الدعم العسكري الأميركي هل ما زال حاجة عراقية؟
} محمد حسن الساعدي
بالرغم من أنه واقعاً لم تعد هناك حاجة، لوجود قوات قتالية أجنبية في العراق، إلا أنّ وجود «مستشارين» يشكلون جزءاً مهماً من هذه القوات المتواجدة، الموجود، بادّعاء حربها على الإرهاب، وبعد مرور أكثر من ستّ سنوات، على انتهاء الحملات العسكرية ضدّ داعش، إلا أنّ العراقيين جميعاً لم يلمسوا موقفاً رسمياً ولو واحداً، لدعم بلدهم وفق المعاهدة الاستراتيجية، بين الولايات المتحدة والعراق، والتي شملت أبواباً متعدّدة ولم تقتصر على الجانب العسكري فقط .
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تحدث في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن توجهات العراق الجديدة، نحو إنهاء وجود التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حين أكد أنّ القوات العراقية وبمختلف صنوفها القتالية، قادرة على مواجهة أيّ تحدّ يهدّد البلاد وشعبها، وأنها قادرة على بسط الأمن على كافة أراضيها بعد خروج القوات الأجنبية.
بالرغم من ذلك فقد ارتفعت أصوات هنا او هناك مؤخراً، تنادي ببقاء هذه القوات، لأنها تعتقد بأنّ الوجود الأميركي أمر حيوي لاستقرار العراق، وأن هناك فجوات في داخل البنية الهيكلية للقوات الأمنية، في حين يرى القادة الأمنيون، انّ القوات الأمنية قادرة على ضبط الأمن، وصدّ أيّ هجمة من أيّ تهديد ضدّ بلدهم.. وأنّ وقت أيّ وجود عسكري أجنبي، سواءً مدرّبين أو مستشارين أو غيره قد انتهى تماماً.
بغضّ النظر عن وجود الجيوب المتبقية من عصابات داعش في العراق، الا أنّ العراق أصبح بلداً اكثر استقراراً من الناحية الأمنية، بالإضافة لتصاعد قدرة قواته الأمنية، على التدخل في أيّ اشتباك عسكري مع هذه العصابات وحسمه بسرعة، ما يعني أنّ هذه القوات أمست قادرة على حفظ أمنها وأمن المواطن، ولا تحتاج لوجود أيّ دعم لها «ان وجد» بالإضافة الى تكبّد العراق الأكلاف مالية، والتي ينبغي ان تصرف على جوانب أخرى تلامس حياة المواطن العراقي…