مقالات وآراء

كلنا فلسطين…

‭}‬ سارة طالب السهيل
هل أصاب العالم فقدان ذاكرة؟ هل الناس ذاكرتهم قصيرة إلى هذا الحدّ؟ هل دول العالم الأول تمتلك ذاكرة السمكة؟
منظمات الأمم المتحدة ودول حلف الناتو، وليس لي مزاج لأذكرهم جميعاً، فقد حفظناهم عن ظهر قلب من نشرات الأخبار التي قرقعت رؤوسنا على مدى أعوام عمرنا، وما شهدناه من تدخلاتهم في كلّ كبيرة وصغيرة وكأنهم أوصياء على العالم دون ذرّة حياء مستغفلين عقول الناس وكأن ليس بيننا رجل حكيم أو امرأة رشيدة تستوعب أنّ تدخلاتهم ما هي إلا لتدمير الشعوب وسرقة الثروات والسيطرة والنفوذ السياسي، فلا يوجد منهم من رآنا بأحلامه السعيدة ليهرع للتدخل في العراق وسورية ومصر واليمن والخليج إلى آخره.
ولكن قضية فلسطين قضية استثنائية لا عين رأت ولا أذن سمعت.
مجموعة كبيرة من الأشخاص ينتمون إلى دين واحد يأتون من أقصى الأرض، ومن عدة بلدان يتحدثون لغات مختلفةً يأكلون طعاماً مختلفاً يرتدون ملابس مختلفةً لا يجمع بينهم شيء نهائياً لا عادات ولا تقاليد ولا ذكريات، ولكن يتجمعون يأتون إلى أرض أيضاً ليس لهم فيها أيّ ذكريات لا ينتمون إليها بأيّ شيء، لا يعرفون تاريخها ولا تراثها، لا يرتدون ملابسها، ولا يستسيغون طعامها.
فجأةً وبالبلدي دون احم أو دستور يدخلون أرضاً ليست لهم يحتلونها ويسرقون بيوت الناس، ويطردون أهلها ليصبحوا لاجئين في بلدان العالم.
والعالم كله يساند سارقي الأرض (عادي جداً!) وأمام أعين الجميع ودون أيّ خجل.
يساومون السكان الأصليين ويبتزونهم؛ ومن ثم… مناورات ومناقشات ومؤتمرات وحوارات.
إنه السارق عادي يسرق والمسروق لازم يتقبّل!
من وقت ما حصل هذا الأمر وشعوب العالم صامتة ومؤيدة، وإذا تدخلت فتتدخل لتهدئة المسروق حتى لا يزعج السارق،
فلسطين ليست هدية تهديها لكم القوى العالمية المسيطرة على العالم مواساة لكم على ما تقولون إنه أصابكم عبر التاريخ في بلاد الرافدين، أو في ألمانيا.
أيها العالم… انظروا إلى فلسطين نظرة حقّ وعدل قبل فوات الأوان.
فلسطين لأهلها لمن عاش فيها مئات السنين، لمن زرع وحصد وعمّر الديار، لمن ولدوا هم وآباؤهم، وأجداد أجدادهم ها هنا في فلسطين.
أما أنتم فارحلوا من حيث أتيتم، هذه ليست بلادكم، وأنتم لم تأتوا ضيوفاً، فنحن من عاداتنا إكرام الضيف، وإنما جئتم لتخرجوا الناس من ديارها، وتحاربوهم وتحكمونهم وتحتلون أراضيهم.
ليس عاراً، وليس عنفاً، وليس إرهاباً أن أدافع عن وطني وأرضى وأهلي، عن أطفال الوطن فهذا حقّ مشروع. وهنا أخاطب العالم كله: أيها العالم من المعيب جداً السكوت من الآن فصاعداً…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى