الوطن

اجتماع لنوّاب وشخصيّات احتجاجاً على اقتلاع الأرمن من آرتساخ

اجتمع عددٌ من الشخصيّات الرسميّة والروحيّة وممثّلي جمعيّات وروابط، في فندق «لوغبريال» في الأشرفيّة، تضامناً مع الشعب الأرمني واحتجاجاً على «اقتلاعه من إقليم آرتساخ، وما جسّده من نيّات مبيّتة في إلغاء شعوب ومجموعات حضاريّة بأكملها، من دون أيّ اكتراث بالمواثيق والشرائع الإنسانيّة والحقوقيّة والدينيّة، وبالحقّ الطبيعيّ بالوجود والبقاء».
شارك في الاجتماع النوّاب: ميشال موسى، هاغوب بقرادونيان وجهاد بقرادوني، وزراء ونوّاب سابقون، نقيب المُحرِّرين جوزف القصيفي، شخصيّات روحيّة
ووفدٌ من منظّمة S.O.S des chrétiens d’orient.
وسأل المجتمعون في بيان على الأثَر «أين الضمير الإنسانيّ العالميّ الذي يُجسّد مجموعة من القيَم المشتركة؟ أين الأمم المتحدة والعالم الذي يدّعي الحريّة والإنسانيّة مما حصل في آرتساخ؟ أين أنتم من تدمير التراث والتاريخ، الأديرة والكنائس؟ إلام هذا الصمت والخيانة؟».
ولفتوا إلى أنّ «القرن الحادي والعشرين سجّل مأساة جديدة للتهجير والاقتلاع وضرب وجود شعب بأكمله، مع ما يعنيه ذلك من ضرب للتاريخ وتمزيق للهويّة الوطنيّة والقوميّة، كما تُثبِت مأساة آرتساخ فشل المجموعة الدوليّة في الحفاظ على ادّعاءاتها بحفظ السلام والأمن وسقوط كلّ شعاراتها».
وإذ أكّدوا تضامنهم «الكامل مع الشعب الأرمني في قضيّته المحقّة»، دانوا «احتلال أذربيجان لإقليم آرتساخ»، داعين «الحكومة اللبنانيّة لإصدار موقف واضح بالإدانة واستدعاء السفير الأذريّ في لبنان وتسليمه مذكرة احتجاج». كما دعوا «وزارة الخارجيّة اللبنانيّة لإصدار بيان إدانة للاحتلال، ولجنتيّ الشؤون الخارجيّة وحقوق الإنسان في مجلس النوّاب اللبنانيّ لاتخاذ موقف واضح ممّا حصل».
كذلك دعوا «مجلس الأمن الدوليّ لعقد جلسة عاجلة لبحث قضيّة ارتساخ، والتشديد على عودة الشعب الأرمني إلى الإقليم»، مطالبين بـ«تشكيل لوبي دوليّ للدفاع عن قضيّة الإقليم واللجوء إلى محكمة العدل الدوليّة ومجلس حقوق الإنسان لحفظ هذه القضيّة».
وأكدوا «العمل على تقديم هذه التوصيات إلى سفارات القوى الدوليّة والإقليميّة المعنيّة بالمأساة والشاهدة عليها».
ورأوا أنّ «خطورة مأساة آرتساخ نابعة أيضاً ليس فقط من صراع المصالح الإستراتيجيّة بل من كونها تترافق مع ارتباكٍ كبير في التعاطي الدوليّ مع قضايا التهجير واللجوء وإدارة التنوُّع في ظلّ استمرار نزف المأساة السوريّة، وتلطٍ وراء توطين النازحين السوريين في لبنان على حساب ديمغرافيّته وكيانه. لذا نقول للجميع: لقد فشلتم في احتواء أزمة تهجير جديدة، فشلتم في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وكذلك على وجود الشعوب وحقّها في الحرية والكرامة الإنسانية». وشدّدوا على «مسؤوليّة القوى الكبرى في منع المآسي الإنسانيّة والعمل على احتوائها قبل حصولها».
وخلصوا إلى أنّ «دروس مأساة آرتساخ تدعونا كلبنانيين من كلّ المكونات إلى التبصُّر والمُتابعة، لقد ثبت مجدداً أنّ كيانات ومجموعات، يُمكن أن تُلغى بشطبة قلم. لذلك، تعالوا جميعاً أيّها اللبنانيون، جماعات وقوى سياسيّة ونخباً، للتفكير معاً في كلمة سواء، والتمسُّك بمشروع الدولة لحفظ الوجود والتكاتف، حمايةً لهذا الكيان من كلّ المخطّطات لشطبه بما يمثِّل من رسالة حوار إنسانيّة وبقائه رمزاً للتنوُّع والكرامة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى