دبوس
الطوفان…
انها بداية النهاية، لقد قرعت الطبول، واستُلّ السيف من غمده، ولن يعود إليه إلّا والكيان الزائف قد تلاشى، ماذا لو انطلق أيضاً حزب الله في الشمال مقتحماً المستوطنات والمدن الشمالية؟ ألف مقاتل من مجموع ما يربو على مئة ألف مقاتل، في حالة التعبئة العامة، فعلوا كلّ هذا التحطيم المادي والمعنوي في هذا الكيان، كيف سيكون عليه الحال، اذا اندلعت مقتلة شاملة، يشارك فيها كلّ مقاتلي حزب الله، ومقاتلي غزة، وأسود الضفة الغربية…؟
ماذا لو حدث هذا؟ العدّ العكسي بدأ، من مقولة من الفرات الى النيل، الى “إسرائيل” تتساقط مستوطناتها على الحدود، ولا تستطيع الدفاع عنها، 35 كتيبة زُجّ بها لقتال غزة، و 27 كتيبة أخرى مثبّتة في الضفة الغربية، مجمّدة لا تستطيع الحراك، ولا تملك الانتصار، وهي ستغدو بعد قليل مثل كيس الملاكمة، تضرب وتتلقى الضربات دون مقدرة على الردّ، الضربة الماحقة في هذه الجولة كانت ضدّ الروحية للكيان، والتي هي بالأصل مهشّمة…
لقد ظنّ هذا العدو الجبان انّ قدراته التكنولوجية ستحميه من خوض قتال يستوجب دفع ضريبة الدم، وحينما تمكن أبطالنا من الالتفاف على قدراته التقنية، انكشف تماماً وتهاوى الى قيعان الهزيمة…
انه الطوفان، وحينما تتراجع موجات الطوفان وتذوي، سوف ينكشف المشهد عن زوال لهذا الكيان البائد، وهي رسالة الى أولئك المطبّعين، والذين راهنوا على ديمومة هذا الكيان، وهي لا تمتلك ايّ معطيات تعزز هذا الرهان، ولربما أوعز إليهم بأنّ التطبيع والتحالف مع هذا الوجود الطارئ سوف يضمن لهم الوجود والاستمرار في ما اختلسوه في غيبة من المنطق والتاريخ من حكم ومالٍ وجاه وسطوة، تحسّسوا مواضع رؤوسكم حينما تنبلج حقيقة ما بعد الطوفان، وستدركون كم كنتم واهمين ومغرقين في ضلالكم حينما كان خياركم ذلك التطبيع…
سميح التايه