بوتين وبينغ ومبادرة نحو المنطقة
– يجتمع الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والصيني جين شي بينغ الأربعاء على هامش منتدى صيني احتفالاً بمرور عشرة أعوام على إعلان مبادرة الحزام والطريق، وكما هو مقرّر سيبحث الزعيمان الأوضاع الدولية والإقليمية ويعلنان حولها مواقف ومبادرات.
– للمرة الأولى يظهر الاهتمام الروسي والصيني تجاه أوضاع المنطقة بهذه الطريقة. فالموقف التضامني مع الحقوق العربية في مواجهة كيان الاحتلال كان حاضراً دائماً في سياسات موسكو وبكين، لكن التحفظ تجاه إطلاق مبادرات لحلّ الصراع الدائر حول القضية الفلسطينية كان سياسة ثابتة، بخلاف هذه المرّة حيث تستعدّ روسيا والصين للتقدم بمشروع تفاوضي لحل الصراع في المنطقة من بوابة القضية الفلسطينية.
– بعد التحولات الدولية لم يعُد بمستطاع واشنطن ادعاء القدرة على احتكار حق إدارة ملف الصراع حول القضية الفلسطينية، خصوصاً أن الضفة المقابلة للكيان هي ضفة لا حضور أو نفوذ أميركياً يتيح لواشنطن حصرية إدارة الملف، بل إن الدول التي تحسب على النفوذ الأميركي باتت تجاهر بالحاجة لدور روسي وصيني، كما فعلت السعودية في طلب الرعاية الصينية لاتفاقها مع إيران.
– المبادرة الروسية الصينية المرتقبة سوف تحاكي القرارات الدولية الصادرة والمبادرة العربية للسلام، وبمعزل عن فرص تحققها، أو عدالة مضمونها، فهي سوف تعني سقوط الأحادية الأميركية من جهة، وسقوط صفقة القرن من جهة مقابلة.
– الانفتاح على المبادرة الصينية الروسية يحقق التوازن لصالح الجانب العربي، والفلسطيني بصورة خاصة، ولا يجب أن يثير القلق وقوف السقف الروسي الصيني للحقوق الفلسطينية والعربية عند ما تضمنته القرارات الدولية، لأن كيان الاحتلال سوف يتكفل بإطاحة الفرص الجدية أمام هذه المبادرة، لأن نجاح هذه المبادرة بالمقابل كفرضية سوف يُعيد للعرب والفلسطينيين جزءاً مهما من حقوقهم، ولن يستطيع أحد منعهم من الانطلاق منها نحو تحقيق ما تبقى.
التعليق السياسي