أيّ تصعيد ينتظر المنطقة؟
} رنا العفيف
على إيقاع ضبط الحرب لا توسيعها، مقاربات أخرى لافتة بالتصريحات والزيارات المكوكية إلى المنطقة، فما الهدف من الحضور الأميركي والخطط الأميركية؟
12 يوماً مضت على معركة «طوفان الأقصى» واليوم هو الـ 13، فيما نتنياهو يتوعّد باجتياح بري على قطاع غزة منذ اليوم الأول، لكن هذا الاجتياح لا يزال مؤجّلاً لأسباب شتى منها ميدانية وعسكرية ومنها سياسية، حتى أنّ الطقس كان له نصيب في حجج التأجيل، لأنّ العدو يخشى الفشل فيما لا تزال المقاومة تتوعّده في الميدان، ليتمثل ذلك في التهديدات الجدية باستخدام القوة على جبهات جديدة، مقابل رفع سقف التهديد الإيراني وتحذيراتها للولايات المتحدة أنه لن يكون بإمكان أحد الوقوف بوجه قوى المقاومة، إذا استمرّت جرائم الاحتلال في غزة.
في السياق نفسه أتى تصريح الإمام الخامنئي ليستكمل المشهد المتقن بعناية مرسومة بتفاصيل الإنذار بخطوة استباقية قد تؤدّي إلى تغيير خارطة الاحتلال في تطويق مخططاتها، واستناداً إلى تردّد «إسرائيل» بشأن خياراتها العسكرية ضدّ غزة وضدّ قوى المقاومة، تأتي مقاربة «إسرائيلية» قدّمتها مجموعة من الخبراء العسكريين تؤكد أنّ كلّ الحشود العسكرية الأميركية وما يليها من تطورات مقتصرة على حاملات طائرات وسحب جنود من قواعدها في الخليج وجلبهم إلى فلسطين المحتلة لينضمّوا إلى المعركة، إضافة إلى جنود من المارينز في سفن مائية، كلها حتى اليوم غير واضحة في إطار تصويب الخطة المنشودة بالنسبة للأميركي والاسرائيلي غير أنها تحمل إشارة كانت قد لوّحت لها صحيفة «واشنطن بوست» بأنّهم مدرّبون على العمليات الخاصة، كما أنّ هناك حديثاً إسرائيلياً آخر متواتراً عن أنّ قدوم بايدن كان لافتاً في جوهر الدعم الأميركي الذي يفضي إلى وضع سقف عال لمنع أطراف إقليمية من الاشتراك في هذه المعركة، كما يريد بها حصر المعركة بين «إسرائيل» وغزة، ليعطي لـ «إسرائيل» صورة التفوق والإنجاز على غزة وأن تهزم المقاومة لتعيد لها جزءاً من هيبتها المفقودة في المنطقة،
بالتالي، فإنّ حسابات الإسرائيلي ليست مضبوطة بالمعيار الأميركي بنسبة مئة في المئة، وكلّ عوامل البحث عن إجابة الحرب المفتوحة أو الشاملة غير واضحة لكلا الطرفين للحظة، وعندما لا تكون هناك رؤية واضحة في معيار الأسئلة المطروحة ضمن النطاق العسكري في الميدان، يعني كلّ الاحتمالات مفتوحة على أن يكون هناك حرب واسعة، لهذا تحمل أميركا مسؤولية حمل الصورة بجعل قواتها جاهزة يحاول بذلك تقليص إطار الحرب بما يضمن للاسرائيلي صورة النصر، وهذا بالتأكيد يمكن أن تشعل المنطقة من خلال بايدن الذي يقود الحرب بمعيار التنسيق مع «إسرائيل»، والذي تمّ تفعيله عبر وزير الدفاع ورئيس الأركان وعلى رأسهم بايدن الذي يواكب حيثيات الحرب محاولاً منع أيّ تدخل من أطراف المقاومة، وهذا هدف يحدّد خيارات بايدن وما يخطط له وقيادته وبين الفشل الذي يتعرّض له، مع الترويج الإعلامي للحضّ على القتل لكي تظهر حماس بصورة الوحش و»إسرائيل» بريئة، علماً أنّ نتنياهو قال في خطابه دون ترّدد أنه يريد القضاء على حماس، وطبعاً لأسباب سياسية تتمحور حول مسألة إفراغ الانتصار الاستراتيجي من محتواه عبر ماكينته الإعلامية التي تعمل على تضليل الرأي العام، بينما هو يسعى لضربة انتقامية دموية تدميرية،
طبعاً كل هدف أميركي يقابله فشل قد يزيح عن الأهداف التي وضعها، مع الإقرار بعدم توسيع نطاق الحرب شكلياً، علماً أنّ الأميركي في المضمون منخرط بها بموافقة البنتاغون بطريقة أو بأخرى، ولكن قد توجد إشكاليات عملياتية للولايات المتحدة أو خلل في ضبط سياق المعركة التي تريد أن تحقق فيها إنجازاً، وهذا يترتب على أن تكون قواتها موزعة بطريقة تتناسب جميع الاحتمالات كافة على مسرح العمليات الجارية على اعتبار يشهد اشتباك في كلّ المحاور،لذا يجب أن تكون جاهزة لهذا الأمر، وهذا ربما قد يكون مرتبطاً في رهن الاشتباكات الحالية مع الإشارة إلى تبدّل قواعد الاشتباك في كلّ دقيقة ربما لتبقى ساعة الفصل الحاسمة مضبوطة على إيقاع اليد الضاربة في البيدق الأول تزامناً مع ما يمكن القول في التحذيرات الشديدة اللهجة التي أطلقت من قبل أطراف محور المقاومة، قد نشهد خطوات استباقية للمقاومة مرتبطة بالتصعيد الإسرائيلي ما لم تكن هناك إشارات واضحة بتحديد موقف الردع العسكري على وقع جميع الأطراف الذين يقفون على حافة الهاوية فهل ستنفجر المنطقة برمّتها في الأسابيع أو الأيام القليلة المقبلة نتيجة ما سيحدث مع الإسرائيلي مقابل التصعيد في غزة…؟