الدعم الأميركي لـ «إسرائيل»…
} عمر عبد القادر غندور*
ليس جديداً على الولايات المتحدة الأميركية ان تنحاز بالمطلق الى ربيبتها دولة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وكان يُقال أنّ واشنطن تعتبر أنّ «إسرائيل» هي الولاية الأميركية الـ 52 التي تمثل العمق الاستراتيجي للدولة الأكبر في العالم !!
وجديد «الكرم» الأميركي ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن يوم الأحد الفائت إرسال حاملة طائرات ثانية الى شرق البحر الأبيض المتوسط لردع ما أسماها «الأعمال العدائية ضدّ إسرائيل أو ايّ جهود لتوسيع الحرب، على حدّ قوله!
الموقف الأميركي من المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني الفاقد للفعالية بعد عملية «طوفان الأقصى» التأديبية، جعلته متأكداً انّ الجيش «الإسرائيلي» لم يعد مؤهّلاً لمواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية المجاهدة.
أما مقولة انّ الولايات المتحدة هي زعيمة العالم الحر المدافع عن الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان والحضارة والقيم فقد ثبت بالملموس أنها مجرّد ادّعاءات سخيفة فارغة لا قيمة ولا اعتبار لها في ضوء العمى الأميركي والأوروبي والغربي عامة، والذي كأنه لا يرى عشرات الطائرات الإسرائيلية تغير ليلاً ونهاراً على سكان غزة في أبشع مجزرة في التاريخ و «يتمرجل» على العزل والنساء والأطفال تقصف منازلهم على رؤوسهم من دون وازع، حتى بلغ عدد الضحايا نحو 2500 شهيد ومصاب في الأيام الثلاثة الماضية، الى جانب منع وصول إمدادات الأدوية والغذاء والمياه والكهرباء والتهديد بقصف ايّ مساعدات قد ترسلها الدول ومنظمة الصليب الأحمر الدولي !
بوسع الولايات المتحدة وأوروبا أن تدّعي ما تشاء من نعوت وصفات وسمات، ولكنها لا تستطيع بالدليل والإثبات والقرائن والفيديوات أن تدّعي «الإنسانية» وهي التي ألزمت نفسها بالأمس واليوم بحماية القتلة من الصهاينة الغرقى بدماء الآلاف من النساء والأطفال الذين يزيد عددهم على العشرة آلاف ما عدا المئات من الجثث المدفونة تحت ركام المنازل التي فتتتها الترسانة الأميركية الصهيونية!
ومن المضحك جداً ان يدّعي الرئيس الأميركي بايدن الذي يشرف على عمليات الإبادة للشعب الفلسطيني والتطهير العرقي انّ يوم السبت الماضي: «من حق الفلسطينيين ان يقرّروا مصيرهم»، وتعهّد خلال اتصال مع محمود عباس بتقديم الدعم الكامل للسلطة الفلسطينية، مع اقتراب انتهاء مهلة منحتها «إسرائيل» لأكثر من مليون فلسطيني في شمال غزة للتوجه نحو الجنوب !
وكان من الطبيعي أن يرفض الجانب الفلسطيني هذه الدعوة رغم تحذيرات أممية من عواقب الرفض !
وايّ عواقب أدهى وأمر وأفظع من قصف المواطنين بمئات من الطائرات على مدار الساعات لأيام وليال.
ولأنّ الدول العربية اليوم ومعظمها قريبة جداً الى درجة الالتصاق بالولايات المتحدة، وبعيدة جداً الى درجة الانفصام عن أيّ عقل وفعل، في ضوء متغيّرات مرتقبة تتناول أحادية القطب الواحد وتتحدث عن عالم متعدد الأقطاب ما زال في حدود التمنيات، بينما نرى انّ العديد من الدول تتحرك في دائرة الاستقطاب الأميركي وفي خدمة الاستراتيجية الأميركية التي تعمل وتتحرك وكما نراه في اليوم والساعة توفير أمن الحليف الاستراتيجي وهو «إسرائيل».
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي