عندما يصف نتنياهو حماس بداعش
حملة تزوير ضخمة مموّلة من اللوبيات الصهيونية في العالم، قائمة على إنتاج صور وفيديوهات معدلة بالذكاء الاصطناعي من قبل خبراء عالميين متخصصين، وقامت بترويجها عبر شبكات التواصل الاجتماعي وقنوات الاتصال الدبلوماسي، وصلت الى اجتماع لوزراء الدفاع لدول حلف الناتو عرضها وزير دفاع الكيان يؤآف غالانت، تقوم على تصوير عملية طوفان الأقصى كعملية وحشية قائمة على قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء وصولاً إلى تشبيه حماس بتنظيم داعش. تشكل محور الحملة الإعلامية التي تخوضها تل أبيب بدعم غربي كامل لمحو آثار الهزيمة العسكرية القاسية التي أصيب بها جيش الاحتلال، ولتجييش رأي عام داعم لعمل حربي وحشي ضد غزة، وقطع الطريق على خروج شارع عربي وعالمي يستنفر لصالح القضية الفلسطينية.
ردّت حماس بالوقائع على حملات التشويه وتحدّت أصحابها إثبات وجودها في الواقع عبر شهادات حية وأسماء وصور حقيقية فبدأت صحف كبرى تتراجع خشية التعرّض للملاحقات القانونية، وفقدان المصداقية، بل إن وزارة الخارجية الأميركية ردّت على أسئلة صحافية بهذا الخصوص بالقول إن ليس لديها تأكيدات على صحة اتهامات الوزير انتوني بلينكن والرئيس جو بايدن بقطع الرؤوس وعمليات الاغتصاب، لكن لا سبب لعدم تصديق ما قاله الإسرائيليون، قال بلينكن، لكن الحملة متواصلة وقد تجند لترويجها الرئيس بايدن والوزير بلينكن شخصياً.
يستقوي بنيامين نتنياهو بهذه الرواية الملفقة ليحجب النقاش الحقيقيّ عن سر انهيار جيشه وغياب حكومته وأجهزة استخباراته عن كل ما كان يجري في الميدان حيث سقط 25 موقعاً عسكرياً تبلغ مجموع مساحاتها 100 كلم مربع أي أكثر من ربع مساحة غزة، يشغلها خمسة عشر ألف جندي وضابط هرب أغلبهم وقتل بعضهم وأصيب بعض آخر وأسر الباقي. وهو يستطيع ان يضحك على الغرب ويستغبي رؤساءه ووزراءه، لكن ماذا عن داخل الكيان؟
في الكيان يعرفون، كما تقول هآرتس، أن الأولوية هي للإفراج عن الأسرى والرهائن، وليس لحرب لا شيء يضمن عدم تحوّلها الى كارثة تكمل كارثة 7 تشرين. وفي الكيان يعرفون كما قال يائير لبيد زعيم المعارضة الذي رفض المشاركة في حكومة طوارئ. وقال إن المشكلة هي إنه لا يمكن إصلاح الوضع بمن كان سبب فساده، ومن صنع الكارثة لا يصلح لإخراجنا منها.
لو سلّمنا لتسهيل النقاش بمقولة نتنياهو عن تشبيه هجوم حماس بداعش، فهذا يطرح السؤال وفق التجربة، طالما أن تخليص العراق من داعش استدعى شيئاً غير تقليديّ من خارج الموجود تمثل بدخول القائد الشهيد قاسم سليماني وولادة الحشد الشعبي وذهاب نخبة حزب الله بقيادة الشهيد مصطفى بدر الدين، فما هو الجديد غير التقليديّ الذي سوف يُغيّر المعادلة مع غزة؟
التعليق السياسي