوطني وإلى «إعلاء الصوت وإبراز الصورة المتراصّة وصولاً إلى دفن المشروع فلا يعود رأس الأفعى يتناسل ويتوالد في جسمنا الوطني».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى