«عدس بترابه وكل شي بحسابه»
في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إعلان فصل بين الملفات، ورفض كل محاولة لإنتاج مقايضات بينها، ملف الرئاسة منفصل عن ملف الحدود، وكلاهما منفصل عن ملف النزوح، وملف النفط والغاز في مكانة لا تداخل بينها وبين أي من هذه الملفات، وفق المعادلة الشعبية الرائجة، «عدس بترابه وكل شيء بحسابه».
أقفل السيد نصرالله الباب أمام محاولات التأسيس لمقايضة يريدها الأميركي، محورها محاولة تذاكٍ لاصطياد عصفورين بحجر واحد، فهو يجمع بين يديه الضغط على لبنان بملف النازحين عبر إقفال كل الطرق التي تتيح عودتهم الى بلادهم، مع تشديد الضغط عبر الحصار والعقوبات على سورية لدفع المزيد من موجات النزوح لتنهك لبنان وتضغط عليه، كما يجمع بين يديه الانتهاكات اليومية لجيش الاحتلال لسيادة لبنان، خصوصاً استمرار احتلال أجزاء هامة من أراضيه، بما في ذلك ما نص القرار 1701 على وجوب الانسحاب منه، وبين يديه أيضاً قرار اللجنة الخماسية التي رهنت انتخاب الرئيس الجديد، بالمشيئة الأميركية.
الأميركي يعيش هاجس أمن كيان الاحتلال، لكنه يُخفي قلقه، كما فعل خلال التفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان، ويتوهّم أنه يستطيع مخاطبة المقاومة وفق معادلة تستطيعون إيصال مرشحكم الى رئاسة الجمهورية والتخلص من أعباء النزوح، بمقدار ما تقبلون تبريد الحدود بأقل مقدار من الطلبات من كيان الاحتلال.
يجيب السيد نصرالله، في ملف الحدود حقوقنا واضحة ولا تقبل التفاوض، والتهدئة مقبولة كمطلب شرط إيفاء حقوق لبنان، كما في الحدود البحرية، وفي النزوح ضعوا في حسابكم إمكانية فتح البحر أمام النازحين، فإن المتورّطين في الحرب التي تسببت بالنزوح والحصار الذي يستهدف المقيمين حتى ينزحوا، يجب أن يتلقوا نصيبهم من عائدات ما فعلوا، أما الرئاسة فليست عند المقاومة موضوع مكاسب خاصة يدفع ثمنها، بل خيار وطنيّ لا تردد فيه ولا حياد عنه.
التعليق السياسي