جيش الاحتلال لن يستعيد ما فقده في «طوفان الأقصى»
} عمر عبد القادر غندور*
ماذا يعني حصول هجمات عنيفة ووقوع ضحايا كجريمة طعن فلسطيني عمره ست سنوات بـ 26 طعنة في ولاية إلينوي الاميركية في ولاية شيكاغو، بتهمة انه فلسطيني مسلم وكذلك والدته التي نقلت الى المستشفى بين الحياة والموت.
وإطلاق نار في بروكسل خلال مباراة في كرة القدم بين بلجيكا والسويد ضمن تصفيات بطولة أوروبا وسقوط قتيلين سويديين ولم يُقبض على الفاعل أو المشتبه به بعد فراره على دراجة نارية، وقالت الشرطة السويدية للجمهور: اذهبوا الى بيوتكم وابقوا فيها طالما لم يتمّ القبض على المجرم الفاعل؟
ورفعت الحكومة الفرنسية مستوى التأهّب الى الدرجة القصوى بعد مقتل مدرّس طعناً بسكين على يد تلميذ سابق متطرف (كما وصف) في أراس شمال البلاد …
كلّ ذلك يحصل على وقع أفظع الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال ضدّ الفلسطينيين، وتواصل إعدام سكان قطاع غزة حتى بات عدد الشهداء أكثر من ثلاثة آلاف طفل وامرأة، في أكبر الجرائم في القرن الحادي والعشرين.
ومن سوء حظ الفلسطينيين الذين يتعرّضون للإبادة في هذه الحملة الصهيونية الإجرامية التي تُصنّف بامتياز كجرائم الحرب على مرأى من العالم، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وهو في قمة إجرامه، انّ الحرب على غزة بدأت ولن تتوقف إلا بتحويل غزة الى ارض محروقة! وكأنه يقول للرئيس الأميركي «لن يستطيع أحد ان يفرض عليّ وقف هذه الحرب» تزامناً مع وصول الجزيرة العائمة جيرالد فور (GNN78) الى المياه الفلسطينية التي تحمل خمسة آلاف بحار، وتقول مجلة «ناشيونال ريفيو» انّ هذا الدعم اللوجستي لم يسبق له مثيل.
وبالعودة الى ردود الفعل وكما حصل في ولاية إلينوي الأميركية وفي السويد وفي فرنسا، فإننا ننتظر المزيد من التحركات للفهود النائمة في كلّ مقلب أرض ولا يعلمها الا الله.
وعلى وقع القلق الذي يخيّم على الجميع، ومحاولة التعرّف على صورة الغد، يبقى مجهولاً حتى ولو أردنا معرفة ما سيحصل بعد عدة ساعات، لأنّ التطورات والمستجدات والأحداث تتوالى فصولاً على مدار الساعة، ويخطئ من يوزع الناس على خانة هذا الفريق او ذاك، ويبقى الصمت الثقيل أفضل من الكلام القاصر عن إدراك كلّ الحقائق، ولذلك نفهم صمت الجهات العاملة والمؤثرة والفاعلة « يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) البقرة «
أما تلك الأمة الراقدة والصامتة لا بل النائمة والمتوغلة في ريبها وتردّدها فحسبنا فيهم قول الله تعالى «لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الانفال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي