جيش الاحتلال… رعب الجنوب وخوف الشمال
} حمزة البشتاوي
لم يكن يتوقع أحد حدوث هذا الطوفان المتدحرج كحدث تاريخي في مسيرة الصراع مع الاحتلال، ولكن من المؤكد بأنّ معركة (طوفان الأقصى) بنتائجها الحالية هي معركة الدفاع عن القدس والأسرى وفكّ الحصار، حيث بدأت بنجاح أبهر العالم بإبداع مقاتلي كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية بكافة أجنحتها العسكرية، فقد أدهشوا العالم باختيار اللحظة المناسبة والدقة العالية استناداً إلى فهم طبيعة وسلوكيات الجيش الإسرائيلي وإلى معطيات واضحة حول تراجع قدراته خاصة على صعيد سلاح البر والاستخبارات والمنظومة السياسية والعسكرية والأمنية المتلعثمة، وهذا ساعد في نجاح عنصر المفاجأة، واختراق كافة التحصينات والحواجز والأسلاك الشائكة والجدران الإسمنتية وحقول الألغام، وبرامج التجسس والسيطرة ومن ثم الدخول سيراً على الأقدام، وفي أرتال من السيارات إلى مستوطنات غلاف غزة وصولاً إلى حدّ الاقتراب من محافظة الخليل في الضفة الغربية.
وقد نجح عناصر المقاومة الفلسطينية الذين يتمتعون برجاحة العقل العسكري الفلسطيني والروح القتالية العالية، بأخذ عدد كبير من الأسرى وأدخالهم وتأمينهم داخل قطاع غزة.
وللردّ على (طوفان الأقصى) يقوم الجيش الإسرائيلي من خلال سلاح الجو بقصف المنازل والأبراج السكنية وقتل المدنيين وسط عجز عن الدخول حتى اللحظة في المواجهة المباشرة، وذلك بسبب الرعب الشديد مما تخبّئه المقاومة الفلسطينية في غزة من مفاجآت، وخوف كبير أيضاً مما تخبّئه المقاومة في لبنان، حيث تقول العديد من التقديرات وبشكل أصبح واقعياً جداً اليوم، بأنّ حزب الله بات ينظر في أيّ معركة مقبلة على الجبهة الشمالية إلى ما هو أبعد من مستوطنات الجليل.
ويتخوّف الجيش الإسرائيلي بعد أن تمكنت كتائب القسام في الضربة الإفتتاحية الأولى في معركة طوفان الأقصى من إطلاق خمسة آلاف صاروخ، من المخزون العالي للصواريخ الدقيقة التي يمتلكها حزب الله، وهذا ما يرفع من منسوب الخوف لدى الجيش الإسرائيلي بالنظر إلى تراجع فعالية وقدرات منظومة الصواريخ الإعتراضية كالقبة الحديدية ومقلاع داوود والباتريوت.
مع التقدير بأنّ الأيام القليلة المقبلة ستشهد تصاعداً كبيراً في عمليات القصف الجوي وأيضاً في مساعي وتحركات سياسية للوصول إلى تهدئة بهدف خفض منسوب الرعب من الجنوب والخوف من الشمال…