صورة «إسرائيل» العاجزة بعد 13 يوماً من العدوان على غزة
} حسن حردان
طغت على المشهد صورة «إسرائيل» العاجزة أمام الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، والفشل في إضعاف قوة المقاومة، بعد ثلاثة عشرة يوماً على العدوان الصهيوني، وحرب الإبادة التي يشنّها العدو ضدّ البشر والحجر في قطاع غزة.
وتبدّى العجز الإسرائيلي في فشل العدو في كسر إرادة أهل غزة وإخضاعهم لشروطه وإجبارهم على الهجرة والنزوح والتخلي عن التمسك بمقاومتهم والالتفاف حولها، وكذلك الفشل في إضعاف قدرة المقاومة وإسكات صواريخها المستمرة في الانطلاق نحو مدن ومستوطنات الاحتلال ومواقع العدو العسكرية، رداً على القصف الصهيوني الوحشي والمجازر التي يرتكبها.
على انّ هذا العجز الصهيوني تجسّد ارتباكاً وتردّداً في الإقدام على ايّ عمل بري في غزة، وبدء مراوحة العدوان في المكان، والاستمرار في القصف عبر الجو والبر والبحر وارتكاب المزيد من المجازر، الأمر الذي يزيد من نقمة الرأي العالمي ضدّ «إسرائيل» وداعميها، والضغط لوقف النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مما يتسبّب في تنامي مأزق حكومة الحرب الصهيونية على الرغم مما حظيت به من دعم غير مسبوق من الدول الغربية الاستعمارية، وفي الطليعة الولايات المتحدة الأميركية، وإعلان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أنّ على «اسرائيل» أن تحقق النصر على المقاومة وتحرير الأسرى وإلا فإنّ مكانة «اسرائيل» الاستراتيجية ستكون معرّضة للخطر…
على أنّ ذلك فاقم من مأزق حكومة الحرب الصهيونية، والذي عكسته الوقائع التالية:
أولاً، تأجيل جيش الاحتلال الهجوم البري للمرة الخامسة، ما يؤشر إلى استمرار حالة الارتباك والتردّد السائدة على المستويين السياسي والعسكري بشأن كيفية تحقيق الأهداف العالية السقف التي حدّدوها.
ثانياً، كشف موقع «واللا» الإسرائيلي عن قرار جيش الاحتلال تسريح جنود الاحتياط، وهو ما فسّر بوجود خلافات داخل غرفة عمليات الجيش حول تنفيذ العملية البرية، وصعوبة إبقاء قوات الاحتياط حول غزة في حالة من الانتظار.
ثالثاً، استمرار العمليات العسكرية في غلاف غزة بسبب استمرار وجود خلايا للمقاومة الفلسطينية هناك، مما يربك جيش الاحتلال، ويجعله غير قادر على تركيز جهوده على شنّ عملية برية وظهره غير آمن، في حين هناك قلق إسرائيلي من توسع المواجهة مع المقاومة في لبنان على نطاق واسع على جبهة الشمال، والتي تشهد تطوّراً يومياً في اتساع دائرة العمليات التي تنفذها المقاومة، لا سيما بعد أن قصفت كتائب الشهيد عز الدين القسام بالأمس مستوطنتي كريات شمونة (الخالصة) ونهاريا اللتين تبعدان عن الحدود نحو 12 كلم، في حين انّ المواجهات في الضفة الغربية تزداد اشتعالاً وتنذر بالتحوّل إلى انتفاضة واسعة على غرار الانتفاضة الثانية، في ظلّ مقاومة مسلحة متنامية، مما يجعل جيش الاحتلال مشتتاً على عدة جبهات وعرضة لحرب استنزاف كبيرة، وغير مسبوقة لا سيما أنّ قادة العدو يعرفون القدرات الكبيرة والنوعية التي تملكها المقاومة في لبنان، فيما يعاني الكيان كله من الشلل في كلّ مناحي الحياة.. نتيجة قدرة المقاومة في غزة على مواصلة استهداف منطقة غوش دان والقدس إلى جانب جنوب فلسطين المحتلة بالصواريخ… والتي أجبرت حكومة العدو على اتخاذ قرار إخلاء مدينتي سديروت وعسقلان من المستوطنين، والذين يقدّرون بأكثر من 180 ألف مستوطن، إلى العمق الصهيوني.
رابعاً، حجم الخسائر الكبير الذي ينتظر جيش الاحتلال، في حال دخل إلى غزة، بالإضافة الى ارتفاع كلفة حرب الاستنزاف الاخذة بالتصاعد التي يتعرّض لها جيش الاحتلال في الضفة وجبهة الشمال، مع تسرّب معلومات اسرائيلية عن عدم جاهزية الجيش لخوض مثل هذه الحرب، لافتقاد جنود الاحتياط خبرة القتال، وتراجع معنوياتهم، بعد الضربة القاتلة التي مُنيت بها فرقة غزة بفعل هجوم المقاومة، وهي الفرقة التي كانت تملك الخبرة القتالية واعتمد عليها جيش العدو في شنّ اعتداءاته السابقة ضدّ القطاع.. ولم تنجح في تحقيق أهدافها نتيجة المقاومة الشرسة التي واجهت جنود العدو وتكبّدهم خسائر فادحة، عندما حاولوا الدخول إلى بعض أحياء قطاع غزة…