مقالات وآراء

الباطل مُزيّن بثياب الحق المسروقة

‭}‬ جابر جابر
طغى الوهم على العقل، والثقل على الشعور. فبات الوعي أشبه بمريض ينازع البقاء على سرير محاط بالموت.
الهلام نفاق، والمصل مكائد والوخز تلفيق وتحريض.
إنه زمن الانحطاط، فأين الحق؟
الحق في سراديب الزنازين، وأما ما يشبّه إلى الجمع بأنه الحقّ، فهو الباطل مزيّن بثياب الحق المسروقة، يتجوّل بحريّة ليغيّر قاموس المفاهيم.
السرقة شطارة، والاختلاس جدارة، الطعن بطولة، الاعتداء مهارة…
جمع من المساكين، يمتهنون التحريض للترويض، ويحيلون الأخضر من المواسم بركة من الوحل الفاجر، وبعد… يحاضرون بالعفاف.
أين الخير؟
مغيّب في مجاهل الوهم، والبديل شرور على مداها لا شرّ واحد.
الشرور في الأفكار، في تزييف المعتقدات، في ترويض القيم، وتسييس الفكر وشعوذة المبدأ.
الشرور في النطق والقول، الشرور في الفعل المبهم، في النميمة والإشاعة، في التحريض والاتهام والاستنتاج عبثاً…
الشرور في المأكل والمشرب تزويراً وبهتاناً، في السلوك، في التطلعات، في الكيد والنية وما لفّ لفيفهما.
أين الجمال؟
ضائع في المعاني بين تغييب الخير واعتقال الحق.
أضحى الجمال نهشاً على تخوم الجيف، لا لون ولا نكهة ولا مكنون.
يا أيها الذين آمنوا بالحق والخير والجمال، أين أنتم؟ وأين هذا الدين؟
لقد مسخ الحقد القوافي، والجهل النواصي ولم يبق إلا كفر التأويل.
يا أيها العالقون على قشور المعاني، لا يطيق البحر الجيَف، بل يلفظها ولو بعد حين.
قد تصيب النهضة عدوى، إنما التشافي قدر، على قاب قوسين أو أدنى…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى