«طوفان الأقصى» اللغة الأكثر وضوحاً
} عمر عبد القادر غندور*
تعيش دولة الاحتلال في فلسطين أقسى أيامها منذ احتلالها لجزء من فلسطين قبل 75 عاماً ولم تعرف ذلاً كالذي تعيشه، وهي ترجمة لخطاب سماحة السيد حسن نصر الله في 25 أيار 2000 في ذكرى الشهداء القادة واصفاً «إسرائيل» بـ «بيت العنكبوت»، وهو ما تأكد في أكثر في مواقع جهادية لافتة آخرها درس عملية «طوفان الأقصى» التي كشفت حقيقة هذا الكيان الغاصب…
وقالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية انّ السيد نصر الله يشخص ضعفاً داخلياً في إسرائيل على خلفية الأزمة التشريعية والسياسية الواسعة، وبدورها قالت صحيفة «معاريف» انّ السيد نصر الله طالما يعرف كيف ينقضّ على الأزمة العميقة التي تعصف بالمجتمع الاسرائيلي المذهول؟
ونحن كمسلمين مؤمنين بأنّ النصر هو من عند الله تعالى وعلينا ان نحسن الإعداد والاستعداد ومراكمة القدرات والمستلزمات، وهو ما ترجمه أبطال «طوفان الأقصى» تصديقاً وطاعة لقول الله تعالى «من الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ – فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى – نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ – وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) الأحزاب»
ولا غرابة ولا استهجان بهذا النصر الإلهي المبين الذي يمهّد لانتصارات أخرى باذن الله، بعد طول العربدة الصهيونية وإجرامها وقتلها للشيوخ والنساء والأطفال العزل «وَلَا تَهِنُواْ فِي ابتِغَاءِ القَومِ – إِن تَكُونُواْ تَألَمُونَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمُونَ وَتَرجُونَ مِنَ للَّهِ مَا لَا يَرجُونَ – وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٠٤) النساء»
وهل كانت العصابات وقطعان المستوطنين يظنّون انّ اجتياح باحات المسجد الأقصى وتدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين سيمرّ من دون حساب؟ وانّ المسلمين سينامون على هذا الضيم «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا – وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) الشعراء» لقد ساء لهم ان يظنوا من غير فهم وإيقاظ «إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ – فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) الإنسان»
ولأنّ الأمور والحقائق كلها باتت واضحة، طلع علينا الرئيس الأميركي جو بايدن ليعلن وقوفه الى جانب «إسرائيل» ويأسف لما أصاب الصهاينة ويتقدّم بخالص العزاء والمواساة لضحايا «إسرائيل»، ولم يفعل ذلك لآلاف الشهداء والضحايا والجرحى والأسرى الذين يتعرّضون للإبادة كلّ يوم، ما يدلّ على انّ «إسرائيل» هي الامتداد الاستراتيجي للولايات المتحدة مذكراً انّ بلاده اعترفت بقيام دولة «إسرائيل» بعد 11 دقيقة على إعلانها، وكذلك فعلت انكلترا وفرنسا وألمانيا والغرب عامة!
وكلّ ذلك لن يجعلنا نخضع ونستسلم لمشيئة عدونا، بل يزيدنا ثقة وإيمانا وتصديقاً واستجابة لقول الله سبحانه وتعالى «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ – يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ – وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ – وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ – فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ – وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي