نصرالله: لا جديد في الملفّ الرئاسيّ وحقُّنا في المياه والأرض نأخذه كاملاً ولا نُساوم عليه
أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله أن “حقنا في المياه كما حقنا في الأرض نأخذه كاملاً ولا نُساوم عليه في ملفّات أخرى”، مشيراً إلى أنّ “معلوماتنا الأوليّة تُفيد بأنّ كلّ المؤشرات إيجابيّة في البلوك رقم 9”. وـكّد أن الموفد القطريّ يبذل جهوداً يوميّة بشأن الاستحقاق الرئاسيّ “لكن لا يوجد وضوح أو جديد في القريب العاجل”.
كلام السيّد نصرالله جاء في كلمة له خلال المهرجان المركزيّ الذي أقامه حزب الله مساء أمس في الضاحية الجنوبيّة لبيروت لمناسبة ذكرى المولد النبويّ، أشاد فيها بـ”الإحياء اليمنيّ الكبير والعظيم والجميل في العديد من المحافظات والكثير من المدن” لذكرى المولد النبويّ، لافتاً إلى “أنّ هذا الاحياء جاء في ظل ظروف أمنيّة واجتماعيّة واقتصاديّة صعبة”.
وبالمقابل، دان السيّد نصرالله “القتلة المجرمين التكفيرين الذين فجّروا المساجد في باكستان بالمسلمين من أهل السُّنة، فقط لأنّ جريمتهم الوحيدة هي أنهم يحتفلون بمولد رسول الله ويقيمون المراسم في إحياء هذه الذكرى”.
وأعلن أنّ الحزب لن يدخل في السجال السياسيّ في لبنان، خصوصاً مع تصاعد الاتهامات والأصوات العالية.
وعن ملف الحدود البريّة مع فلسطين المحتلة، أكّد السيّد نصرالله أنّه “يُقال الكثير حول موقف المقاومة وحزب الله ورؤيته”، مشيراً إلى أنّه فيما يتعلق بالحدود البريّة “هناك ثلاثة عناوين: النقاط التي يحتلها العدوّ ولبنان يُريد تحريرها، ثانياً شمال الغجر، وثالثاً مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذا الموضوع مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة”.
وشدّد على أنّ “الدولة اللبنانيّة معنيّة بقبول أو رفض الوساطات والوساطة الآتية ستُركِّز على شمال الغجر وفي كلّ الاحوال المسؤوليّة هي على الدولة اللبنانيّة، ولا يصحّ ربط الوساطات حول الحدود البريّة بالملفّ الرئاسيّ فهذا الربط غير صحيح بتاتاً”.
وتابع “البعض يربط مجدّداً بين الحدود البريّة بالتفاوض الإيرانيّ الأميركيّ أو الملفّ النوويّ الإيراني، ألم تتعبوا من التفاهات والسخافات”، مؤكّداً أنّنا “لا نُساوم على حقوقنا في مياهنا وأرضنا وأيّ خطوة ستؤدّي إلى تحرير الأرض سيتم التعاون فيها بين الدولة والمقاومة”. ولفت إلى أنّ المعلومات الأوليّة تفيد أنّ كلّ المؤشّرات إيجابيّة في البلوك رقم 9”.
وأكّد السيّد نصرالله، مسؤولية المسلمين في حماية المسجد الأقصى والدفاع عن القضيّة الفلسطينيّة، مشدِّداً على ضرورة توحُّد المسلمين حول هذه القضيّة وإدانة أيّ تطبيع مع الاحتلال بعيداً عن المجاملات والعلاقات السياسيّة”. وذكّر بحرب تشرين عام 1973، مشيراً إلى أنّه “حين اتحدت مصر وسورية بمساندة عدد من الدول العربيّة، اختنقت إسرائيل، فهذه الوحدة كادت أن تصنع نصراً تاريخيّاً حاسماً”.
وشدّد على أنّ “اتحاد عناصر القوة يولّد الانتصارات والإنجازات”، مؤكّداً أنّ على الأمّة تحمُّل مسؤوليّتها إتجاه ما يحصل في فلسطين المحتلّة، “فهذا الشعب يُحاصر ويُقتل ويجوع كلّ يوم، وعلى المسلمين تحمُّل مسؤوليّة ما يحصل في المسجد الأقصى ولا يجوز إهماله حتى لا تُصبح هذه الاعتداءات أمراً روتينيّاً فيتمّ تقسيمه أو السيطرة عليه وتدميره”.
وأعرب عن أسفه لإتجاه بعض الدول نحو التطبيع، مؤكّداً أنّ “توقيع أيّ اتفاق تطبيع مع الاحتلال يجب أن يُدان ويتم استنكاره لأنّه طعنٌ بالشعب الفلسطينّي والمسجد الأقصى والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة”.
وأكّد أنّ “المسؤول الأول عن النزوح السوريّ إلى لبنان هي الولايات المتحدة الأميركيّة”، مشدّداً “على ضرورة رفع قانون قيصر عن سورية لعودة الآلاف من أبناء شعبها إليها”. ولفت إلى أنّ البعض في لبنان يخلط ما بين “اليد العاملة السوريّة والنازحين السوريين وهذا الخلطُ خاطئ”.
وأوضح أنّ “أحد أسباب النزوح الأمنيّ هو نزوح السوريين بسبب أميركا وأتباعها”، لافتاً إلى أنّ “النزوح السوريّ الثاني وهو النزوح الاقتصاديّ أيضاً بسبب الولايات المتحدة الأميركية، فبعد الحرب تهافتت الشركات العالميّة للاستثمار في سورية وكان من الممكن عودة شعبها إليها، إلا أنّ واشنطن فرضت قانون قيصر على دمشق وفرضت عقوبات على الشركات التي كانت ستستثمر في سورية”.
وأكّد أنّه على “اللبنانيين الذين يشعرون بأنّ النزوح السوريّ يُهدد وجود لبنان، والمرجعيّات الروحيّة والسياسيّة التي لها علاقات متينة مع أميركا والغرب أن تعرف أنّ المسؤوليّة الأولى واقعة على عاتفها وعليها أن تحثّهم على إلغاء قانون قيصر حتى يبقى لبنان”، مشدّداً على أنّه “إذا رُفع قانون قيصر وفُتحت الأبواب أمام الاستثمارات سيعود مئات الآلاف من السوريين إلى ديارهم”.
وتساءل عن دور مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في ملف النازحين السوريين ودعا إلى إنشاء لجنة تشمل كلّ القوى، لتُعالِج مسألة النازحين السوريين.
وأضاف “نحن نسمع من بعض القوى السياسيّة وبعض الإعلاميين، فكرة قابلة للدرس، تقول إنّ على الدولة اللبنانيّة أن تسمح لمن يرغب من النازحين السوريين التوجّه إلى أوروبا وهذا سيؤدّي إلى نتيجة حتميّة هي أنّ الدول الأوروبيّة ستاتي خاضعة إلى بيروت، لتقول ماذا تريدون لإيقاف هذه الهجرة للنازحين وهذا ما قامت به تركيا”.
وأوضح السيّد نصرالله “أنّ السوريين واللبنانيين شعبين يعيشان في جوار بعضهما، ويجب ألاّ يتحول الجو القائم إلى جوّ عداء مع هؤلاء الناس، وألاّ يتجاوز أحد حدود القانون في معالجة ما هو مخالف للقانون”.
وعن انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، أشار السيدّ نصرالله إلى أنَّه “كان هناك فرصة بالحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه برّي لكن هذه الفرصة تم تضييعها بالنكد السياسيّ والمبادرة الفرنسيّة يجب أن نستطلع أين أصبحت”، لافتاً إلى أنّ “الموفد القطريّ يبذل جهوداً يوميّة ولا يوجد وضوح أو جديد في القريب العاجل”.
وعن زعم سيطرة حزب الله على قرار الدولة اللبنانية، قال السيد نصر الله “لو كان حزب الله يسيطر على قرار لبنان لأرسل رئيس الحكومة ليُناقش مع الحكومة السوريّة ملفّ النازحين وهذا من الشواهد على أكذوبة هذا الطرح”. وأضاف “اليوم من يُهدِّد الوضع الديمغرافي في لبنان ليست سورية ولا النازحون هي السياسات الأميركية المستكبرة والقبيحة والوقحة”.
وتابع “أنا أعرف ان السفيرة الأميركيّة في لبنان عندما تعلم أنّ جهازاً أو وزارة قامت بإعادة بعض السوريين لسبب قانونيّ تذهب إليهم وتُجري معهم تحقيقاً أي تحقيق قضائي: “من أخذ القرار وكيف تم الموضوع؟” واللبنانيون عليهم أن يُجيبوا لأنّ سيف العقوبات على الاشخاص مسلط على رقاب اللبنانيين”.
حنينة
وكان رئيس مجلس الأمناء في “تجمّع العلماء المسلمين” الشيخ غازي حنينة ألقى كلمة أكّد فيها أنّه “بالوحدة استطعنا أن نُحقق الانتصارات، من لبنان التحرير وفلسطين الصمود وسورية الثبات واليمن الحاضر والعراق المجيد وإيران الثورة”.
وأضاف “رحم الله الإمام الخمينيّ الذي حذّرنا من الانشغال بالخلافات الفقهيّة، والعدوّ يتربّص بالأمّة”.