الوطن

وقفات ومسيرات تضامنيّة مع غزّة واستنكاراً لمجزرة المستشفى المعمدانيّ ميقاتي: أين الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟ بيرم: محرقة حقيقيّة بتغطية أميركيّة وغربيّة

بالتزامن مع المسيرات الحاشدة التي عمّت العاصمة بيروت والمناطق اللبنانية، دعماً لشعبنا الفلسطينيّ و خصوصاً في غزّة المنكوبة بآلة العدوّ الصهيونيّ المدمِّرة والقاتلة واستنكاراً للمجازر الوحشيّة التي يرتكبها العدوّ ومساندةً للمقاومة الباسلة في مواجهة الاحتلال، نُظّمت وقفات تضامنيّة للغاية نفسها.
وشارك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الوقفة التضامنيّة أمام وزارة الصحة، استنكاراً وإدانة للمجزرة «الإسرائيليّة» في مستشفى المعمدانيّ في غزّة وذلك بدعوة من وزير الصحة الدكتور فراس أبيض.
وقال ميقاتي «الوقفة اليوم لها معنيان، الأول هو التضامن مع أهل غزّة والثاني أنّ القيَم الإنسانيّة تُنتهكُ في غزّة. نقف جميعاً مع هذا الجسم الطبيّ، مؤكّدين أنّ هذا الأمر لا يُمكن أن يستمرّ».
أضاف «منذ 75 عاماً ولبنان يحمل في قلبه قضيّة فلسطين، واليوم لدينا قضيّة فلسطين وضرورة العمل ليرى المجتمع الدوليّ بالتوازي ما يحصل من ضرب لكلّ القيَم الإنسانيّة. نحن نتساءل أين هي الأمم المتحدة مما يجري؟ أين مجلس الأمن؟ أين شرعة الأمم المتحدة؟ ما يحصل هو سيطرة لشريعة الغاب والقويّ يقتل الضعيف من دون خوف، والمجتمع الدوليّ ينظر إلى ما يحصل من دون ردة فعل، لا بل أكثر من ذلك فهو يقف مع الجلاّد. هذا الأمر يجب وضع حدٍّ له، وهذه هي رسالتنا للعالم من باب التمسّك بالقيَم الإنسانيّة والحفاظ على النظام العالميّ الذي تعلّمنا أن أساسه العدالة، ولسوء الحظ فهذه العدالة تُضرَب اليوم في الصميم».
من جهته، شدّد الأبيض على «ضرورة قيام المجتمع الدوليّ بواجباته لناحية احترام القانون الدوليّ وحرمة وقدسيّة المؤسّسات الصحيّة وحماية العاملين الصحيين»، مضيفاً «أنّ شتى الأزمات التي يواجهها مجتمعنا تثبت أن القطاع الصحيّ هو الذي يكون دائماً في الصف الأول التزاماً برسالته الإنسانيّة ومن الواجب تحييده لا جعله هدفًا».
وبدعوةٍ من وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم أقيما وقفةٌ تضامنية أمام وزارة العمل، شارك فيها حشدٌ من ممثّلي الفصائل الفلسطينيّة ونقابيين وإعلاميين ومواطنين، إضافةً إلى موظّفي وزارة العمل.
وألقى بيرم كلمة قال فيها «نجتمعُ اليومَ ويملأنا الغضبُ والصخبُ ونحن في وزارة العمل أردناها لأنّها وزارةٌ معنيّة بالحقوق والإنسان». وأضاف «إنّ ما شهدناه بالأمس من جريمة ومذبحة ومحرقة حقيقيّة بتغطية أميركيّة وغربيّة منافِقة، أسقطت كلامهم وخطابهم عن حقوق الإنسان. إنّ ازدواجيّة المعايير وصلت إلى حدٍّ لم يعُد يُطاق، لذلك نرفع الصوتَ لنُعلنَ اعتراضنا ونحترم إنسانيتنا وحقوقنا كبشر، أن نحترم الأطفال لأنّهم يُذبحون، إنّ هذه ليست حرباً. الحرب تُخاضُ مع مقاتلين ونحن رأينا العدوّ الإسرائيليّ كيف فرّ مذعوراً كالفئران والجرذان أمام المقاتلين لكنّه «يتشاطر» ويستقوي على الأطفال بتغطية دوليّة وتواطؤ مجرم».
وأكّد أنّه «حان الوقت لنرفع الصوتَ ونقول نحن الشعب اللبنانيّ والشعوب العربيّة وكلّ أحرار العالم، لن نقبلَ بعد اليوم بهذا الاستسهال في قتلنا نحن لسنا درجة ثانية من البشر، نحن لدينا حقوق، نحن أناس لدينا كرامات، نحن نعيش مرّة واحدة لنعِشها بكرامة، لن نسمحَ لأحدٍ أن يقتلنا أو يذبحنا أو يُهجّرنا من بيوتنا».
وأوضح أنّ «وقفتنا هذه هي وقفة حقّ وتضامن. وقفة لنقول إنّ زمن الماضي والخنوع قد تغيَّر وإنّ زمن الانتصارات سيأتي وإن دماء الأطفال ستجتمع وتجرف الظالمين، وهذا اليوم ليس ببعيد»، لافتاً إلى أنّ «المجاهدين والمقاومين ينتظرون ذلك الإصبع الذي سيشير لهم إلى بداية الطوفان الحقيقيّ الذي يجرفُ كلّ الظالمين ويُسقطُ عروشَ كلّ المتخاذلين».
وتابع «هذه دعوة لكلّ الشعوب أن تنزل إلى الشوارع أن تغضب أن ترفع صوتها وأن تطرد سفراء الإجرام سفراء الدول التي تغطيّ الجريمة. جاء رؤساء الدول الغربيّة بأنفسهم إلى إسرائيل تحت القصف، لماذا؟ لأنّهم وجدوا أنّ وديعتهم التي كانت ثُكنتهم المتقدّمة ليسرقوا أموالنا وشعوبنا ويُقيموا الفتنَ في دولنا. جاؤوا لينقذوها لأنّها واهنة وضعيفة أمام إرادة المقاومين، أمام الشعب الفلسطينيّ».
وشدّد على أنّ «فلسطين أصبحت عنواناً للكرامة لاسترداد الحقوق وحماية مصالحنا وشعوبنا، عنواناً لاستقرارنا، حان الوقت لكي نستقرّ»، مؤكّداً أنّ «فلسطين ستعود حرّةً أبيّة والقدس ستكون قدس أقداسنا بكنيسة القيامة ومسجد الأقصى وسنرفع الرايات على تلال فلسطين، إنّهم يرونه بعيداً ونراه قريباً».
ونظّم «اللقاء السياسيّ اللبنانيّ الفلسطينيّ» مسيرةً في صيدا، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها العدوّ الصهيونيّ في مستشفى المعمدانيّ في غزّة، انطلقت من ساحة الشهداء وجابت شوارع المدينة وصولاً إلى ميدان جمال عبد الناصر – ساحة النجمة.

تقدم المسيرة حملة الرايات والأعلام اللبنانيّة والفلسطينيّة، وشارك فيها أمين عام «التنظيم الشعبيّ الناصريّ» الدكتور أسامة سعد، ممثلو الأحزاب الوطنيّة اللبنانيّة والفصائل الفلسطينيّة، شخصيات وفاعليّات وحشد من أبناء مدينة صيدا والجوار ومخيّم عين الحلوة.
وفي ختام المسيرة، أُلقيت كلمات لكلّ من: الأمين العام «للتنظيم الشعبيّ الناصريّ» النائب الدكتور أسامة سعد، المسؤول السياسيّ لحركة «حماس» في مدينة صيدا أيمن شناعة، أمين سرّ حركة «فتح» وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينيّة في لبنان فتحي أبو العردات، نائب رئيس المكتب السياسيّ «للجماعة الإسلامية» في لبنان الدكتور بسّام حمود، مسؤول حركة «أمل» وعضو مكتبها السياسيّ في صيدا المهندس بسام كجك، مسؤول حزب الله في صيدا الشيخ زيد ضاهر، رئيس الهيئة الإستشاريّة والناطق الإعلاميّ «لمجلس علماء فلسطين» الشيخ محمد موعد.
واستنكرت الكلمات استهداف مستشفى المعمدانيّ في غزّة من قِبَل العدوّ الصهيونيّ، والذي أدى إلى سقوط أكثر من 800 شهيد من المرضى والمدنيين. وحيّت المقاومة الفلسطينيّة والشعب الفلسطينيّ الذي «حقّق بصلابته إنجازات وطنيّة عظيمة»، مؤكدةً «وقوف صيدا والمخيّمات الفلسطينيّة إلى جانب أهالينا في غزّة الصامدة الذين أعادوا الكرامة لهذه الأمّة من خلال مقاومتهم وجهادهم».
ودعت إلى «وقف العدوان على غزّة، وإدخال المساعدات بكلّ أشكالها إلى الشعب الفلسطينيّ، وإلى مزيد من الانخراط في وحدة فلسطينيّة راسخة». ودانت «الصمت العربيّ، وغياب الحكومات عن تقديم الدعم للشعب الفلسطينيّ وحمايته من العدوان الإجراميّ الذي يمارس من قبل العدو الصهيوني». وحيّت «المقاومين والمنتفضين وأحرار الأمّة الذين يدافعون عن فلسطين».
وانطلقت من امام المسجد الكبير في مدينة النبطيّة، مسيرة شعبيّة بدعوة من مفتي وإمام مدينة النبطيّة الشيخ عبد الحسين صادق تنديداً بالجرائم الصهيونيّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ في غزّة. وألقى صادق كلمة أعلن فيها أنّ النبطيّة تُطلق عالياً مع كل شعوب أمتنا وأحرار العالم صرخة الإدانة والشجب والغضب في وجه العدوّ الصهيونيّ الغاشم حيال المجزرة غير المسبوقة التي ارتكبها بحقّ أهالي غزّة العزّل.
واستنكاراً للعدوان الهمجيّ الصهيونيّ الغربيّ على غزّة وتأييداً لعملية «طوفان الأقصى» البطوليّة نُظّم لقاء تضامنيّ في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبيّة لبيروت تخللته كلمة للمفتيّ الجعفريّ الممتاز الشيخ أحمد قبلان شدّد فيها على أنّ «المقاومة ستواجه العدوّ بالسلاح الذي يخشاه»، مشيراً إلى «أنّ اتساع رقعة الحرب جديّة فواشنطن وتل أبيب تضعان المنطقة أمام مسارات خطيرة ونحن أمّة تملك شجاعة النصر والشهادة».
كما شهد الشمال والبقاع والجبل والمخيّمات الفلسطينيّة وقفات ومسيرات حاشدة في مختلف القطاعات النقابيّة استنكاراً للمجازر الصهيونيّة في غزّة ودعماً لعمليّة «طوفان الأقصى» البطوليّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى