بين الشذوذ الجنسي والشذوذ السّياسي
} شوقي عواضة
حرّمت الشّرائع السّماويّة وجرّمت المثليّة الجنسيّة التي تهدّد الوجود الإنسانيّ واستمرار الحياة البشريّة التي فُطر عليها الإنسان منذ ان خلق على هذه البسيطة. فالفطرة الطّبيعية التي أقرّتها الشّرائع السّماويّة المختلفة والأديان والمذاهب المتعدّدة والقيم الإنسانيّة والأخلاقيّة تقول بأنّ الأسرة هي رجل وامرأة، أنثى وذكر، أمّ وأب، ومن يقول بغير ذلك فهو خارج عن الطّبيعة الكونيّة والبشريّة.
تلك المثليّة التي تشكّل وجهاً من وجوه الحرب الشيطانيّة التي تشنّ على الإنسانيّة جمعاء، حرب مدمّرة خارجة عن المألوف بل هي حرب إبادة تهدف إلى التخلّص ممّا تعتبره القوى الإستكبارية فائضاً سكانيّاً تلك الحرب التي تقودها قوى الشرّ وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأميركيّة وأوروبا حيث سخرت لها كلّ الإمكانات والقدرات في إطارٍ إيديولوجيٍّ يستلهم أفكاره من التلمودية اليهوديّة التي تعيد إلى الأذهان العنصريّة والنازيّة وشعب الله المختار في مواجهة (الغوييم) الذين يعتبرونهم بهائم لأنّهم ليسوا يهوداً (ساميين)!
تلك الحرب التي لا تقلّ خطورة عن حروب الإبادات الجماعيّة وضعت نصب أعينها الدّول السياديّة لا سيّما تلك المتمرّدة على السّياسات الأميركيّة والمناهضة للكيان الصّهيوني، فكان التّركيز على تلك الدّول بدءاً من روسيا وإيران ودول المواجهة مع الكيان وبعض الدّول الإسلاميّة وفقاً لمخططٍ ومنهجيّةٍ مدروسةٍ بإتقان وبإشراف خبراء من كافّة الاختصاصات وتقديم المثليّة الجنسيّة كحقٍّ من حقوق الإنسان مطلقين العنان لمهندس الثّورات الملونة الشّيطانيّة جورج سوروس، برفع شعار المثليّة كأحد مبادئ تلك الثورات، مسخّرين لها كل المؤسّسات الدوليّة التي تهيمن عليها الولايات المتحدة الأميركيّة من منظماتٍ حقوقيّةٍ ومنظمات المجتمع المدنيّ المدعومة من السّفارات الأميركيّة في العديد من الدّول المستهدفة وصندوق النّقد الدولي ووضع قوانين لتشريع المثليّة في العالم وتجريم كلّ من يقف في مواجهتها أو مكافحتها والعمل على ترسيخ المثليّة الجنسيّة والمثليّة الدينيّة والمثليّة السياسيّة من خلال الآتي:
1 ـ تعميم المثليّة الدينيّة بمعنى استهداف (الإسلام المحمديّ الأصيل) بتحويله من دين رحمةٍ ومودةٍ وتقديمه إسلام سيف وذبح وقتل واغتصاب ونسف مبادئه من خلال (الإسلام الأميركي) المتمثّل بداعش وغيرها من المنظمات الإرهابيّة الأميركيّة الصّنع والدّعم.
2 ـ بعد تشويه الدّين الإسلامي إطلاق المثليّة الجنسيّة تحت عنوان حقوق الإنسان وحريّة الاختيار والتّعبير وفقاً لمعايير الديموقراطيّة الشيطانيّة الأميركيّة.
3 ـ دعم وتعزيز بعض الشّخصيّات في تلك الدول السّياديّة وبعض جمعيات المجتمع المدني التي تعمل على قاعدة الأكثر انحلالاً في الأخلاق الأسرع وصولاً إلى السّلطة،
على مستوى (الإسلام الأميركيّ) في مواجهة الإسلام المحمديّ الأصيل فقد شاهد العالم بأسره فظاعة ما قدّمته المنظمات الإرهابيّة من مشاريع في سورية والعراق واليمن ولبنان… وهي جرائم حروب بإسم (الإسلام) لكنّها تستهدف الإسلام وتفريغه من مضمونه وتشويهه ونسف قيَمه بحرق القرآن والإساءة لرسول الإسلام، وهو استهداف لكلّ الأديان بل استهداف للإنسانيّة جمعاء.
على المستوى السياسيّ فقد تكاثر المثليون السّياسيون، وأصبح المتحوّلون سياسيّاً عن الحقّ والمتاجرون بالأوطان وبالشّعوب لا يقلون خطراً عن المثليين الجنسيّين أو المثليين الدّينيين. فالمثلي السّياسيّ الذي جعل من الوطن مزرعة له ولأبنائه واضعاً مصالحه فوق مصالح الشّعب والوطن مستثمراً حتى في دماء شعبه هو خارج عن قضية الأمة الأساسيّة فلسطين، لافتقاده الرجولة في المواقف والعزم في مواجهة الاستكبار والطّغيان معلناً حربه على المقاومة ومصوّباً على سلاحها مستقوياً بأسياده في السّفارات الأميركيّة والأوروبيّة متحدثاً باسم السّيادة التي لا يعرف من مفاهيمها شيئاً ولا يفقه من الحرّية معانيها الحقيقيّة وما هو إلّا عبد للسّفارات لا يعرف الحريّة إلّا في خطابه الذي يخطّه له المكتب الإعلاميّ للسّفارة الأميركيّة، وبالتالي فهو أكثر خطورة على الوطن من المثليّ الجنسيّ الذي أعلن الحرب على الطبيعة البشريّة بخروجه عن الفطرة والمألوف فالمثليّة الجنسيّة تستهدف الإنسان والمجتمعات والأمم والمثليّة السياسيّة تستهدف بوجهٍ آخر أكثر (حضارة ورقيّاً وإنسانيّة) مزيّفين الأوطان والأمم والشعوب وإخضاعها وتحويلها إلى رهينة للأميركيّ والغربي من خلال تقديم كلّ ما تتطلبه تلك الحرب حتى لو اقتضى ذلك تدمير الوطن وفي كلتا الحالتين الهدف واحد تدمير الأوطان وتفتيت مفهوم الأسرة ونسف المجتمعات في حرب يقودها (شعب الله المختار اليهود) و (أصحاب الجنّة من داعش) وغيرها من الحركات التكفيريّة التي تأسّست ونشأت على المبادئ التلمودية اليهوديّة ولخدمتها في العالم.
وأمام هذا التحوّل فإنّ مواجهة المثليّة السياسيّة لا تقلّ أهمية عن مواجهة المثليّة الجنسيّة أو الدّينيّة لأنّ المواجهة مع الشّيطان الأميركي وحلفائه تحوّلت من معركة حدود إلى معركة وجود تتطلّب من الجميع الوقوف بعزمٍ وحزمٍ لحسم المعركة.